ذكر تقرير صحافي أن الطفلة الوحيدة المعروفة أنها وُلدت وترعرعت داخل منطقة انفجار تشرنوبل هي الآن طالبة جامعية تعيش سعيدة وصحية، وتقترب من الاحتفال بعيد ميلادها العشرين. وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إن ماريكا سوفينكو، البالغة من العمر 19 عاماً، وُلدت للأم ليديا وزوجها ميخائيل في عمق منطقة انفجار تشرنوبل في عام 1999، أي بعد عقد من الكارثة. وتصدرت ماريكا، عناوين الصحف منذ 19 عاماً، عندما أصبحت أول طفلة وحيدة تولد وتعيش على مقربة من المفاعل النووي رقم 4 المسبب في كارثة تشرنوبل. وقد عادت كارثة تشرنوبل، الحادث النووي الأسوأ في التاريخ، إلى الأضواء عقب مسلسل من خمس حلقات أنتجته شبكة «إتش بي أو» الأميركية بعنوان «تشرنوبل»، محققاً نجاحاً مبهراً، وبتقييم يصل إلى 9.7 من 10 عبر موقع تقييم الأعمال الدرامية الشهير «آي إم دي بي». وعلى الرغم من أن شخصية ماريكا لا تظهر في المسلسل فإن حياتها بالنسبة إلى الكثيرين في أوكرانيا تمثل أحد الفصول المهمة في الملحمة المستمرة عقب الكارثة، وقد رفضت والدتها وزوجها، الذي كان رجل إطفاء تم استدعاؤه إلى المفاعل رقم 4 ليلة الانفجار عام 1986 مغادرة المنطقة، لأن الاتحاد السوفياتي لم يقدم لهما أي سكن بديل. وذكرت الصحيفة البريطانية أن الأم ليديا لم تدرك أنها حامل حتى وضعت طفلتها بمساعدة زوجها، وعندما انتشر خبر ميلاد الطفلة، عامل البعض الأم كأنها «مجرمة» لولادة الفتاة في هذه الظروف الخطرة، حيث اضطرت الطفلة إلى شرب ألبان الأبقار في المراعي التي تعرضت للإشعاع، وسبحت في المياه التي تعرضت لنفس الإشعاع. وعندما وُلدت ماريكا سعت السلطات الأوكرانية لإخفائها، إذ شعرت بـالإحراج لولادة طفل في منطقة تشرنوبل المحظورة، حيث كان يعيش والداها بشكل غير قانوني في المنطقة التي تبعد نحو 30 كلم عن منطقة الحظر. وانتشرت شائعات حول ماريكا وهي في الخامسة من عمرها أنها «متحولة» وأن «لديها رأسين»، وأكدت الأم أن ابنتها تتمتع بصحة جيدة. وكانت الأم قد قالت في مقابلة تمت عام 2006 إن طفلتها كانت تلعب وحيدة، في ظل عدم وجود زملاء للعب معها، وقالت: «كنت أتمنى وجود طفل آخر هنا حول منزلي لمشاركة طفلتي اللعب»، وفقاً لصحيفة «صنداي إكسبريس». كما قالت والدتها، البالغة من العمر 66 عاماً: «يعتقد الناس هنا أن ماريكا هي رمز لنهضة تشرنوبل، وهي إشارة يفسرونها على أنها نعمة للعيش هنا... في هذا المكان المظلوم». وتدرس ماريكا حالياً في إحدى مؤسسات التعليم العالي الرائدة في كييف خارج منطقة كارثة تشرنوبل، وتطمح للعمل في خدمات الضيافة، وبسؤالها عن شعورها عن الماضي قالت: «أنا بخير وأعمل جيداً». ولا ترغب ماريكا اليوم في تسليط الضوء على ماضيها لأنها لا تهتم بكونها فريدة من نوعها من خلال ولادتها في تشرنوبل، وفقاً لأحد أصدقائها، الذي قال في تصريحات للصحيفة: «في الواقع، إن معرفة أنها الطفلة الوحيدة التي وُلدت هنا بعد الانفجار ونشأت في تشرنوبل أمر مؤلم بالنسبة إليها كأنه وصمة عار».
مشاركة :