تلقت "الرياض" بيانا من د. خضير المرشدي الأمين العام للجبهة الوطنية والعربية والإسلامية في العراق الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق مباركا ومؤيدا لإطلاق "عاصفة الحزم" ضد الميليشيات الحوثية الموالية لإيران والتي احتلت اليمن العربي بقوة السلاح. وبيّن المرشدي في بيانه الذي تلقت "الرياض" نسخة منه أن خطورة التمدد والنفوذ الإيراني ليست بالحرس الثوري أو فيلق القدس أو أجهزتها الأمنية أو جيشها أو أسلحتها، لأن جميع الدول العربية المستهدفة تمتلك مثل تلك الأدوات وتستطيع مواجهتها وفضحها والحشد ضدها، كما حصل مع العراق في الثمانينات وما تلاها، وبالإمكان أن يحصل الآن في حال أن تدخلت إيران عسكريا في أي قطر عربي بشكل مباشر. لكن الخطورة الحقيقية للتدخل والنفوذ والوجود الإيراني تكمن بتكوين ميليشيات من أبناء البلدان العربية، تحت عنوان الطائفة والمظلومية والولاء لآل البيت الكرام؛ واستغلال عواطف ومشاعر البسطاء من الناس وتسييس ذلك خدمة لمشروعها القومي التوسعي وتكوين مجاميع يدينون لها ويأتمرون بأمرها ويؤمنون بفكرها وبرنامجها ومشروعها مما يكسبهم نوعا من الشرعية والمقبولية من قبل الكثيرين. فلا أحد يستطيع القول ان الحوثيين ليسوا بيمنيين وهم في حقيقتهم يمتلكون قيادة مسيسة باسم المذهب والطائفة توالي إيران والولي الفقيه، وليس لأحد أن ينكر لحزب الله في لبنان لبنانيته، لكنه يتبنى مشروع إيران فكراً وثقافة وسياسة وقتالا بالإنابة، وكذلك الحال للمليشيات والحكومة العراقية؛ فلا احد ينكر عراقيتها لكن هواها وولاءها إيراني، وكذلك الحال في سورية والبحرين وأجزاء من الكويت وغيرها. فمن حيث المبدأ لابد من وضع حد لإيران ونفوذها المتزايد في الدول العربية من خلال قَص هذه الأذرع لإضعاف دور ايران وتحجيمه من ناحية؛ ولمنع التخريب والتقسيم المجتمعي والفتنة الطائفية التي تسببه هذه الجماعات وما ينتج عنها من تطرف وإرهاب وتخلف من ناحية ثانية. ويضيف المرشدي "رغم أهمية الحل العسكري في مواجهة إيران، فإن هذا الحل يبقى قاصراً ولن يحقق أهدافه إذا لم ترافقه إستراتيجية عربية لاستيعاب هذه الجماعات ومعالجة مَشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمادية والاعتبارية، إضافة لوضع برامج على مستوى الفكر والثقافة والتعليم والإعلام والأسرة بغرض تعزيز انتماءات هذه الجماعات لبلدانهم الأصلية وتعزيز روح المواطنة لدى الشباب منهم بعيداً عن أي انتماءات طائفية ومذهبية وقومية ومناطقية وإقليمية وما يترتب عليها من ولاءات خارجية". وتتضمن تلك الإستراتيجية حسب المرشدي التصدي الحازم عسكرياً وأمنياً لأي عبث بأمن البلدان أو انحراف أو تآمر أو خيانة أو عمالة أو تجسس لصالح إيران أو الكيان الصهيوني أو غيرهما من الدول والجماعات الطامعة في أمتنا. ويرى خضير المرشدي أن العمل العسكري الذي تقوده المملكة وتشترك فيه دول عربية وإسلامية أخرى، رغم أهميته في مواجهة مشروع الهيمنة الإيرانية عبر أدواتهم الحوثية على واحدة من المناطق الجيوستراتيجية المهمة والتي تهدد أمن الدول الخليجية والمصالح الدولية، إلاّ انه يبقى عملاً ناقصاً إذا لم تتم مواجهة أذرع إيران في العراق وسورية ولبنان والبحرين وغيرها بذات الموقف الحازم، للحد من تغولها واستهتارها وإرهابها وإجرامها وتهديداتها التي لا تقل خطورة عن داعش وأخواتها بل إنها البديل الأخطر والأشمل.
مشاركة :