ترحيب في الأنبار بقرار العبادي إعطاء الأولوية لتحريرها بعد انتهاء عملية تكريت

  • 4/1/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه نحو الموصل باعتبارها المعركة المنتظرة بعد الانتهاء من معركة تكريت، فإن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن أن المعركة المقبلة هي في الأنبار ومن بعدها الموصل. تصريح العبادي الذي ورد خلال المؤتمر لصحافي الذي جمعه أول من أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فاجأ الكثير من المراقبين والقوى السياسية خصوصا بعد الإعلان المتكرر من قبل نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي بأن معركة تحرير الموصل باتت على الأبواب بعد انخراط عشرات الآلاف من المقاتلين من أبناء المحافظة في معسكرات التدريب التي أقيمت في إقليم كردستان. وكذلك تأكيد محافظ نينوى أثيل النجيفي لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة الموصل ستتم من قبل أبنائها فقط لأنهم الأقدر على تحريرها وعدم الحاجة إلى متطوعي الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) بسبب وجود الحشد الوطني لدينا». وفي هذا السياق، أعلن شيخ عشائر الدليم، ماجد العلي السليمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «إعلان العبادي عن بدء معركة تحرير الأنبار قبل الموصل لم يأت من فراغ لأن استقرار العراق مرهون باستقرار محافظة الأنبار». وأضاف السليمان أنه التقى «مؤخرا رئيس الوزراء مع مجموعة من شيوخ الأنبار وكنا وجدنا لديه هذه القناعة بأن الأنبار يجب أن تكون لها الأولوية في المعارك ضد (داعش) وقد أيدنا طروحاته تلك». وأوضح الشيخ السليمان أن «من بين الأمور التي كنا بحثناها مع العبادي هي دور العشائر في عملية التحرير مع استمرار حاجتها إلى السلاح»، مبينا أن «العبادي وعدنا بتسليح العشائر بسرعة والأمر نفسه بحثناه مع السفير الأميركي الذي أكد لنا جدية بلاده في الوقوف معنا لا سيما أنهم يعرفون جيدا الدور الذي كانت قامت به عشائر الأنبار في طرد تنظيم القاعدة عامي 2006 و2007 من محافظة الأنبار والذي كان له الأثر المباشر على تحقيق الاستقرار في عموم العراق آنذاك». وكشف السليمان أنهم طلبوا من العبادي «عدم حاجة الأنبار وعشائرها إلى الحشد الشعبي لسببين رئيسيين الأول، هو أن الأنبار لا ينقصها الرجال بل السلاح، والسبب الثاني، أننا لا نريد الدخول في مشكلات وسجالات مع أخواننا من الشيعة في الجنوب». وأوضح أن «الجيش العراقي بوصفه جامعا لكل العراقيين مرحب به وليس بمقدور أحد الوقوف بوجهه في أي مكان بالعراق، أما المسميات الأخرى فلا تزال خاضعة للجدل والخلاف». بدوره، أكد الخبير الأمني المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «معركة الأنبار والموصل يجب أن تأتي بعد تكريت»، مشيرا إلى أن «التركيبة السكانية في الموصل بعكس تركيبة الأنبار العشائرية لا تسمح بمغامرة عسكرية مباشرة لأن هذا يعني تحمل خسائر جسيمة جدا مع احتمال عدم تحقيق نتائج حاسمة حيث من المفترض أن يكون البديل في الموصل هو قضم الأرض شيئا فشيئا وهي السياسة التي تتبعها البيشمركة». وتابع الهاشمي «وضع الأنبار يختلف من حيث المساحة والتركيبة السكانية ذات الطبيعة العشائرية البحتة وكثر الحواضن في صحراء الأنبار المترامية الأطراف». وأوضح الهاشمي أن «المشكلة لا تزال تكمن في أن هناك ضعفا لدى القيادات العسكرية في الأنبار حيث لا يزال مسلحو تنظيم داعش قادرين على شن هجمات مسلحة مفاجئة». وأشار إلى أن «استراتيجية تنظيم داعش في الأنبار تتمثل في القضاء على نفوذ القوات الأمنية تدريجيا وطردها من جميع أراضي الأنبار بالإضافة إلى محاولة الاستيلاء على المرافق الاقتصادية والصناعية والعسكرية وبسط نفوذها على المناطق الحدودية مع سوريا والأردن، والسيطرة على الطريق الدولي لضمان وصول الإمدادات». من جهته، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «معركة الأنبار مهمة جدا وكان ينبغي أن تتم حتى قبل معركة صلاح الدين لأن معظم الإمدادات تأتي من المناطق الصحراوية الواسعة في الأنبار». وأضاف أن «هناك استعدادات لمحاربة تنظيم داعش على نطاق واسع من قبل أبناء العشائر رغم أن التنظيم حاول السيطرة على كل المحافظة لكنه في الحقيقة لا يزال يسيطر على نحو 60 في المائة منها».

مشاركة :