يبدو أن جهود المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم قد كللت بالنجاح بعد زيارته إلى طهران لاستكمال المساعي لإطلاق سراح مواطنه نزار زكا المعتقل في طهران منذ أكثر من أربع سنوات. وتقول دوائر سياسية لبنانية إن زيارة اللواء إبراهيم لطهران تعكس تقدما في المباحثات بخصوص ملف المعتقل زكا، الذي طالبت بيروت مرارا بضرورة إطلاق سراحه. ونقلت وكالة أنباء فارس عن مصدر مجهول قوله إن إيران ستسلم جماعة حزب الله مواطنا لبنانيا اعتقل عام 2015 "لتآمره على الدولة". وقال المصدر للوكالة "الخطوة ستتخذ في غضون ساعات". وقد نقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن وزارة الخارجية والمغتربين الأحد أن السلطات الإيرانية تتجاوب مع طلب العفو، وقد صرح متحدث باسم السلطة القضائية في إيران الأحد إن طهران تلقت طلبا من بيروت للعفو عن لبناني ألقي القبض عليه عام 2015 “لتآمره على الدولة". ونسبت وكالة أنباء فارس إلى غلام حسين إسماعيلي، وهو متحدث باسم السلطة القضائية في إيران، قوله “تلقينا طلبا من المتهم ومسؤولين لبنانيين لإصدار عفو وإطلاق سراحه. ننظر في هذا الطلب بوصفه قضية خاصة”. ولم يرد اسم زكا على لائحة الأشخاص المعفى عنهم بناء على قرار خامنئي بمناسبة عيد الفطر، بحسب ما قال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران غلام حسين اسماعيلي. وقضت محكمة بسجن نزار زكا، وهو خبير تكنولوجيا معلومات لديه تصريح بالإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، عشر سنوات عام 2016 وتغريمه 4.2 مليون دولار. ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها “السفير الإيراني في بيروت اتصل بوزير الخارجية والمغتربين وأبلغه رسميا بتجاوب السلطات الإيرانية المعنية مع طلب… بخصوص العفو”. وقال السفير الإيراني في لبنان إن السلطات في طهران مستعدة لتسليم زكا إلى مسؤولين لبنانيين. كما نقلت الوكالة عن ممثلين إعلاميين لأسرة زكا قولهم إن مبادرة إطلاق سراحه نجحت ووجهوا الشكر للرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل. وكان زكا تلقى دعوة لزيارة إيران من مسؤول حكومي عام 2015 لكنه اختفى بعد حضور مؤتمر في طهران. وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية في وقت لاحق من ذلك العام أن زكا كان على صلة بالجيش وأجهزة المخابرات الأميركية وأن الحرس الثوري اعتقله. وفي عام 2017 ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن زكا خسر طعنا على الحكم ضده. وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة منذ 1980، وتدهورت بين البلدين بعد تسلم الرئيس دونالد ترامب الرئاسة ثم إعلانه في العام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم العام 2015 وإعادة فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على طهران.
مشاركة :