يتواصل تصعيد النظام السوري بدعم من سلاح الجو الروسي شمال غرب البلاد، حيث أدت هجمات جوية إلى سقوط ما لا يقل عن 25 قتيلا معظمهم من المدنيين بإدلب في الأسبوع السادس لهجوم عسكري تقوده روسيا أدى حتى الآن إلى مقتل مئات المدنيين. وقال شهود عيان إن طائرات سوخوي الروسية، شنت عدة غارات أصابت بلدة خان شيخون وكفر بطيخ وعدة قرى أخرى مما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وألقت موسكو بكل ثقلها في الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها النظام السوري على المعقل الأخير للمعارضة السورية شمال غرب البلاد، كما فشلت جميع المساعي لتهدئة التصعيد بالمنطقة بين تركيا وروسيا، حيث حملت هذه الأخيرة أنقرة بعدم قدرتها على السيطرة على هيئة تحرير الشام والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بالمنطقة. من جانبه، أكد المرصد السوري أن طائرات الجيش السوري شنت 65 غارة جوية على مدينة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب الجنوبي ومناطق أخرى في ريف حماة الشمالي. وقدر المرصد، الذي يوثق أعمال العنف في سورية منذ عام 2011 ، عدد القتلى من المدنيين منذ نهاية شهر أبريل بـ 369 شخصا، بينهم 90 طفلاً، في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في إدلب وحماة. ومنذ أكثر من شهر، بدأت قوات الرئيس السوري بشار الأسد ، بدعم من القوات الجوية الروسية ، حملة واسعة النطاق ضد فصائل المعارضة في حماة وإدلب، آخر معاقل المعارضة الرئيسية في سورية. وقد تسبب التصعيد الأخير في سوريا التي مزقتها الحرب في نزوح الآلاف من الناس وأثار مخاوف من انهيار هدنة مدتها ثمانية أشهر تقريبًا في إدلب. وتقوم فصائل المعارضة بهجمات معاكسة على قوات النظام بين الحين والأخر لإيقاف محاولاته للتقدم أكثر. وكانت موسكو قد أبرمت العام الماضي اتفاقًا لوقف إطلاق النار مع أنقرة لمنع هجوم قوات الحكومة السورية على إدلب.وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من كارثة إنسانية في المنطقة، وتقول المنظمة الأممية ووكالات إغاثة إن أكثر من 300 ألف شخص فروا من خطوط المواجهة بحثا عن الأمان في مناطق قرب الحدود مع تركيا. وقالت المنظمة أمس الاثنين إن ما يصل إلى مليوني لاجئ ربما يفرون إلى تركيا إذا استعر القتال في شمال غرب سوريا في الوقت الذي انخفضت فيه أموال المساعدات على نحو خطير. ويواصل الجيش السوري المدعوم من روسيا شن هجوم جوي وبري على آخر معاقل المعارضة وهو ما أجبر عشرات الآلاف بالفعل على الفرار من منازلهم. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس "نخشى إذا استمر ذلك واستمر ارتفاع أعداد (النازحين) واحتدم الصراع أن نرى فعلا مئات الآلاف.. مليون شخص أو مليونين يتدفقون على الحدود مع تركيا". ويشكل الهجوم المستمر منذ أواخر أبريل ، والذي يركز على المناطق الجنوبية من محافظة إدلب والأجزاء المتاخمة من محافظتي حماة واللاذقية، أسوأ المعارك بين الرئيس بشار الأسد والمعارضة منذ الصيف الماضي. وقال مومسيس في جنيف إن الوضع في تدهور وإن اتفاقا بين روسيا وتركيا على خفض التصعيد في القتال هناك لم يعد مطبقا فعليا.
مشاركة :