قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القيادي العسكري في جيش العزة، عبد الباسط الساروت، توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال معارك مع قوات النظام على محور تل ملح بريف حماة الشمالي، بعد منتصف ليل الخميس. يذكر أن الساروت قاد مظاهرات في مدينة حمص، وعُرف بـ»بلبل الثورة السورية»، وقد قتل والده و4 من أشقائه خلال قصف لطائرات وقوات النظام واشتباكات معها في مدينة حمص، قبل أن يخرج من المدينة مجبراً بعد محاصرتهم من قبل قوات النظام، لينضم مؤخراً إلى فصيل جيش العزة مع المجموعة التي خرجت معه. وأصيب الساروت، الخميس، خلال معارك اشتبك فيها مع قوات النظام السوري، على مناطق ريفي حماة وإدلب، ثم تم نقله إلى تركيا للعلاج، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة فيها، جراء إصابته، كما قالت أغلب مصادر المعارضة. ومن خلال مصادر النظام السوري، والذي نقل خبر مقتل الساروت على صعيد واسع في أغلب وسائل إعلامه الرسمية أو القريبة منه، والدائرة في فلكه، فإن الساروت قُتِل من مسافة قريبة، وهو يهاجم إحدى نقاط جيش النظام، مع بضعة من رفاقه، وذلك تحت ضربات سلاح الجو العنيف، والذي لا تزال تشهده المنطقة ما بين ريفي حماة وإدلب، منذ شهر أبريل الفائت. وكان تعرض الساروت، لإصابة، متداولا على صفحات أنصار النظام السوري، منذ أيام، باسمه وصوره المتعددة، قبل أن يتم التحقق من نبأ رحيله، في الساعات الأخيرة. أغاني الوطن والثورة أهمية الرجل، يظهرها إعلام النظام السوري، نفسه. فقد أفردت غالبية الصحف الرسمية التابعة للنظام، حيزا لخبر مقتل الساروت، بالاسم والصورة، ذلك أن الرجل كان يتمتع بشعبية قل مثيلها في أوساط الثورة السورية، منذ بداياتها عام 2011، عندما كان الراحل، يصدح بأغاني الوطنية والثورة، وإلى جانبه، رفيقة درب الثورة، الفنانة السورية الراحلة، ابنة مدينته حمص، فدوى سليمان، والتي رحلت في فرنسا، عام 2017، بعد إصابتها بمرض السرطان. ولد عبد الباسط الساروت، في مدينة حمص عام 1992، وكان ولعه برياضة كرة القدم، يتفوق على ولعه بأي شيء آخر حوله، فبرز في هذا المجال، ولعب في أندية محافظته، ليصبح أحد أشهر حراس كرة القدم في سوريا، عندما نال جائزة أفضل ثاني حارس كرة قدم، في القارة الآسيوية. وأصبح الساروت، حارس مرمى شباب المنتخب السوري لكرة القدم، إلا أن اندلاع الثورة السورية، عام 2011، فرض عليه، كما قال هو في عشرات التصريحات المتلفزة والمكتوبة، الاستجابة لطموحات أبناء مدينته، بالحرية والعدالة، مثله كمثل مئات الآلاف من السوريين الذين انخرطوا في ثورة سلمية على النظام السوري، قوبلت بالنار والحديد والتنكيل ودموية لم يشهد لها التاريخ العسكري مثيلا، كما تقر بذلك الأمم المتحدة، حتى بلغ عدد الضحايا مئات الآلاف من القتلى، وملايين المهجرين والنازحين في مختلف بقاع الدنيا.
مشاركة :