غالبًا ما تُقسم مسألة درجة حرارة أماكن العمل حسب الجنس؛ حيث تفضل النساء عادة مساحة عمل أكثر دفئًا من الرجال لأسباب بيولوجية واجتماعية؛ حيث تتمتع النساء بدرجات حرارة أساسية أعلى، ما يجعل الهواء البارد يُشعرهن بمزيد من القلق، فيما قد تتطلب الحركة الكثيرة والملابس المكتبية للرجال درجات حرارة مختلفة، وحسب الخبراء، فإن تلك الاختلافات هي ما قد تفسر الحرب، التي تدور حول درجة حرارة المكاتب في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2015، أثارت ورقة بحثية الجدل، عندما وجدت أن معظم المكاتب تقوم بتعيين منظمات الحرارة الخاصة بها؛ باستخدام نموذج الراحة الحرارية المتمحور حول الذكور، ما حفَّز مجموعة كبيرة من المقالات حول الطبيعة الجنسية لأنظمة التدفئة، والتهوية وتكييف الهواء في المكاتب، إلى أن أشعلت دراسة جديدة- نشرت مؤخرًا في مجلة بلوس وان- الحديث مرة أخرى بالتأكيد على أن أداء المرأة أفضل في المهام المعرفية في البيئات الأكثر دفئًا، في حين أن الرجال يتحسنون عندما يكونون أكثر برودة. وفي هذه الدراسة، جنَّد الباحثون ما يقرب من 550 من طلاب الجامعات الألمانية لمعرفة ذلك، فوجد أن أداء المرأة كان أفضل في كل من المهام الرياضية واللفظية، مع زيادة درجة الحرارة، بينما كان العكس صحيحًا بالنسبة للرجال، ومع زيادة كل درجة واحدة مئوية للحرارة، أجابت النساء عن أسئلة حول الرياضيات بنسبة 1.75 في المائة بشكل صحيح، بينما أجاب الرجال بنسبة 0.6 في المائة، ورغم ذلك لا تضمن الدراسة أن كل امرأة ستعمل بشكل أفضل في الحرارة، أو أن كل رجل سيكون كذلك بمكيف الهواء، لكن النتائج تشير إلى أنه من المفيد أخذ ذلك على محمل الجد. ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحوث، فلم يجد الباحثون حدًا أعلى لكيفية تأثير درجة الحرارة على أداء الإناث؛ لأن التجربة كانت قصيرة، ولذلك لم يكن هناك متسع من الوقت للمشاركين لكي يشعروا بعدم الارتياح، ولذلك أوصى الباحثون بأن تستمر التجارب المستقبلية لفترة أطول، مع تجنيد مشاركين من مختلف الأعمار والخلفيات؛ حيث يمكن أن تؤثر درجة الحرارة ليس فقط على الراحة، ولكن على الأداء اليومي للأشخاص.
مشاركة :