دعوني في البداية أطرح هذا التساؤل ألا وهو؛ لماذا نصاب بصدمة أو خيبة أمل عندما ينتقدنا الآخرون بسبب ضعف أو نقص في بعض المهارات التي نمتلكها؟ ذلك سببه أننا أخطأنا في تقييم أنفسنا؛ وذلك من خلال الخوض في كل مجال من مجالات الحياة، وابتعدنا عن التخصصية والتركيز في مجال معين، واعتقدنا أننا نمتلك قدرات خارقة لا يمتلكها سوانا ورفعنا مستوى سقف قدراتنا أكثر من المتوقع؛ فأصبح لدينا صدمة بسبب نقد الآخرين بأننا نملك أقل مما نستحقه. هذا ما يسمى إنحراف التقييم الذاتي؛ وهو الميل إلى تصنيف مهاراتنا وصفاتنا وسماتنا في مرتبة أعلى مما نستحقه فعليا. وهذا السبب كفيل بأن يجعل بيننا عقبة وهي إقناع الآخرين والتأثير فيهم. الواجب علينا للخروج من هذه الإشكالية هو أن نعيد تقييمنا لذواتنا بشكل صحيح وطريقة صحيحة؛ وذلك بأن نصدق مع أنفسنا من خلال تقييمنا لذواتنا. ووجود شخص لايجاملك وكأنه الأب الروحي لك لتوجيهك وإرشادك؛ وأيضا التركيز ثم التركيز على مجال معين أفضل من التخبط في جميع العلوم، حينها تفقد بريقك.. ولا مانع من معرفة بعض العلوم بشكل إجمالي بلا تعارض، كما قيل (خذ من كل بستان زهرة). أيضا الاستمرارية في تقييمك لذاتك بين الفينة والأخرى. وإرجاع بعض العلوم والتخصصات إلى أهلها ومن تميز بها ولا حرج في ذلك. وأخيرا تذكر أن تميزك وقوتك هي أن تكون الأول في تخصص بسيط أفضل من أن تكون العاشر في تخصص واسع.
مشاركة :