أثار الكعب العالي جدلاً في اليابان، أخيراً، وتشكلت مجموعة على الإنترنت تطالب بإعطاء الحرية للموظفات بارتداء ما يحلو لهن من أحذية دون قيد أو شرط. وشاركت عشرات النساء في حدث نُظم، قبل أيام، في طوكيو، لتسليط الضوء على محنة العديد من النساء، والمتمثلة في ارتداء الكعب العالي في مكان العمل؛ وهي امتداد لحركة «كيو تو» على الشبكة العنكبوتية. ويشير الوسم على شبكات التواصل الاجتماعي إلى كلمة «كيوتسو» التي تعني «الألم». منظمو الحدث، الذي كان يحمل عنوان «هل البحث عن وظيفة بأحذية رياضية مقبول؟»، طلبوا من متطوعين رجال ارتداء كعب بارتفاع خمسة سنتيمترات وطلبوا منهم السير. وسمحت التجربة للرجال بفهم الانزعاج الذي يترتب عن المشي بكعب عالٍ. قال صانع الأحذية جون إيتو (34 عاماً)، وهو يرتدي كعبين أسودين: «سأكون منزعجاً للغاية إذا طلب مني شخص ارتداء هذا». وقام على الفور بخلع الحذاء بعد أن التقط صورة تذكارية. وأضاف «ارتداء الكعب يجعلني أشعر بعدم الاستقرار وقدميّ تتعرقان». يهدف الحدث، الذي نظمته منظمة التغيير، إلى لفت النظر إلى ظروف العمل المثالية، والتساؤل عن ضرورة الكعب في مكان العمل من وجهات نظر مختلفة، لأنه يتحدى قواعد الآداب في اليابان. «آمل أن يأتي يوم لا تضطر فيه النساء إلى ارتداء الكعب في مكان العمل»، تقول الكاتبة يومي إيشيكاوا، التي أطلقت حركة «كيو تو» «لماذا يتعين علينا أن نجرح أقدامنا أثناء العمل، بينما يُسمح للرجال بارتداء أحذية مسطحة؟». ظلم في شهر يناير، تخطت الممثلة والكاتبة شعورها بالإحباط إزاء الظلم المتمثل في ارتداء الكعب. وفي عملها بدوام جزئي، عملت إيشيكاوا وهي واقفة لمعظم اليوم، وغالباً ما كانت تعاني آلاماً في أصابع القدمين. وبغض النظر عن ذلك، فإن قانون اللباس في مكان عملها يلزم النساء بارتداء كعب أسود مغلق، يراوح ارتفاعه بين خمسة وسبعة سنتيمترات. لاحظت إيشيكاوا أن زميلها كان يرتدي أحذية مسطحة خفيفة. تضايقت الفتاة وغردت على «تويتر» منتقدة التباين في قانون اللباس، والمفاجأة أنها تلقت أكثر من 67 ألف إعجاب، ونحو 30 ألف إعادة نشر للتغريدة، وبتشجيع من الردود، ابتكرت علامتها الخاصة «كيو تو». وقالت إيشيكاوا في التجمع: «يميل الناس إلى الإحساس بأنه لا ينبغي لهم إثارة ضجة، لكن هذه الحركة بدأت من شكوى قدمين»، متابعة «إذا كنا نعتقد أن شيئاً ما ليس صحيحاً، فأنا لا أعتقد أنه أمر سيئ أن أتحدث عنه». لقد أصبح ما بدا وكأنه صرخة سريعة، حركة حصلت بسرعة على دعم كافٍ لتقديم عريضة عبر الإنترنت، تشكك في النمط الاجتماعي الذي نتجت عنه قواعد اللباس، مع التركيز على النساء والكعب. حملتها ضد ارتداء الكعب القسري، في مكان العمل، حصلت على أكثر من 20 ألف توقيع، حتى الآن، وقالت الفتاة: «لقد أدركت أنها مشكلة يتعاطف معها كثير من الناس». قدمت إيشيكاوا العريضة عبر الإنترنت إلى وزارة الصحة والعمل والرفاهية في الثالث من يونيو، ليتزامن ذلك مع بدء عملية توظيف خريجين جامعيين جدد، يرتدي خلالها العديد من الخريجات الكعب العالي. وتدعو العريضة، أيضاً، الحكومة إلى إخطار الشركات بإلغاء القواعد التي تفرض ارتداء الكعب. الوزير لن يدعم الحملة ومع ذلك، أشار وزير العمل، تاكومي نيموتو، الأسبوع الماضي، الى أنه لن يدعم حملة لإلغاء إلزامية الكعب العالي؛ وقال خلال جلسة للجنة الحمية الغذائية: «من المقبول عموماً أن يكون ارتداء الكعب العالي ضرورياً ومعقولاً في أماكن العمل». وردّ عليه مغردون بالقول إن إجبار النساء على ارتداء الكعب العالي في بلد معرّض للزلازل يمكن أن يشكل تهديداً على حياتهن. محل سخرية تشدد دول في جميع أنحاء العالم على قوانين الزي الرسمي في السنوات الأخيرة. وفي بريطانيا، أصبحت شركة الخدمات المهنية «بي دبليو سي» محل سخرية، بعد أن تم إجبار موظفة الاستقبال نيكولا ثورب، على أخذ إجازة من دون أجر، لعدم ارتدائها الكعب العالي المطلوب، الذي يراوح ارتفاعه بين خمسة و10 سنتيمترات، في ديسمبر 2015. ولأنها رفضت الإجراء، أطلقت الموظفة عريضة عبر الإنترنت، وحصلت على أكثر من 150 ألف توقيع، ما أثار جدلاً في البرلمان. لقد أصبح ما بدا وكأنه صرخة سريعة، حركة حصلت بسرعة على دعم كافٍ لتقديم عريضة عبر الإنترنت، تشكك في النمط الاجتماعي الذي نتجت عنه قواعد اللباس، مع التركيز على النساء والكعب.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :