القوانين المنظمة لتبادل المعلومات, وقانون الإفصاح من القوانين الهامة التى تتعامل معها الأمم بمنتهى الدقة والحساسية, والجدير بالذكر أننا في مصر نسعى منذ عام 2002, لإخراج قانون ينظم المعلومات ويسمح بسياسات للإفصاح ووضع ضوابط للحصول على المعلومات والتعامل معها, كما أننا نسعى أيضاً مع وضع قانون يسمح بالإفصاح والمعلومات إلى جودة تلك المعلومات, ومصادرها, والمسئولية السياسية عنها وحتى اليوم ورغم تعاقب الحكومات وتغيير النظم السياسية فى مصر مازال هناك غياب قانون ينظم التعامل مع المعلومات فإن ما يجري من تبادل للمعلومات أو الحصول عليها يتم بطرق غير قانونية, حتى ولو كان القانون القائم والصادر منذ عام 1964- والذي فيه لا يحق لأي مؤسسة أو أفراد الحصول على معلومات إلا عن طريق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.ولعلنى أتذكر أننى كنت ضمن مجموعة عمل فى عام 2008 قمنا بوضع مشروع بقانون مقترح للمعلومات والإفصاح إستعرضنا فيه كل ما يعن هذا المشروع من إحتياطات للأمن القومى والمحاذير الواجب إتخاذها حينما نشرع فى إقرار مثل هذا القانون, فى مجال المعلومات والإفصاح,وتعرضنا لعدة قوانين كثيرة في بلاد عديدة منها ما يسمح بنشره فوراً أو الحصول عليه بسهوله ويسر ومنه ما يتطلب مرور أعوام محدده لنشره ففي بعض الدول خمسة وعشرون عاماً وفي دول أخرى يتطلب خمسون عاماَ لنشر المعلومات مثل الولايات المتحدة الأمريكية, والمملكة المتحدة (بريطانيا) ولعلنا نحصل على معلومات عن شئون تهمنا كأمه مثل حرب 1956( العدوان الثلاثي) من خلال ما تم الإفراج عنه من معلومات في كل من هاتين الدولتين. وكذلك حرب 1967, وما تخفيه المعلومات المحفوظة في خزائن تلك الدولة ولم يفرج عنها ولعل ما تم نشره بالخروج عن القواعد والقانون, من حين وأخر, تفضح تلك المعلومات علاقات دولية, ومؤامرات تتم بين رؤساء دول وحكومات, من شأنها أن تسبب حرجاً شديداً لحكام قائمين على الحكم رغم أن تلك المعلومات تفيد عن أمور في زمن مضى, ولكن المسئولية التضامنية للحكومات مهما تتابعت وتعدلت وتغيرت فهي مسئوليه دولية بالدرجة الأولى. ولعل ما تم تسريبه من معلومات عن طريق شبكة معلومات ( ويكيليكس) فقد إنكشف المستور قبل موعده , حيث ما تم تسريبه من معلومات قد أحرج كثير من الدول ,وكثير من الحكام والحكومات القائمة على الحكم في النظام العالمي الحالي.وهذا مما يدل على أهمية وجود قوانين تنظم خروج هذه المعلومات و الإفصاح عنها ولمن؟ ومتى؟ ولعل ما يتم أو ما تحاول الدولة المتورطة في تسريب تلك المعلومات من خزائنها وهي الولايات المتحدة الأمريكية, تواجه مأزقاً سياسياً خطيراً أو غير لائق مع بعض دول العالم, وكذلك تحاول من جهه أخرى ملاحقة المُسَربْ للمعلومات جنائياً, وقد تم القبض عليه فى لندن أخيراً ومازالت المفاوضات جارية بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لتسليمه للأخيرة ؟وفي ظل ما تم نشره وبقرائة هذا الحدث نجد أن كلمة (سرى للغاية) كلمة وهمية فكل شئ قابل للتسريب أو البيع أو المقايضة أو الإعلان عنه بطريقة (الإستهبال) حيث يضرب عصفورين أو عدة عصافير بحجر واحد أو (ويكيليكس) واحد !! [email protected]
مشاركة :