ليس فينا طابور خامس

  • 4/1/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

منذ بدء عاصفة الحزم، والشعب السعودي بفئاته وتياراته المختلفة يثبت أن جوهره وطني خالص، وأن اختلاف التوجهات والرؤى يغيب تماما في حالات حاجة الوطن إلى صف واحد، فالحمد لله على أنه ليس بيننا طابور خامس. نعم، ليس بين السعوديين طابور خامس، ولا ثان، ولا ثالث، ولا رابع، فكلهم طابور واحد. هو طابور مصلحة الوطن وأمنه ومستقبل أجياله، بيد أن بعضنا يمكن -دون قصد منه أو شعور- أن يكون شبيها بالطابور الخامس، وذلك حين يأخذه الحماس والفخر إلى نشر الإحصاءات المتعلقة بقواتنا المسلحة أو تحركاتها أو حين يعود إلى آرائه السياسية التي اعتاد على ترديدها قبل بدء المعركة، فينتقد سياسات إحدى الدول العربية المشاركة في التحالف العشري، وفي ذلك شقّ للصف، لا تحتمله المرحلة ولا طائل من ورائه مهما كانت النوايا حسنة، أو حين يصر على "طائفية" المعركة لحاجة في نفسه، متجاهلا أننا عمل عسكري وطني سياسي، ومتغافلا عن أن الشعب السعودي يتشكل من طوائف مختلفة، تتحد -في الملمات- لتصبح طائفة واحدة هي "طائفة الوطن". لقد كنا في حاجة إلى اختبار كهذا، يعيدنا إلى الشعور بوحدة انتمائنا، بعد أن أدت المتغيرات السياسية الأخيرة في منطقتنا العربية إلى اختلاف رؤانا، لكن هذا الاختلاف لم يجعلنا نختلف حول وطننا وأمننا، فكل الأطياف مع الوطن، بل كل الطوائف معه دون استثناء. عاصفة الحزم أوضحت لمن لم يكونوا يدركون قيمة وطنهم، أنهم ينتمون إلى وطن شجاع وقوي وقادر ومؤثر، وأنه الممسك بزمام الأمور في الشرق الأوسط، رغم استماتة بعض القوى الإقليمية لفرض السيطرة والهيمنة. لك الحمد يا رب العالمين على ما أنعمت به علينا من وحدة الشعور.

مشاركة :