بوغاتي تكافح خدعة الانبهار بالانقلابات التكنولوجية المتسارعة

  • 6/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتميز شركة بوغاتي الفرنسية مع بضع شركات متخصصة في صناعة السيارات الفارهة بالتمسك بخط قديم في إنتاج مركباتها الفخمة حتى اليوم. وتعتبر بوغاتي الأسرع والأغلى ثمنا في العالم ولا تزال هذه الشركة وفية لشعارها إنتاج سيارات بالغة الفخامة تُجمع باليد في مصنعها في شرق فرنسا مع نيتها توسيع قاعدة زبائنها. وفي مولسايم غرب ستراسبورغ تستقبل القلة القليلة التي يمكنها أن تشتري هذه السيارة الرياضية البالغ سعرها 2.5 مليون يورو من دون الرسوم كحد أدنى، في القصر الذي اشتراه إيتوري بوغاتي قبل قرن. ولا يعكر هدوء المكان سوى هدير المحرك البالغة قوته 1500 حصان أي ضعف قوة سيارة بورشه أو فيراري على الأقل. ويقول رئيس مجلس إدارة الشركة ستيفان وينكلمان بفخر لوكالة الصحافة الفرنسية “لا تكون بوغاتي إن كانت قابلة للمقارنة بسيارات أخرى”. وبذلك يستعيد وينكلمان تصريحا شهيرا لمؤسس هذه الماركة، التي تفتح أبوابها أمام الصحافيين في الذكرى العاشرة بعد المئة على تأسيسها. وكان هذا القرن ونيف قمة في الفخامة والأداء الرفيع فضلا عن تاريخ مضطرب شهد توقف الإنتاج لعشرات السنين.ولد إيتوري بوغاتي في إيطاليا وبدأ في سن الشباب يصنع سياراته الخاصة في مولسايم في العام 1909. وشهدت مرحلة ما بين الحربين ولادة سيارة تيب 35 ملكة حلبات السباقات وتيب 57 أس.سي.أتلانتيك وروايال. إلا أن مقتل ابنه وخلفه المعلن جان في حادث سيارة في العام 1939 واندلاع الحرب العالمية الثانية التي أرغمت إيتوري بوغاتي على الهرب إلى بوردو في جنوب غرب فرنسا، ساهما في تراجع هذه الماركة. وتمكن بوغاتي من استعادة مصنعه في مولسايم بعد الحرب لكنه توفي في العام 1947. ولادة الماركة من جديد لن تحصل إلا في التسعينات بدفع أولا من مستثمر إيطالي ومن ثم بفضل مجموعة فولكسفاغن، التي اشترت العام 1998 ماركات بنتلي ولامبورغيني وبوغاتي. وحدد فرديناند بييش رئيس مجلس إدارة المجموعة الألمانية العملاقة في صناعة السيارات خارطة طريق محددة لمهندسيه تنص على تصميم سيارة تتمتع بسرعة سيارات سباقات فورمولا واحد تزيد قوة محركها عن ألف حصان ويمكنها أن تصل لسرعة 400 كلم/س على أن تكون في الوقت نفسه أنيقة ومريحة في الحياة اليومية. وحاليا، تنتج بوغاتي نموذجا واحدا في الوقت نفسه. فقد بدأت بنموذج فيرون الذي باعت منه 450 سيارة والان شيرون التي من المقرر إنتاج 500 منها ستخرج الواحدة تلو الأخرى من مصنع مولسايم الذي أصبح مقر الشركة مجددا. وفي مشغل أبيض لا ضجة كبيرة فيه، يعمل 25 شخصا بعناية على جمع قطع صنعت في دول أوروبية مختلفة. ويقول لويك وهو فني ميكانيكي “ما من مهنة تشبه ما نقوم به وما من سيارة تشبه هذه السيارة”. وهو ينهمك مع زميل له في وضع التجهيزات الداخلية لسيارة شيرون. ويعمل ألكسندر ليدر (24 عاما) الذي بدأ عمله قبل شهرين في تركيب محرك السيارة. وجمع سيارة بوغاتي في حاجة إلى ثمانية أسابيع تقريبا على أن يجربها بعد ذلك سائقو سيارات سباقات سابقون من أمثال أندي والاس ويتم تفحصها طوال ست ساعات بواسطة ضوء خاص لرصد أي شائبة صغيرة في هيكلها. وفي زاوية المشغل، 5 سيارات مخبأة تحت شوادر انتظر أصحابها ما لا يقل عن سنتين بين عملية الشراء والتسليم. وتندرج سيارات بوغاتي خصوصا في إطار هواية الجمع. فإلى جانب بعض نجوم كرة القدم والسينما، يشكل المستثمرون الأثرياء 80 بالمئة من مالكي سيارات بوغاتي وهم نادرا ما يستخدمونها. وكل تلك المستخدمة في الوقت الحالي لا تجتاز أكثر من ألفي كيلومتر في السنة فيما يكتفي البعض بعرضها في المرآب. لكن العلامة الفرنسية تشعر بأنها باتت مستعدة لإنتاج المزيد في مولسايم وللانطلاق في إنتاج سيارة أخرى بموازاة شيرون. ويوضح وينكلمان بالقول إن السيارة سيكون بالإمكان استخدامها يوميا بحلول العام 2024. وسيبقى سعرها مرتفعا جدا لكنه أقل من الأسعار الحالية ويحتمل أن تكون بأربعة مقاعد. ومن بين الخيارات التي يؤيدها الرئيس التنفيذي لهذه الشركة العريقة سيارة كهربائية، لكن لم يتخذ أي قرار بعد. وبانتظار ذلك، لا تزال الفخامة في أوجها. ففي معرض جنيف للسيارات في مارس الماضي، كشفت بوغاتي عن السيارة السوداء البالغ سعرها 11.5 مليون يورو.

مشاركة :