«أميركان ثينكر»: أردوغان يهدد معارضيه في الخارج بالخطف والاغتيال

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت مصادر إعلاميةٌ أميركيةٌ أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يشن في الوقت الحاضر حملةً شعواء لملاحقة معارضيه السلميين في الخارج، بالتخويف والترويع وأحياناً بالتهديد بالقتل أو الاختطاف، وذلك بزعم مشاركتهم في محاولة الانقلاب التي استهدفت إطاحة نظامه قبل ثلاث سنوات تقريباً، أو بدعوى دعمهم لهذه المحاولة. وشددت المصادر، في تقريرٍ نشرته مجلة «أميركان ثينكر» الأميركية المرموقة، على أن النظام التركي يلجأ لوصم المعارضين له بـ«الإرهابيين» لتسويغ الإجراءات القمعية الوحشية التي يتخذها بحقهم منذ المحاولة الانقلابية وشملت في داخل البلاد اعتقال أكثر من 77 ألف شخص، يقبعون في السجون حتى الآن ويواجهون تهماً جنائيةً، بالإضافة إلى فصل نحو 150 ألف موظف أو إيقافهم عن العمل. أما المعارضون في الخارج فلا يسلمون -كما أكد التقرير الذي أعدته المحللة السياسية المخضرمة آن كريستين هوف- من قمع السلطات الحاكمة في أنقرة التي تنتقم منهم عبر الزج بأقاربهم المقيمين في تركيا في السجون، واستصدار أحكامٍ قضائيةٍ جائرةٍ بحقهم، تصل في بعض الأحيان إلى السجن المؤبد. وفي التقرير الذي حمل عنوان «اليد الطويلة لتركيا الأردوغانية»، ضربت هوف مثالاً على الملاحقات المحمومة، التي يتعرض لها معارضو النظام التركي خارج البلاد، بحالة لاعب كرة السلة المحترف إنِس كانتر، أحد نجوم دوري الرابطة الوطنية الأميركية لكرة السلة «إن بي آيه» الذي بات يخشى القيام بأي جولاتٍ رياضيةٍ خارجيةٍ مع فريقه «بورتلاند ترايل بلايزر»، خشية تعرضه للأذى على يد عملاء أجهزة الأمن التابعة لأردوغان. وأشارت الكاتبة إلى أن كانتر -الذي يُوصف بأنه أحد أفضل لاعبي العالم في كرة السلة- وُضِعَ على قائمة «الشخصيات المطلوبة» لدى السلطات التركية، لمجرد توجيهه انتقاداتٍ لاذعةً لنظام الحكم الحالي في أنقرة، وهو ما أدى إلى استصدار حكمٍ غيابيٍ عليه بالسجن أربع سنوات، في ديسمبر من عام 2017، بجانب التنكيل بوالده الأستاذ الجامعي الذي فُصِلَ من عمله، وحُكِمَ عليه بدوره بالسجن لمدة 15 سنةً كاملة، ولكن حضورياً هذه المرة. وقالت هوف: إن الكثيرين يرون أن الحكم القاسي الذي صدر بحق والد كانتر لا يعود سوى لهجوم ابنه المستمر على أردوغان، الذي وصفه في يومٍ ما بأنه «أدولف هتلر هذا القرن» الحادي والعشرين. وأبرز التقرير في هذا السياق الذعر، الذي سببه العداء الأميركي جيسي أوينز للزعيم النازي هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال الإنجازات الرياضية التي حققها في الدورة الأولمبية التي استضافتها برلين عام 1936، وذلك نظراً إلى أن أوينز كان أسود اللون، ما جعل نجاحاته تمثل ضربةً قويةً للنظريات العنصرية التي كانت تتبناها في ذلك الوقت ألمانيا النازية. وقالت «أميركان ثينكر»: إن الوضع بالنسبة لـ«كانتر» لا يختلف عن ذلك كثيراً، فقد حرمته معارضته العلنية لأردوغان من السفر إلى العاصمة البريطانية لندن، مطلع العام الجاري، للمشاركة في مباراةٍ بين فريقه السابق «نيويورك نيكس» وفريق «واشنطن ويزاردز»، إذ خشي في ذلك الوقت أن يتعرض لـ«الاغتيال أو الاختطاف» في المملكة المتحدة. واعتبرت المجلة أن ذلك يعني أن «الذراع السلطوية الطويلة لأردوغان وصلت حتى إلى شبانٍ رياضيين» مثل إنِس كانتر، الذي وُضِعَ على قائمة الشخصيات غير المرغوب فيها في تركيا، رغم أنه يدير مؤسسةً تستهدف نشر حب الرياضة والتشجيع على خوض منافساتها بين الشبان في مختلف أنحاء العالم.

مشاركة :