ضمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض كتاب «الأزهار البديعة في علم الطبيعة» الصادر عن «دار الطباعة» المصرية في عام 1291هـ الموافق 1871م، وقام بتأليفه «جاستنينيل بك» معلم الكيمياء والطبيعة بالمدرسة الطبية بقصر العيني والمدارس الحربية بالقاهرة، وقام بترجمته أحمد أفندي ندا، كما راجعه وصححه إبراهيم عبدالغفار الدسوقي بدار الطباعة؛ إذ تحرص مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض على اقتناء مجموعة كبيرة من الكتب النادرة التي تتنوع موضوعاتها لتطول مجالات واسعة من التراث العربي والإسلامي الأصيل. ويجذب الكتاب النادر القراء والمهتمين للنظر والاهتمام إليه وإلى غلافه الخارجي، ونوعية ورقه القديم، وإلى شكل تجليده وطريقة طباعته، واشتماله على فهرس مفصل لموضوعه، وخاتمة تنير القارئ حول أسماء الحكام والمسؤولين زمن طباعته، واسم مؤلفه ومترجمه ومصححه. كما يتمتع القارئ في خاتمته بالصياغة اللغوية الرفيعة المشتملة على الفخر والمدح والإطناب في ذلك التي يفتقدها التعبير اللغوي اليوم. كما ينبغي التنويه بأن هذا الكتاب النادر هو من بواكير حركة الترجمة التي أُقيمت في مصر. ويشتمل الكتاب على جزأين، يتناولان الظواهر الفيزيائية؛ إذ يضم الجزء الأول عشرين بابًا، تنقسم إلى فصول ومباحث عدة، ويتحدد الجزء الثاني ببابين، ينقسمان إلى فصول ومباحث أيضًا. ويتناول الكتاب موضوع المغناطيسية الأرضية والبوصلات وحزمها ودروعها وقياسها. كما تطرق المؤلف إلى تأثير التيار الكهربائي وشدته وتفاعله مع المغناطيس، وشرح لعمل التلغراف الكهربائي واستعمالاته المدنية والعسكرية. ويخوض المؤلف في موضوع الكهربائية الخاصة بالحيوانات والأسماك والرعاد الكهربائي الموجود في نهر النيل؛ لينتقل بعد ذلك إلى كيفية استعمال الكهربائية في فن العلاج فيشرح الجهاز الكهربائي المغناطيسي المنسوب إلى «المعلم بروتون»، ويتناول التكهرب الجلدي والعضلي، ثم عملية الإبصار بمباحث عدة حول انتشار الضوء وسرعته وشدته وانعكاسه وانكساره، ودور المرايا والعدسات المقعرة والمحدبة وحجم الصورة ومرئياتها، وتركيب الضوء وألوان الأجسام وخطوط الطيف. وتأتي أهمية هذا الكتاب النادر من كونه يشتمل على الأسس العلمية للظواهر الفيزيائية التي تدرَّس اليوم لطلاب المرحلة الثانوية، كما يشكل مادة بحث مقارن للمهتمين بهذا الجانب المعرفي التعليمي صياغة ومضمونًا. فيما تتمثل قيمته الضافية في قراءة التحولات العلمية في هذا المجال عبر المقارنة بين الصورة العلمية وقت صدور الكتاب وصورتها على امتداد الفترة اللاحقة لصدوره حتى اليوم.
مشاركة :