سعاد علي.. نجمة في سماء الدراما الخليجية..

  • 6/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تظل الفنانة ونجمة الدراما الخليجية بامتياز سعاد علي واحدة من أكثر الفنانات الخليجيات حضورًا وألقًا في الدراما التلفزيونية الخليجية، ذلك أنها وبالرغم من كونها فنانة بحرينية إلا أنها تمكنت وفي وقت مبكر، ربما منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، من أن تسجل حضورًا لافتًا ومدهشًا من خلال مشاركاتها المستمرة والمكثفة في الدراما الخليجية والكويتية على وجه التحديد، ونظرًا لكفاءتها الأدائية المتميزة والمتنوعة أصبحت محل اهتمام أهم وأشهر مخرجي الدراما في الخليج العربي، بل أنها حظيت بفرص لم تتوفر لكثير من الفنانين والفنانات الخليجيين، كما أصبحت (جوكرا) رئيسياً لا غنى لكثير من المخرجين عنها في المسلسلات الدرامية التي يتصدون لها، ومن بين هؤلاء المخرجين الذين عشقوا أداء الفنانة سعاد علي المخرج الكويتي الراحل عبدالعزيز المنصور الذي لا أتخيل مسلسل يخرجه دون حضور الفنانة سعاد علي بين أبطاله ونجومه.  هي النجمة سعاد علي التي تمكنت من أن تكون ممثلة كوميدية بامتياز وممثلة تراجيدية أو جادة بامتياز أيضا، وفي كل الحالات هي متميزة وقادرة على استقطاب أو استحواذ اهتمام الفنانين والجمهور معًا، وهي حالة نادرة وفريدة يصعب على كثير من الفنانين والفنانات تجسيدها باقتدار وامتياز، ولو تابعنا حضورها في أغلب الأعمال التي شاركت فيها، سنجدها، وإن قلت أحيانا مساحات تواجدها في بعض المسلسلات، سنجدها متمكنة من ترك أثر قوي في نفوس متلقيها، يظل حضورها طاغيا حتى نهاية المسلسل، ومن بينها مسلسل (دارت الأيام) الكويتي الذي على الرغم من أن الشخصية التي قدمتها كانت في أول سبع حلقات من المسلسل، إلا أن شهرتها وذيع صيتها انطلق في كل أفضية الخليج العربي من خلاله.  وتوشك أن تكون الفنانة سعاد علي، بل أزعم، أنها الفنانة التي أصبحت واحدة من أهم محترفات التمثيل في المسلسلات الدرامية في خليجنا العربي، ورصيدها يربو على المائة والعشرين عملاً دراميا، ففي الوقت الذي تنتظر فيه بعض الفنانات دورا يمنح لها لتقديمه في مناسبة رمضان، كانت الفنانة سعاد علي قد تم اختيارها لأكثر من دور في أكثر من مسلسل لتظل طوال العام وهي تمارس مهنتها الفنية بحب وشغف، بل أنها نظراً لاحترافها هذا الفن لم تكن يوما تفكر فيه للالتحاق بوظيفة حكومية تلبي رغبتها بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، ولو كانت الفنانة سعاد علي تملك إمكانية إنتاج أعمال درامية، شأنها شأن كثير من الفنانات الكويتيات، من أمثال الفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد، لظلت في واجهة البطولات والأدوار الرئيسية في المسلسلات، علماً بأنها في كثير من المسلسلات التي شاركت فيها، كانت تستحق أحياناً أدوار بطولة أنيطت بحكم الإنتاج لمن يتولى إدارتها.  وتعتبر الفنانة سعاد علي واحدة من أهم وأكثر الفنانات الخليجيات التي عملت وجاورت في البطولة أهم نجوم الدراما الخليجية، الأمر الذي أكسبها تجربة وخبرة دراميتين فريدتين، أهلها لأن تصبح في مصاف هؤلاء النجوم الذين يسعدون بوجودها بينهم، خاصة وأنها تتملك كاريزما خاصة ومميزة ولافتة تجذب كل من يتابعها نحوها وبحب لا يقاوم، وقد لاحظت هذه الحالة في كثير من المواقف التي ضمتني مع الفنانة سعاد في أكثر من مهرجان مسرحي، فجمهورها متنوع الجنسيات وليس الخليجي فحسب، وكنت عادة، بالرغم من فرحي بالحظوة الجماهيرية التي تتمتع بها الفنانة سعاد علي، كنت أعجلها في المشي للوصول إلى المسرح، ذلك أن الحديث والتصوير سيطولان معها وسأخسر بدوري فرصة مشاهدة هذا العرض أو ذاك.  ومن أهم الأدوار التي استحوذت على اهتمامي في رمضان هذا العام، دور الجدة والأم في مسلسل (عذراء)، إخراج الفنان محمد القفاص، فقد قامت سعاد علي بتقديم دور مختلف عن كل أدوارها السابقة، هي الجدة التي تختزن وتختزل ذاتها وانفعالاتها المفجوعة كل مصائب الأسرة، وخاصة حفيدتها عذراء التي قامت بأداء دورها الفنانة شجون، والتي قد تم الحكم عليها بالإعدام نظرًا لارتكابها جريمة قتل البواب. في هذا الدور نلحظ الصمت الفاجع في أداء سعاد علي، كما نلحظ الحيرة والغموض في مختلف تفاصيل دورها، هو الحزن المكابر، هو الفرح المفجوع، هي الدمعة الطافرة لحظة الفدح الأكبر، وخاصة في ليلة زفاف حفيدتها عذراء نحو أمل مكلوم ونحو مصير معروف حتفه. لقد تمكنت سعاد علي من أن تتحكم في ضبط حالاتها الانفعالية المشحونة، وبث رسائل متعددة من خلالها، بالرغم من تمزقها المتقاطع بين أسرتها المفككة وبين ذاتها المنهوكة المهدرة، إنها تتملك القدرة على التنوع في الأداء إلى درجة لا يمكن أن تكون شبيهة نفسها كما قد يعتقد البعض حين يتابعها في بعض المسلسلات الكوميدية. إنه دور متعدد الأبعاد ومساحات التعبير فيه قادرة على أن تؤسس لفراغات تأويلية أخرى، دور لا يفتعل الغموض فيه ولا يسعى لإثارة الصخب بالصراخ، هو مزيج محير بين الحزن والفرح، ولقد تجلى كل ذلك في الرقصة السامرية ليلة رؤية عذراء الأخيرة، والتي بدت أشبه بطائر العنقاء الذي كلما احترق تجدد جرحه ليبدو في لحظة أنه كائن أسطوري في تكوينه الانفعالي. إن هذا الدور الغامض الملغز المفجع الذي اكتنزت روح الفنانة سعاد علي به، جدير بأن ينغمر في الذاكرة حتى أمد طويل، فهو في رأيي واحد من أهم الأدوار التي قدمتها الدراما الخليجية، وهو دور من وجهة نظري محورا لقضية مسلسل عذراء كلها.  وللفنانة النجمة بلا منازع سعاد علي الكثير من الأعمال المسرحية والسهرات التلفزيونية والأفلام السينمائية، وكلها بلا شك جسورا أسهمت في وصول هذه النجمة إلى ذروة الألق الدرامي في خليجنا العربي.  وأخيرًا.. عندما تحضر الفنانة سعاد علي في أي عمل فني تنحني النجوم احتراماً وتقديراً لبهاء هيبتها النورانية المؤثرة على كل من يجاورها ألق حضورها الفني الاستثنائي..  هي ابنة البحرين التي عبرت نجوميتها فضاء الدراما المحلية، لتصبح في ذرا أفضية الدراما الخليجية بكفاءة واقتدار وامتياز، فهنيئا للبحرين وللخليج بك نجمتنا المتألقة سعاد علي..

مشاركة :