مخطئ من يعتقد أن كريستيانو رونالدو بسنواته الأربعة والثلاثين، يستعد لتوديع عالم الدائرة المستديرة. فمباراة البرتغال الأحد أظهرت أنه لا يزال متعطشا للألقاب، والدليل أنه وفور انتهاء مهمته بالمنتخب بدأ يركض وراء أخرى. كان اللاعب الوحيد في التشكيلة البرتغالية المتوجة أمس الأحد (العاشر من يونيو/ حزيران) بلقب دوري الأمم الأوروبية على حساب هولندا (1-0)، الذي شارك في نهائي كأس أوروبا 2004، والذي خسره منتخب بلاده على أرضه أمام اليونان بهدف نظيف. إنه كريستيانو رونالدو، الموجود بصفوف منتخب بلاده منذ 16 عاما، ومع ذلك لم يفقد شيئا من حماسته وإصراره على منح البرتغال ألقابا جديدة. ومع ذلك لم يتم اختياره كأفضل لاعب في المباراة أمام هولندا، فلقب "رجل المباراة" ذهب الأحد إلى بيرناردو سيلفا صانع هدف الفوز بتوقيع غونزالو غويديش. وهو ما أثار امتعاضا شديدا لدى "دون" ريال مدريد السابق، وفق ما ذكرته صحيفة "أس" الإسبانية صباح الاثنين، مستندة في استنتاجها هذا على المشهد الذي أومأ فيه كريستيانو رونالدو برأسه باستنكار في الوقت الذي اقترب فيه باقي لاعبي البرتغال من سيلفا، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، لتهنئته. وشددت الصحيفة الإسبانية أن رونالدو لم يهنئ سيلفا رغم أنه كان ملاصقا له لحظة إعلان النتيجة. في المقابل، ولأن رونالدو لا يفكر سوى في تحقيق النجاحات والظفر بالألقاب، أخذ على عاتقه مهمة جديدة عقب انقضاء المهمة الوطنية، ومن المنطقي أن تكون ذات صلة هذه المرة بفريقه الحالي اليوفي الإيطالي. وعلى ذات العشب الذي شهد مباراة دوري الأمم الأوروبية، مباشرة عقب صافرة النهاية توجه كريستيانو رونالدو إلى لاعب منتخب هولندا ماتيس دي ليخت المتأهب لمغادرة نادي أياكس الهولندي هذا الصيف. حوار قصير دار بين الاثنين، التقطته كاميرات الملعب على الفور، ما أثار فضولا قويا لدى الصحافيين إلى أن كشف المدافع الهولندي لقناة "نوس" ما دار بينهما: "رونالدو يريد مني الانتقال إلى اليوفي"، يقول دي ليخت موضحا: "صدمت من هذا الطلب، ولهذا ابتسمت في الأول. في البداية لم أستوعب ما الذي كان يريده مني". دي ليخت الذي تتصارع عليه كباريات الأندية الأوروبية، لم يبد رفضه لعرض رونالدو ولكنه أيضا لم يعلن موافقته. ويأتي ذلك في وقت عزز فيه فريق برشلونة من مستوى مغازلته للاعب الهولندي بينما رفع باريس سان جريمان الفرنسي من قيمة عرضه إلى 15 مليون يورو كدخل سنوي للمدافع الشاب. دي ليخت من جهته يريد "أولا قضاء إجازة الصيف. وحينها سوف أفكر جليا فيما سيكون الأفضل بالنسبة لي، وعندها سأتخذ القرار. بالنسبة للاعب شاب مثلي من الضروري جدا الانتقال إلى نادي يضمن استمرارية اللعب". في يوفينتوس تورين مكان دي ليخت الأساسي مضمون، فهل نجح أو ينجح رونالدو التوّاق إلى قيادة "السيدة العجوز" إلى لقب دوري أوروبا في التأثير على هذا اللاعب وفي ذات الوقت على إدارة ناديه للدخول في صفقة مكلفة كهذه؟ هذا ما سوف يظهره القادم من صفقات الصيف. يذكر أن مهمة تجديد الفريق لم يبدأها رونالدو مع دي ليخت فحسب، وإنما سبق له أن وجه الدعوة ذاتها إلى خاميس رودريغيز، لاعب بايرن ميونيخ الألماني رغم أن فريقه أعلن أكثر من مرة أن لا نية له في التخلي عن اللاعب. و.ب
مشاركة :