أصبحت دولة فلسطين رسميا الاربعاء عضوا في المحكمة الجنائية الدولية ما يتيح لها ملاحقة مسؤولين اسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب او اخرى مرتبطة بالاحتلال رغم ان تبعات هذا الفصل الجديد من النزاع تبقى غير معروفة، وجرى حفل في جلسة مغلقة في مقر المحكمة الدولية في لاهاي بمناسبة هذا الانضمام تسلم خلالها وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي نسخة رمزية من اتفاقية روما التي تأسست بناء عليها المحكمة الجنائية. ويشكل انضمام دولة فلسطين خطوة جديدة في حملة دبلوماسية وقضائية اطلقتها القيادة الفلسطينية في عام 2014. وعواقب هذه الخطوة غير معروفة، ليس فقط لانه من غير المرجح مثول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وقادة إسرائيليين اخرين امام المحكمة في لاهاي، بل لأنه من غير المعروف الى اين سيؤدي هذا التدهور الجديد المرتقب في العلاقات. واعلن بعض القادة الفلسطينيين ان أولى الشكاوى ستقدم اعتبارا من الاربعاء. وتضمن طلب الانضمام، طلب التحقيق في "جرائم" ارتكبتها اسرائيل ضد الفلسطينيين، وكذلك التحقيق في الاستيطان. من جهتها دعت حركة حماس المحكمة الدولية في لاهاي إلى البدء بخطوات عملية لمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي، عقب انضمام فلسطين لها رسميا. وقال القيادي في حماس الدكتور إسماعيل رضوان في تصريح صحفي له، إن الحركة تساند أي جهد فلسطيني من شأنه أن يفضح الاحتلال، ويقدّم قادته إلى المحاكمة الدولية، معتبرا انضمام فلسطين رسميا للمحكمة خطوة في هذا الاتجاه. لكنه حذّر في الوقت نفسه، من أن يكون الانضمام مجرد خطوة سياسية للضغط على الاحتلال؛ من أجل كسب مواقف سياسية لا أكثر. وتوقع رضوان أن تتدخل الإدارة الأميركية والاحتلال بشكل كبير في إخضاع المحكمة الدولية، وعدم تقديم اتهامات مباشرة لإسرائيل؛ من أجل عدم ملاحقة قادتها. وأكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن السلطة ستواصل استخدام كل الوسائل المشروعة والممكنة؛ من أجل الدفاع عن نفسها من الاستيطان الإسرائيلي وغيره من انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي. وكانت السلطة الفلسطينية شكلت لجنة وطنية من مؤسسات اهلية وحقوقيين وأكاديميين لجمع بيانات تدعم موضوع الشكوى المقدمة. كما اعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الإنضمام لعضوية المحكمة، خطوة أولى لخوض معركة سياسية وقضائية متواصلة وشاملة ضد جرائم الإحتلال الاسرائيلي وفي مقدمتها العدوان المتكرر على قطاع غزة وتهويد القدس والاستيطان في سائر ارجاء الارض الفلسطينية.
مشاركة :