علي جمعة: 3 أعمال تجعل الله يُرضيك ويرضى عنك في الدنيا والآخرة

  • 6/11/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه وردت نصوص كثيرة في الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، تدل الإنسان إلى كيفية الوصول لمرحلة محاسبة النفس.وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «كيف نستطيع أن نصل لمرحلة المحاسبة؟»، أن سيدنا جبريل جاء يعلمنا أمر ديننا في صورة دحية الكلبي فـ«دخل علينا رجلٌ شديد سواد الشعر، شديد بياض الثياب لا يعرفه أحدٌ منا وليس عليه أثر السفر».وتابع: وفيه فسأله عن الإحسان، قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك» تعبد الله كأنك تراه إذًا هناك مراقبة دائمة، وهناك شعور بهذه المراقبة قال تعالى: «أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ».وأضاف: فنرجو الله سبحانه وتعالى الهداية؛ ولذلك يقول الله: «أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى» إن الله سبحانه وتعالى يرى، قال تعالى: «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» يعني ربنا رقيب ومن أسمائه الرقيب.وأشار إلى أنه عندما يقول ربنا سبحانه وتعالى : «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ» فهناك من يسأل عن معنى ذلك ؟ يعني هذا لمن راقب ربه، وحاسب نفسه، وتزوّد ليوم القيامة؛ ولذلك قال رجل للإمام الجنيد سيد الطائفة : بمن أستعين على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه. وأفاد بأن هذا يعني ربنا ينظر لك وربنا سبحانه يراك على الدوام ؛ فإذا راقب الإنسان ربه حينئذٍ استعان بهذه المراقبة على غض البصر فيستحي ، وما من شخص -وهذا مجرّب- منع نفسه من النظر إلى المحرم، وإلى العورات إلا وأحدث الله له بذلك المنع لذةً في قلبه يشعر بها، أما كلام فرويد إن أنت أترك نفسك ترتع في نفسك الأمارة بالسوء فهذا يؤدي إلى جهنم، وليس يؤدي إلى العفاف، واللذة، والسعادة، والمراقبة الربانية، والسكينة، والتنزلات الرحمانية؛ ولذلك كان الصوفية يقولوا : إننا نجد لذةً لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف.وروى أنه كان هناك قصة مشهورة عن سيدنا سهل التستري كان خاله محمد بن المنكدر معلمه قاله: الله معي، الله شاهدي، الله مطلع عليّ، وكان يقولهم قبل النوم 7 مرات، فالتكرار يعمل عند النفس شيء من المَلَكة، شيء من الراحة النفسية، شيء من التأثير الباطني عند الإنسان ؛فينبغي علينا أن نُرسّخ كلمة التكرار، من التراكم بعض الشيء فوق بعض؛ فهذا هو الذي يُمكّننا من الوصول إلى المحاسبة بيسر وسهولة، من غير معاناة، وتصبح المحاسبة جزء لا يتجزأ من مكونات شخصية المسلم، وجزء لا يتجزأ من نفسيته، وجزء لا يتجزأ من عقليتهولفت إلى أنه كان سيدنا - صلى الله عليه وسلم- يعيد الكلام 3 مرات حتى يسمع من لم يسمع ، ولكي يترسخ المعنى في نفوس السامعين؛ فكان يعيد الكلام، وكان فصيحًا واضحًا جليًا 3 مرات، فالتكرار الذي ندرسه في علم النفس الحديث له أثر فعلًا وله حقيقة.

مشاركة :