تعود مصر من جديد لاستضافة نهائيات بطولة الأمم الأفريقية، في نسخة جديدة تقام خلال الفترة من 21 يونيو الجاري، وتمتد حتى 19 يوليو المقبل. وكان الاتحاد الأفريقي قد تعرض لانتقادات في السابق، من بعض الأندية الأوروبية، بسبب إقامة البطولة في منتصف الموسم، كما كانت بعض الأندية ترفض التفريط في عناصرها. لكن المخاوف الآن تتعلق باحتمال تأثر اللاعبين بدرجات الحرارة المرتفعة، خلال الصيف، إلا أن إقامة المباريات ليلا قد تهون من هذه المشكلة. كما تمكنت مصر أيضا من تطوير أرضية ملاعب البطولة، في وقت قياسي، وهو ما يُتوقع أن يخدم المستوى الفني للمنافسات، بعكس ما حدث في النسخة السابقة بالغابون، والتي كانت بعض ملاعبها غير جيدة. ومن جهة أخرى، ستقام بطولة الأمم الأفريقية بعد انتهاء الدوريات، لأول مرة، وهناك بعض المخاوف من تأثر الحالة البدنية للاعبين، بعد موسم شاق مع أنديتهم، خصوصا في أوروبا، وذلك بعكس النسخ التي كانت تقام في منتصف الموسم. لكن التطور الكبير في كرة القدم الأفريقية مؤخرا، وامتلاك معظم المنتخبات لطاقم للأحمال، وأجهزة متطورة لمساعدة اللاعبين على الاستشفاء وتفادي الإجهاد، إلى جانب إمكانية اعتماد سياسة التدوير، كلها عوامل قد تخفف من تأثير هذا الأمر. وستكون مصر الدولة العربية، التي تستضيف الكان للمرة 13 حيث سبق وأن استضافت الدول العربية البطولة 12 مرة من قبل بواقع مرتين في السودان و4 في مصر و3 بتونس ومرة في كل من ليبيا والمغرب والجزائر. ونجحت المنتخبات العربية في حصد اللقب 7 مرات عندما أقيمت البطولة على أراضيها بينما خسرت 5 مرات. أقيمت البطولة الأولى عام 1957 في السودان، وفازت مصر باللقب بعد التغلب بنتيجة (0-4) على إثيوبيا في المباراة النهائية، وحصد المركز الثالث منتخب السودان. وعادت السودان من جديد لتنظيم البطولة بعد 13 عاما وتحديدا عام 1970 وحصد منتخب السودان اللقب على حساب غانا (0-1)، بينما فازت مصر تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة بالمركز الثالث ضد ساحل العاج. أرض الفراعنة تعتبر مصر أكثر الدول العربية بل والأفريقية التي تستضيف نهائيات أمم أفريقيا (5 مرات)، حيث كانت البطولة الثانية التي ينظمها العرب عام 1959 في مصر. وفازت مصر باللقب تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة على السودان (0-4)، بينما حصد المركز الثالث منتخب إثيوبيا. وعادت الكأس إلى مصر من جديد عام 1974، لكن غاب العرب عن النهائي، حيث فازت زائير على زامبيا في المباراة النهائية المُعادة بنتيجة (0-2)، إذ انتهى اللقاء في البداية بالتعادل الإيجابي (2-2). تعتبر مصر من أكثر الدول العربية والأفريقية التي تستضيف نهائيات أمم أفريقيا (5 مرات)، حيث كانت البطولة الثانية التي ينظمها العرب عام 1959 في مصر وتمت إعادة المباراة ليفوز منتخب زائير ويحصد اللقب، بينما فاز بالمركز الثالث منتخب مصر على حساب الكونغو بعد أن هزمه برباعية نظيفة. واستعاد العرب السيطرة على البطولة من جديد بعد فوز مصر عام 1986 باللقب على حساب الكاميرون بنتيجة (4-5) بضربات الترجيح، بعد التعادل السلبي، بينما خطف ساحل العاج المركز الثالث من المغرب. وكانت آخر البطولات التي نظمها الفراعنة في 2006، وفازت مصر باللقب مجددا بركلات الترجيح على حساب كوت ديفوار بنتيجة (4-2)، بينما حصدت نيجيريا المركز الثالث على حساب السنغال (0-1). وظهرت تونس للمرة الأولى كبلد مستضيف لنهائيات الأمم الأفريقية عام 1965 وخسر العرب اللقب للمرة الأولى آنذاك، بعد أن فازت غانا على نسور قرطاج (2-3)، بينما حصد المركز الثالث ساحل العاج. وأقيمت البطولة مجددًا في تونس عام 1994، وغاب العرب عن النهائي حيث فازت نيجيريا على زامبيا (1-2) لتتوج باللقب، بينما حصدت ساحل العاج المركز الثالث بالفوز على مالي بنتيجة (1-3). وبعدها بـ10 أعوام تحديدا في 2004، استطاعت تونس أن تكسر نحس خسارة الألقاب على أرضها وفازت باللقب الوحيد في تاريخها على حساب المغرب في المباراة النهائية بنتيجة (1-2)، وبنفس النتيجة حصدت نيجيريا المركز الثالث على حساب مالي. خسارة ليبية واصل العرب خسارة البطولات على الأراضي العربية وكانت هذه المرة في عام 1982 عندما استضافت ليبيا البطولة، وخسرت المباراة النهائية بركلات الترجيح بنتيجة (7-6) أمام غانا بعد التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. وحصدت زامبيا المركز الثالث على حساب الجزائر بالفوز بنتيجة (0-2). من جديد عادت المنتخبات الأفريقية لتزيد أوجاع العرب في البطولة على أرضهم، عندما خسر المغرب البلد المضيف فرصة المنافسة على اللقب عام 1988، حيث فازت الكاميرون على نيجيريا (0-1) في المباراة النهائية. بينما حصدت الجزائر المركز الثالث على حساب المغرب بنتيجة (3-4) بضربات الترجيح بعد التعادل بهدف لكل فريق. ونجح المنتخب الجزائري في عام 1990 في إضافة لقب جديد للعرب وفاز بالبطولة الوحيدة في تاريخه أمام نيجيريا بنتيجة (0-1)، وبنفس النتيجة حصدت زامبيا المركز الثالث على حساب السنغال.
مشاركة :