أكد رجال أعمال أهمية التعاون الاقتصادي بين الإمارات وألمانيا، في ظل توافر فرص استثمارية متميزة بين الجانبين، ما يعزز من الشراكة الاقتصادية بين البلدين. وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن الشركات الألمانية تحرص على افتتاح مقار إقليمية لها بالإمارات، حيث تعد أبوظبي ودبي نقطتي انطلاق هذه الشركات لأسواق المنطقة، لاسيما في ظل ما توفر الإمارات من بيئة استثمارية جاذبة في ظل سهولة إجراءات الاستثمار، موضحين أن ألمانيا توفر أيضاً فرصاً استثمارية متميزة للشركات الإماراتية، لاسيما في ظل ما تتميز به المنتجات الألمانية من جودة عالية، وامتلاك الجانب الألماني خبرات واسعة في عدد من الصناعات. وأشاروا إلى وجود فرص للتعاون الاقتصادي بين الإمارات وألمانيا، لاسيما بالقطاعات المتعلقة باقتصاد المستقبل القائم على المعرفة، مشيرين إلى أهمية اتفاق البلدين مؤخراً على تنمية الشراكة والتعاون في مجالات الطاقة وسياسات المناخ والاقتصاد الأخضر، والبنية التحتية، خاصة شبكات القطارات والنقل البحري والطيران المدني، بجانب التعاون في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والزراعة والأمن الغذائي والمواصفات والمقاييس. وأوضحوا أن دولة الإمارات وألمانيا تتمتعان بعلاقات ثنائية قوية، حيث ترتبطان بشراكة ناجحة في الجانب الاقتصادي بما يخدم أهداف التنمية بالبلدين، مشيرين إلى أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري وتبادل الخبرات بين الجانبين، والعمل على مبادرات ومشاريع مشتركة، والاستفادة من التجربة الألمانية الرائدة باعتبارها أحد أكثر بلدان العالم تقدماً في مجالات الصناعة والابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي. تعزيز العلاقات من جانبه، قال الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجموعة الشموخ، إن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وألمانيا قوية للغاية، حيث شهدت السنوات الماضية العديد من الخطوات الهادفة لتعزيز العلاقات في جميع المجالات عامة، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي، حيث تعد الإمارات أكبر شريك تجاري لألمانيا في العالم العربي، في حين تمثل ألمانيا أكبر شريك تجاري أوروبي للدولة. وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد، تعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً لألمانيا، فيما تعد ألمانيا سابع أكبر شريك تجاري عالمياً وأكبر شريك تجاري أوروبياً لدولة الإمارات، وتستحوذ الدولة على ما نسبته 22% من مجمل التجارة العربية الألمانية. وأوضح العامري أن الشركات الألمانية تمتلك خبرات واسعة في العديد من المجالات، ما يوفر فرصاً واسعة للتعاون المشترك بين المستثمرين الإماراتيين والألمان، مشيراً إلى وجود شراكة لمجموعة الشموخ مع شركتين ألمانيتين في مجال النفط. وأضاف: من خلال التعامل مع الشركات الألمانية، يمكن القول إن المستثمرين الألمان يتميزون بالمصداقية والالتزام والحرص على الجودة في العمل وإنجاز الأعمال في الوقت المحدد. وقال العامري: إن هناك تعاوناً اقتصادياً قديماً بين الإمارات وألمانيا، لاسيما في ظل تميز المنتجات الألمانية بالجودة وفي مقدمتها السيارات، فضلاً عن وجود تعاون بين البلدين في المجال السياحي، حيث يفضل كثير من الإماراتيين زيارة ألمانيا، كما تعد أبوظبي ودبي من المدن الجاذبة للسياح الألمان. واستقطبت الإمارات العام الماضي نحو 800 ألف سائح ألماني بنمو يتجاوز 11% مقارنةً بالعام 2017، فيما ارتفع عدد السياح الألمان بأبوظبي العام الماضي بنحو 8.2% إلى 142 ألف سائح، كما ارتفع عدد الزوار من ألمانيا إلى دبي بنسبة 12% إلى 567 ألف زائر. مكاتب إقليمية بدوره، أشار عدنان إبراهيم المرزوقي، الرئيس التنفيذي لـ«جروب انترناشيونال القابضة»، إلى حرص الشركات الألمانية على افتتاح مكاتب تمثيلية لها في دبي وأبوظبي، حيث تعد الإمارات نقطة انطلاق هذه الشركات لمنطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن ألمانيا تتميز بالصناعة المتطورة، حيث تضم أفضل المصانع بالعديد من القطاعات، لافتاً إلى وجود تعاون اقتصادي واستثمارات مشتركة بارزة بين الإمارات وألمانيا، لاسيما بمجالات السيارات وصناعة الألمنيوم والقطارات، فضلاً عن القطاع المصرفي. وقال المرزوقي: إن التكنولوجيا الألمانية تتميز بالتطور، كما تتميز الصناعات بالجودة العالية، فضلاً عن توافر الخبرات، والأيدي العاملة الماهرة، وهو ما يشجع المستثمرين الإماراتيين على الاستثمار في ألمانيا، وفي ذات الوقت فإن الإمارات تمتلك العديد من المقومات الجاذبة للاستثمارات الألمانية في ظل سهولة الأعمال بالدولة، فضلاً عن الموقع الجغرافي الاستراتيجي بين الشرق والغرب، وفي مفترق طرق تجارية بين قارات العالم، فضلاً عن توافر شبكة نقل بري وبحري وجوي تعزز من مكانة الإمارات كهمزة وصل بين الشرق والغرب. وستحظى ألمانيا بمشاركة متميزة في إكسبو 2020 دبي، حيث توجد 231 شركة ألمانية مسجلة على منصة السوق الإلكترونية العالمية لإكسبو 2020، وتستثمر ألمانيا 50 مليون يورو في جناحها الواقع في منطقة الاستدامة وسيمتد على مساحة 4500 متر مربع. وتكتسب الشراكة بين إكسبو وشركات القطاع الخاص الألماني أهمية كبيرة، ولا سيما شركة ساب، شريك الحلول البرمجية المبتكرة من فئة شريك رسمي أول، وشركة سيمنس، شريك البنية التحتية وعمليات التشغيل الذكية من فئة شريك رسمي أول، فيما تتعاون إكسبو حالياً مع سيمنس وهيئة كهرباء ومياه دبي على تطوير أول منشأة تجريبية في المنطقة للتحليل الكهربائي في منشآت الاختبارات الخارجية التابعة للهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي. جودة عالية من جهته، أكد رجل الأعمال، عبدالله عمر باعبيد، أن ألمانيا تعد قلب أوروبا النابض في الجانب الاقتصادي، في ظل الخبرات الألمانية الواسعة بمجالات الصناعة والتكنولوجيا، كما أن التكنولوجيا الألمانية في إبداع مستمر، ما يجعل المستهلكين حول العالم يفضلون المنتج الألماني والذي يتميز بالجودة العالية، وهو ما يوفر فرصاً متميزة للمستثمرين الإماراتيين للتعاون مع الجانب الألماني. وأضاف أن كثيراً من الشركات الألمانية تتخذ من أبوظبي ودبي مقراً إقليمياً لها، في ظل ما توفر الإمارات من بيئة استثمارية جاذبة وسهولة في ممارسة الأعمال، ما يجعلها بوابة للشركات العالمية للانطلاق إلى أسواق المنطقة. ولفت باعبيد إلى وجود فرص للتعاون الاقتصادي بين الإمارات وألمانيا في العديد من المجالات من أبرزها الصناعة خاصة في البتروكيماويات، والبنية التحتية، ومشاريع التحلية، لاسيما في ظل وجود شركات ألمانية رائدة في العديد من الصناعات والقطاعات الاقتصادية المتنوعة. وبلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بينهما في عام 2017 إلى نحو 13.45 مليار دولار، فيما بلغ خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 نحو 9.3 مليار دولار، بنمو في الصادرات الإماراتية إلى ألمانيا نسبته 122% ونمو في إعادة التصدير نسبته 69% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2017. وشهد التبادل التجاري غير النفطي، بين البلدين خلال السلسلة الزمنية من عام 2010 حتى 2017، نمواً إجمالياً نسبته 60%. شراكة اقتصادية إلى ذلك، أشار الدكتور صالح الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ألغوريثما»، إلى أهمية التعاون الاقتصادي بين الإمارات وألمانيا، في ظل توافر فرص استثمارية متميزة بين الجانبين، ما يعزز من الشراكة الاقتصادية بين البلدين، سواء فيما يتعلق بالجانب الحكومي أو الخاص. وخلال شهر مارس الماضي، عقدت في العاصمة الألمانية برلين الدورة الـ11 من اللجنة الإماراتية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، لبحث آفاق التعاون الاقتصادي وتعزيز أطر التجارة والاستثمار، حيث تم الاتفاق على توسيع نطاق التعاون في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك في اقتصاد المستقبل، كما اتفق الجانبان على مجموعة مسارات لتنمية الشراكة والتعاون في الطاقة وسياسات المناخ والاقتصاد الأخضر، وجاءت البنية التحتية أيضاً كمحور رئيس للتعاون ضمن برنامج اللجنة، بما يشمل شبكات القطارات والنقل البحري والطيران المدني. كما اتفق البلدان على التعاون في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والزراعة والأمن الغذائي والمواصفات والمقاييس، وكذلك على التعاون التجاري والاستثماري وتبادل الخبرات من خلال منصة «إكسبو دبي 2020»، والعمل على مبادرات ومشاريع مشتركة في مجال المدن الذكية. وأوضح الهاشمي أن العلاقات بين الإمارات وألمانيا تاريخية ومتميزة، وهناك تعاون مستمر بين القطاع الخاص الإماراتي والألماني بالعديد من القطاعات مثل التكنولوجيا والنفط والغاز، ومشاريع المياه والكهرباء. وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري وتبادل الخبرات بين الجانبين، والعمل على مبادرات ومشاريع مشتركة، والاستفادة من التجربة الألمانية الرائدة باعتبارها أحد أكثر بلدان العالم تقدماً في مجالات الصناعة والابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي. علاقات راسخة قال الدكتور الطاهر مصبح الكندي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إن دولة الإمارات وألمانيا تتمتعان بعلاقات ثنائية راسخة، وترتبطان بشراكة اقتصادية قوية، وهو ما يخدم أهداف التنمية في البلدين، مشيراً إلى وجود فرص للتعاون بالعديد من القطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة والصناعة والنقل والفضاء والأمن الغذائي والرعاية الصحية، وغيرها الكثير. وأوضح أن ألمانيا تحتل مكانةً بارزةً على صعيد الاقتصاد الأوروبي، ومن ثم فإن تعزيز الشراكة الاقتصادية مع ألمانيا، يوفر فرصاً متميزة للاستثمارات الإماراتية في أوروبا، كما أن الشركات الألمانية تحرص على الاستثمار في الإمارات، حيث تتخذ من الدولة نقطة انطلاق لها بأسواق المنطقة. وتعد ألمانيا من أبرز البلدان المستثمرة في دولة الإمارات، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات الألمانية في الدولة في عام 2016 نحو 2.1 مليار دولار، في ظل وجود 91 شركة ألمانية مسجلة في العام نفسه (غير شامل المناطق الحرة)، و517 وكالة تجارية ألمانية، وأكثر من 16390 علامة تجارية ألمانية، وفي المقابل توجد مجموعة واسعة من الاستثمارات الإماراتية في ألمانيا في مجالات متنوعة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة وإدارة الموانئ والصناعات التحويلية والمناطق الاقتصادية وغيرها.وأضاف الكندي أن الإمارات حرصت، خلال الفترة الأخيرة، على خلق شراكات متنوعة مع عدد من الدول، ما يؤكد حرص القيادة الرشيدة على اتخاذ العديد من الخطوات التي تدعم النمو الاقتصادي بالدولة، وتعزز استراتيجية التنويع الاقتصادي بالإمارات، فضلاً عن جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية للدولة.
مشاركة :