أصدرت وزارة الآثار المصرية، اليوم الأحد، بيانًا رسميًا للرد على ما تم تداوله في بعض الصحف الأجنبية عن قيام صالة «كريستيز» للمزادات بعرض رأس تمثال من الحجر منسوبة إلى الملك توت عنخ آمون؛ لبيعها بالمزاد العلني الذي ستنظمه الصالة بالعاصمة البريطانية لندن يوم ٤ يوليو المقبل. وأكدت وزارة الآثار المصرية أن هذه القطعة ليست من مفقودات متاحفها أو مخازنها، لكنها عادت لتقول إنها ستبحث المسألة مع الخارجية المصرية ومنظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» إذا ثبت خروج أي قطعة أثرية من مصر بشكل غير قانوني. وفي حين توقعت صالة «كريستيز» للمزادات أن تصل قيمة الرأس البني المنحوت من حجر الكوارتزيت الذي يجسد أيضًا سمات الإله آمون، أحد أكثر الآلهة تبجيلًا عند قدماء المصريين، إلى أربعة ملايين يورو، يرى خبراء الآثار أن القطعة تساوي أكثر من ذلك لجودتها المتميزة، وأن مجرد كتابة اسم توت عنخ آمون على أي قطعة يعد كافيًا لإكساب أي قطعة ثمنًا باهظًا في عالم تجارة الآثار. وفي سياق متصل، وأوضح شعبان عبد الجواد، المشرف العام على إدارة الآثار المستردة، أن الإدارة تقوم الان بدراسة ملفات المزاد تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية لمخاطبة صالة «كريستيز» بخصوص القطعة المعروضة، والوقوف على حقيقة المستندات التي تملكها حيال تلك القطعة. وتوت عنخ آمون أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 قبل الميلاد في عصر الدولة الحديثة. ويُعد توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققّها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة؛ وإنما لأسباب أخرى تعدّ مهمة من الناحية التاريخية ومن أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف. ويضاف إلى ذلك اللغز الذي أحاط بظروف وفاته إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون دون سن الـ18 أمرًا غير طبيعي خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا. وتخوض مصر، منذ سنوات، معارك دبلوماسية وقانونية لاسترداد قطع أثرية تعتقد أنها هربت إلى خارج البلاد بصور غير شرعية، وقد أعدت قائمة بالقطع الأثرية المختفية من المخازن والمتاحف المصرية، وتقول إنها استعادت أكثر مائتي قطعة وآلاف العملات الأثرية خلال العام الماضي.
مشاركة :