يعمل فريق من الباحثين السعوديين حالياً، على ابتكار وتطوير أول مصحف إلكتروني لأصحاب الهمم من ضعاف البصر بلغة برايل. والابتكار الجديد هو جهاز لوحي لا يحتوي على شاشة، بل يقتصر على لوح إلكتروني يضم نقاط لغة برايل، بمعدل 28 خانة و28 صفاً؛ في كل خانة يوجد ست نقاط ترتفع وتنخفض وتتشكل إلكترونياً وفقاً لصفحات المصحف وحروفه. ويمتاز الابتكار الجديد بصغر حجمه مقارنة مع المصاحف المتوافرة بلغة برايل، التي يصل حجمها إلى ستة مجلدات، ما يجعل أصحاب الهمم يواجهون صعوبات في مراجعة صفحاته، وبشكل خاص الأطفال منهم، فضلاً عن ارتفاع كُلفته وكونه يشغل مساحة كبيرة ويصعب حمله والتنقل به. وباشر المبتكر السعودي مشعل هشام الهرساني، وفريقه البحثي المُكوَّن من ماجد عبدالله المعلم ومحمد لادان، بتحويل سور المصحف كاملة إلى أحرف لغة برايل، بنقلها إلى جهاز لوحي وتحويل أحرف برايل الثابتة إلى أحرف متحركة تتشكل وفقاً للحرف العربي والصفحة. وأشار الفريق إلى أنه اتصل بجامعات عالمية عدة، تعمل على أبحاث لتقنيات مشابهة؛ للتعاون معها، وتوظيف هذه التقنية في خدمة القرآن الكريم. ويأتي المشروع تلبية لدعوة من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، لإنجاز وتطوير هذا الابتكار والمشاركة به في معرض تعليم القرآن الكريم لأصحاب الهمم، الذي تستضيفه المدينة المنورة مطلع أكتوبر المقبل. وقال الهرساني باحث الدكتوراه في إدارة المعرفة، في حديث خاص لمرصد المستقبل، إن «العمل على إنجاز المشروع قائم حالياً على قدم وساق، ونبذل جهداً مكثفاً نصل به الليل مع النهار، لننهي الابتكار في أسرع وقت ونشارك به في معرض تعليم القرآن الكريم لأصحاب الهمم، ولكي نحوله إلى منتج متوافر لذوي الإعاقة البصرية ونحن الآن بصدد تنفيذ التصاميم والنماذج الأولية». وقال الباحث ماجد عبدالله المعلم، وهو من أصحاب الهمم، لمرصد المستقبل «إننا نقرأ القرآن الكريم بلغة برايل. من مصاحف متوافرة حالياً تبلغ طبعة المصحف الواحد منها ستة مجلدات، وهي في معظم الأوقات غير متوافرة بسهولة وحجمها كبير جداً، أما ابتكارنا الجديد سيسهل علينا عملية القراءة وسيُشكل نقلة نوعية لأصحاب الهمم حول العالم». وقال الباحث محمد لادان، لمرصد المستقبل «نأمل أن يتحول ابتكارنا إلى منتج متوافر يلبي حاجة أصحاب الهمم، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة لدعم المستثمرين، للوصول إلى مرحلة التصنيع وتأسيس خط إنتاج ونعمل حالياً على البحث عن شراكات للتعاون مع مختلف الجهات للوصول إلى المنتج النهائي». لغة برايل لغة برايل هي نظام الكتابة المكتوبة المستخدمة لفاقدي وضعاف البصر عن طريق اللمس، إذ تُعرَض الحروف بنظام من النقاط البارزة من الممكن قراءتها بالأصابع. وتستخدم طريقة برايل للقراءة من مئات الآلاف في مختلف دول العالم بلغاتهم الأصلية، ما يوفّر وسيلة للقراءة والكتابة لمحو أمية الجميع. وتكون أحرف برايل مستطيلة صغيرة، وتسمى بالخلايا، وتحتوي على نتوءات واضحة صغيرة تسمى بالنقاط المثارة. وتختلف الحروف الهجائية في لغة برايل -التي اخترعها الفرنسي لويس برايل في القرن الـ19- من لغة إلى لغة باختلاف أنظمة الكتابة المطبوعة ورموزها. - جهاز لوحي لا يحتوي على شاشة بل يقتصر على لوح إلكتروني. صفحة أسبوعية بالتعاون مع: علومطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :