سجل برنامج تدريب المعارضة السورية في تركيا، تعثرا جديدا، ردته مصادر تركية إلى «مشكلات تقنية لا سياسية» في البرنامج الذي كان يفترض أن يبدأ في مارس (آذار) الماضي، وتأجل إلى أبريل (نيسان) الحالي، ثم إلى مايو (أيار) المقبل كما أعلن أمس وزير الدفاع التركي عصمت يلماز. وأوضحت مصادر رسمية تركية أن التأخير تقني بحت، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الأسباب لا تتعلق بتركيا التي جهزت مكانين منفصلين لبدء التدريبات، أحدهما أصبح جاهزا بشكل شبه كامل. وأشارت المصادر إلى أن عثرات تقنية تتعلق بالولايات المتحدة هي وراء التأخير لا غير. وكشفت المصادر عن تسلم تركيا وواشنطن لوائح بأكثر من 1200 مرشح لبرامج التدريب، يجري التدقيق فيها للتأكد من خلوها من عناصر متورطة بجرائم حرب أو من ارتباطات بجماعات متطرفة موضوعة على لوائح الإرهاب. وتوقع وزير الدفاع التركي أن يبدأ تدريب وتجهيز المعارضة السورية في مايو المقبل، وذلك في إطار الاتفاقية الموقعة بين تركيا والولايات المتحدة. وقال يلماز في تصريح له قبيل مشاركته في اجتماع كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان: «حددنا مكان التدريب، وما زلنا نتباحث مع الولايات المتحدة فيما يتعلق باختيار العناصر، سيكون الاختيار مشتركا». وحول فكرة وجود معسكر ثان لتدريب المعارضة السورية، أوضح يلماز أن «الجهود منصبة حاليا على المعسكر الأول»، نافيا أن يكون في ولاية هاتاي، جنوب تركيا، الحدودية مع سوريا. وكان وزير الدفاع التركي أشار في تصريح له مطلع الشهر الحالي، إلى أن تدريب عناصر المعارضة قد يكون في موقع قرب ولاية «قيريق قلعة» وسط تركيا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات الأولية كانت تشير إلى أن بدء التدريبات ستكون وشيكة جداً، لافتاً إلى مجموعات من قوات المعارضة المعتدلة حصراً ستخضع للتدريب. وأوضح أن هؤلاء الذين وضعوا على قوائم التدريب، ينتمون إلى جبهة «ثوار سوريا» التي يرأسها جمال معروف، وحركة «حزم»، إضافة إلى مقاتلين ينتمون إلى الجيش السوري الحر من إدلب وحلب ودير الزور والحسكة. لكن معروف، نفى انضمام مقاتلين من جبهته إلى التدريب، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن التدريب «لم يبدأ بعد»، موضحاً أن المعلومات تشير إلى أن المقاتلين سيلتحقون بمعسكرات التدريب التركية «خلال أسابيع، قبل نهاية شهر أبريل الحالي». وقال: «نحن جاهزون، لقد حضرنا قوائم تتضمن أسماء من سيلتحقون من قبلنا في معسكرات التدريب، وتتضمن القائمة التي أعدتها جبهة ثوار سوريا، أكثر من 500 اسم»، مجدداً تأكيده أنه «لم يلتحق حتى الآن أي منهم في المعسكرات، لأن لا شيء رسمياً بعد».
مشاركة :