"جلفدان هانم"، "نمرة 2 يكسب"، "البخيل"، "الخاطبة"، "الطرطور"، "مركب بلا صياد"، "القاهرة 80"، "ليلة الدخلة"، وغيرها، كلها أعمال مسرحية لا تخلو من ذاكرة المسرح المصري، إنه الفنان محمد عوض الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، كان الفنان نجيب الريحاني مثله الأعلى، حيث كان يذهب إلى باب مسرحه ليراه يركب الحنطور ويظل يمشي إلى جواره حتى يصل إلى بيته، بعدما شاهد موهبته الفنان بديع خيري ووجده يحفظ كل أدوار الريحاني، وفي أحد الأيام غاب عادل خيري بطل الفرقة بسبب مرضه، فقام بدور البطولة، وتألق وتكرر هذا مع تكرار غياب عادل خيري.عشق التمثيل منذ الصغر، فقد شارك في فرق التمثيل المدرسية حتى التحق بكلية الآداب قسم فلسفة جامعة عين شمس وحصل على المركز الثاني في مسابقة القطر فلقب بعد ذلك بالكوميدان الفيلسوف، ومن شدة عشقه للفسلفة كان يكتب على حوائط المنزل عبارات فلسفية ومقولات لأفلاطون، وأرسطو، ومن خلال مدرسة أنيس منصور تولى إنشاء فرقته المسرحية وحقق أبى وفرقته تفوقا كبيرا، حيث كان يستعين ببطلات فرقة الريحاني للمشاركة في المسرحيات التي تقدمها الفرقة، ومنهن ماري منيب، زوزو وميمي شكيب، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون، وعمل بفرقة الريحاني المسرحية، وكانت هذه بمثابة إنطلاقة له في عالم الفن. كانت بداية نجوميته من خلال مسرحية "جولفدان هانم" التي عرضها عليه الفنان عبدالمنعم مدبولي وحققت نجاحا مذهلا، ولأول مرة في تاريخ مسرح التليفزيون الذي تعرض فيه المسرحية ثلاثة أيام، ويتم تصويرها في اليوم الرابع، وامتدت هذه المسرحية لمدة شهر، والنقلة الكبرى في حياته كانت مسرحية "نمرة 2 يكسب"، التي لعب فيها 4 أدوار، وحققت نجاحا غير مسبوق، وأصبحت أيقونة المسرح فى الستينيات بما حققته من دخل وإيرادات، وبعدها تألق في عدد من المسرحيات، منها مسرحية "العبيط"، وحقق نجاحات غير مسبوقة في أعداد المتفرجين.قام بإنشاء أكبر فرقة مسرحية في تاريخ المسرح العربي وهى فرقة المسرح الكوميدي، وعمل معه في الفرقة العديد من نجوم الشباك في ذلك الوقت بداية من فؤاد المهندس، وشويكار، ونبيلة عبيد، وأمين الهنيدي، واخرون، حيث قدم العديد من الأعمال الفنية ما بين المسرح والسينما والتليفزيون من أبرز الأعمال المسرحية "الأرنب المغرور، ليلة الدخلة، بندق بيه، سعدون تحت الطبع، شهر زاد، على السلم، أصل الحكاية، البخيل، أصل وصورة، مطرب العواطف"، ومن أهم مسلسلاته "البراري والحامول، ناس ولاد ناس، الدنيا لما تضحك لك"، وأشهر أفلامه السينمائية "إخواته البنات، سفاح في مدرسة المراهقات، حب فوق السحاب، الولد الغبي"، كما ظلت أعماله المسرحية محطات مهمة في تاريخ المسرح المصري، ومنها مسرحيات الطرطور، والعبيط، مراتي تقريبًا، طبق سلطة، مجرم رغم أنفه التي قدمها من خلال فرقة المسرح الكوميدي وانطلق للمستوى العالمي، وذهب بالفرقة ليعرض على مسارح أمريكا سنة 1972، وعرض في 52 ولاية، كما ذهب إلى المكسيك، وأقام 3 حفلات في أكبر مسارح باريس ولندن.لكن للأسف تراجعت نجوميته عند إصابته بمرض السرطان، وظل في صراع معه لـ 7سنوات، حتى أودى بحياته في السابع والعشرين من فبراير عام 1997.
مشاركة :