لا تزال الصحف العالمية تكشف كل يوم المزيد من الانتهاكات الفجة بحق العمالة الوافدة العاملة في قطر، حيث يواجهون أزمة حقوق مسلوبة وإجحافا في الأجور من جانب المؤسسات الرسمية ومكاتب الاستقدام، وأرباب العمل في البلاد. وكشفت صحيفة "لاكروا" الفرنسية العديد من المآسي عن تعرض العمال الأجانب في قطر للانتهاكات الجسيمة، بما فيها السخرة والعمل القسري والقيود المفروضة على حرية التنقل، رغم مزاعم الدوحة بإجراء عملية إصلاح بعيدة المدى تهدف إلى منع استغلالهم. وبحسب تحقيق استقصائي أجرته الصحيفة، فإن عدد العمال الأجانب في قطر وغالبيتهم من الهند وبنجلاديش والفلبين يصل لنحو مليوني عامل، يتعرضون لاستغلال كبير، وانتهاكات جسيمة. ووثقت الصحيفة الفرنسية شهادات لعدد كبير من العمال، تكشف تعرضهم للانتهاكات ممنهجة، لا سيما داخل المنازل الذين يعدون الأكثر هشاشة ويتعرضون لتحرش جنسي وعنف جسدي. ونقلت "لاكروا" عن إحدى عاملات المنازل، التي طلبت عدم الإفصاح عن اسمها، قولها: "طوال الوقت الخدم في المنازل القطرية من الفلبينيات ضحايا للتحرش الجنسي أو العنف، ويلجأون للسلطات القطرية للاستغاثة ولكن دون جدوى الأمر". وأوضحت الصحيفة أن كثرة الشكاوى، دفعت منظمة العمل الدولية لتأسيس مكتب مؤقت في الدوحة لمراقبة الأوضاع، خاصة مع ارتفاع الشكاوى من الانتهاكات التي تحدث للعمال. وأشارت إلى أن قانون الإصلاح الجديد للعمل، الذي أقرته الدوحة فيما يتعلق بالكفالة والحد الأدنى للأجور وعدد الساعات استبعدت منه بعض الفئات من بينها العاملون بالمنازل، والذي يبلغ عددهم نحو 174 ألف عامل، بحسب منظمة العمل. ورأت الصحيفة الفرنسية أن المقاطعة العربية ضد قطر منذ عامين لها مزايا إيجابية، أبرزها تسليط الضوء على الانتهاكات القطرية لحقوق العمال الأجانب، ولفت أنظار الجهات الدولية للتحقيق، لا سيما في مواقع بناء الملاعب التي تستضيف مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وكانت قناة "WDR1" الألمانية، قد نشرت تقريرًا استقصائيًا جديدًا عن استغلال قطر العمالة النيبالية المحاصرة في إنشاء ملاعب كرة القدم التي تستضيف كأس العالم 2022. وأعدّ التقرير مجموعة من الصحفيين التابعين للقناة حيث كشف استغلال العمالة النيبالية التي تعمل على إنشاء ملاعب كرة القدم لتصفيات كأس العالم القادمة 2022 في قطر. وذكر التقرير أن فريق عمل القناة قرر زيارة سوق العطية الشعبي الذي يبعد 20 دقيقة عن العاصمة الدوحة، حيث تتواجد العمالة الوافدة من نيبال والهند وبنجلاديش، موضحا أنه في كل مرة كان الصحفيون يوجهون أسئلتهم للعمالة الوافدة حول أحوالهم المعيشية وكانت الإجابة مشتركة، تأخر في الرواتب، ووضع سكني مزري، وسحب جوازات السفر. وخلال منتدى أوسلو للحريات الذي أقيم منذ أيام، في العاصمة النرويجية، كشف مراقبون أن النظام القطري يستأجر شركات المحاماة والعلاقات العامة الدولية من أجل تحسين صورته، ليؤكد أن هذه الإمارة الغنية، ليست سوى مخلفات أنظمة العصور الوسطى الإقطاعية، حيث العبودية الحديثة، وحيث تمتلك العائلة الثرية قوة القبضة الحديدية. وقالوا إن افتقار قطر إلى العمالة الرخيصة، جعلها تستقدم مئات الآلاف من الشباب من أشد البلدان فقرا، من أجل بناء حلمها في كأس العالم 2022، مشيرا إلى أن الدويلة الخليجية الصغير يوجد فيها مليوني عامل مهاجر.
مشاركة :