وصلت إلى مدينة مصراتة غرب ليبيا، شحنة جديدة من المدرعات التركية للقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، بحسب مسؤول عسكري ليبي كبير لـ«الاتحاد». وقال المسؤول العسكري الليبي - الذي رفض الإفصاح عن هويته - إن الدعم التركي لقوات حكومة الوفاق الوطني مستمر، لافتاً إلى وصول شحنة جديدة من المدرعات التركية والذخائر والأسلحة إلى مدينة مصراتة عبر البحر، وسط تكتم إعلامي شديد لعدم إثارة الرأي العام العالمي ضد أنقرة التي تدعم حكومة الوفاق بالسلاح رغم فرض حظر تسليح على ليبيا. كانت تركيا قد أرسلت 40 مدرعة من طراز «كيربي» إلى قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس منذ أسابيع، فضلاً عن إرسال عدد من الفنيين الأتراك لتدريب عناصر قوات حكومة الوفاق على كيفية استخدام المدرعات. وجاء وصول المدرعات التركية إلى مصراتة بعد ساعات من تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد حظر الأسلحة في ليبيا وتمديد قرار تفتيش السفن في أعالي البحار المتجهة إلى ليبيا. وفي منتصف مايو الماضي، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس جميع الدول على تطبيق حظر على الأسلحة في ليبيا، مشيراً إلى أن منع انتشار الأسلحة أمر مهم لتهدئة القتال الحالي، واستعادة الاستقرار في الأراضي الليبية. كان مجلس الأمن الدولي قد أصدر القرار رقم 2420 في 11 يونيو 2018 والذي يقضي بتمديد لمدة عام للقرار2357 بشأن التنفيذ الصارم لحظر توريد الأسلحة في أعالي البحار قبالة السواحل الليبية. وفي روما، أعربت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا عن قلقها تجاه تزايد وتيرة التهديدات، وعدم الاستقرار بشكل خطير في البحر المتوسط. وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية «إنها تأمل في استعادة عملية صوفيا العسكرية البحرية الأوروبية لكامل مهامها في البحر المتوسط»، مشيرة إلى الحاجة لمواصلة مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة والنفط. ميدانياً، شهدت محاور القتال في العاصمة طرابلس هدوءًا حذراً أمس وسط تحشيدات عسكرية لقوات حكومة الوفاق الوطني لشن هجوم على تمركزات الجيش الليبي، بحسب ما أكد المنذر الخرطوش، مسؤول المركز الإعلامي للواء 73 مشاة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد». وقال الخرطوش، إن محاور القتال في طرابلس شهدت هدوءاً حذراً بعد سيطرة قوات الجيش الليبي على كوبري السواني في العاصمة طرابلس، مشيراً إلى استعداد قوات الجيش وتحديدا القوات البرية والجوية لصد أي هجوم تقوم به قوات حكومة الوفاق. وأشار الخرطوش إلى شن سلاح الجو الليبي لغارات جوية على تمركزات قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس مساء الأحد. بدوره، قال اللواء طيار ركن محمد المنفور، قائد عمليات السلاح الجوي التابع للجيش الليبي، إن القوات المسلحة الليبية تقترب من قلب العاصمة طرابلس، مشيراً إلى أن سلاح الجو حقق السيطرة الجوية الكاملة على أجواء العاصمة والدليل إسقاط طائرتين تركيتين مسيرتين في مطار معيتيقة الدولي. وأكد المنفور أن الطيار الأجنبي الذي أسقطت طائرته مؤخراً في محاور طرابلس اعترف بتنفيذ 35 غارة جوية على تمركزات الجيش ومنازل المدنيين في ضواحي العاصمة الليبية، مشيراً إلى أن الطيارين التابعين لحكومة الوفاق الذين قصفوا منازل المدنيين ستتم محاكمتهم عسكرياً. فيما تمكنت قوات الجيش الليبي من السيطرة على مواقع عسكرية جديدة في محور الأحياء البرية بضواحي طرابلس، وتدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لقوات حكومة الوفاق الوطني في محور الرملة. وتحشد قوات حكومة الوفاق الوطني قواتها لشن هجوم واسع على قوات الجيش الليبي، وذلك بعد ساعات من اجتماع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مع رئيس أركان حكومة الوفاق الفريق محمد الشريف، وزار الأخير قوات الوفاق المتمركزة في طرابلس وتحديدا في الزطارنة. ودفعت قوات حكومة الوفاق الوطني بخمس مجموعات من قوات الاستطلاع العسكرية التابعة لها إلى منطقة الشويرف جنوب ليبيا، وذلك تمهيدا لتحرك القوات نحو مدينة الجفرة لقطع الإمدادات عن الجيش الليبي وإشغال القوات بفتح محور قتال جديد يشتت قوات الجيش المتمركزة في محاور طرابلس. وكشفت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع حصيلة ضحايا اشتباكات طرابلس، لتصل إلى 635 قتيلاً وإصابة أكثر من 3550 شخصاً آخر، من بينهم ثلاثة من العاملين في المجال الطبي. وقال فاضل جبران، رئيس اللجنة العليا لعودة النازحين والمهجرين التابعة لحكومة الوفاق الوطني، إن أعداد النازحين الذين تركوا منازلهم الواقعة في محيط الاشتباكات تجاوز 120 ألف نازح منذ بدء عملية طوفان الكرامة في الرابع من أبريل الماضي.
مشاركة :