وافق قادة حركة الاحتجاج في السودان على إنهاء العصيان المدني الذي بدأوه إثر وساطة أثيوبية، وأبلغ المبعوث الخاص محمود درير الصحفيين في الخرطوم بأنّ المجلس العسكري وافق على إطلاق سراح السجناء السياسيين كبادرة لبناء الثقة. قال المبعوث الخاص محمود درير الذي يتولى وساطة منذ الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد الأسبوع الفائت، للصحافيين "وافقت قوى الحرية والتغيير على إنهاء العصيان المدني اعتبارا من نهاية اليوم (الثلاثاء)". مضيفا "اتفق الطرفان على العودة إلى المفاوضات قريبا وعلى أن لا عودة عما اتفق عليه سابقا حول مجلس الوزراء والبرلمان على أن يستكمل النقاش حول المجلس السيادي". وتابع "وافق المجلس العسكري إبداء لحسن النية على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين". وقالت قوى الحرية والتغيير في بيان لها اليوم الثلاثاء (11 يونيو/ حزيران) "قررت قوى إعلان الحرية والتغيير تعليق العصيان المدني والإضراب السياسي اعتبارا من نهاية اليوم الثلاثاء على أن يعود شعبنا إلى العمل اعتبارا من صباح الأربعاء". وتواصل إغلاق المحلات التجارية في الخرطوم ولازم معظم السكان منازلهم اليوم الثلاثاء، في اليوم الثالث للعصيان المدني الذي دعا إليه المحتجون، فيما أعلنت واشنطن أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إفريقيا تيبور ناج سيزور السودان للضغط على المجلس العسكري الحاكم لوقف عملياته الأمنية الدامية. وكانت المحادثات بين المجلس العسكري الحاكم وتحالف من جماعات الاحتجاج والمعارضة قد انهارت بعد فض عنيف للاعتصام في الثالث من يونيو/ حزيران، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر صحفية في الخرطوم أن قوى الحرية والتغيير أعلنت تعليق الإضراب السياسي والعصيان المدني حتى إشعار آخر. وذكر موقع "أخبار السودان" أن قوى التغيير قالت بإمكانية تعليق العصيان المدني مؤقتا لإعادة ترتيب الأوضاع. وجاء في بيان الحرية والتغيير أنه "لا رجعة عن طريق إكمال مهام الثورة بالانتقال لسلطة انتقالية مدنية تنفذ البرنامج المنصوص عليه في إعلان الحرية والتغيير". وأضاف البيان أن "هذه الثورة لن تهزمها مخططات انقلابية أو مليشيات إرهابية، والنصر الذي تحقق أيام العصيان المدني الثلاثة بعد انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك يثبت حقيقة ساطعة كالشمس، وهي أن شعب السودان موحد ضد الانقلاب ومجرميه ومليشياته، وأن كنانة وسائل المقاومة السلمية لشعبنا لم تنفد ولا قبل الشمولي بها". م.م/ ع.ج (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاركة :