الدروس الخصوصية.. خطر يهدد أبناءنا ونظامنا التعليمي

  • 4/2/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية في حياتنا اليومية بشكل كبير وأصبحت ترهق كاهل الأسر السعودية، وبخاصة مع اقتراب مواعيد الاختبارات، كما أنها تشكل خطرا على النظام التعليمي؛ كونها لا تتيح للطلاب الفرص المتكافئة من الناحية التحصيلية وتبعدهم عن التفاعل والمشاركة في المدرسة، حتى غدت الدروس الخصوصية مشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم دون أي تدخل من الجهات الرسمية لمعالجتها. ظاهرة سلبية ويشير طارق الزهراني ولي أمر طالب إلى أن الدروس الخصوصية غدت ظاهرة سلبية تعبر عن جشع بعض المعلمين للكسب غير المشروع من خلال التقصير في واجبهم بالمدرسة، مما يدفع الأهل للاستعانة بهم لتعويض ذلك، وهذه الدروس توجد تفاوتاً في المستويات بين الطلاب وتجعلهم أكثر اتكالية على الغير في تحصيلهم العلمي، والإهمال والتقصير في الواجبات لاعتماده بشكل كامل على المعلم الخصوصي لإعادة الشرح وحل الواجبات. ويضيف الزهراني: يقع على عاتقنا كأسر دور في تفاقم هذه الظاهرة كونها نتاج السمة الاستهلاكية المتصاعدة للمجتمع، فمعظم الآباء والأمهات منشغلون بأعمالهم اليومية أو بالتواصل عبر وسائل الإعلام الحديث ما يضطرهم للجوء إلى المعلم الخصوصي؛ لمتابعة أبنائهم تعليمياً والرقابة على مستوى تحصيلهم العلمي. يشتت أبناءنا فيما ترى سارة المحمود والدة أحد الطلاب في المرحلة المتوسطة أن اللجوء إلى الدروس الخصوصية يعود أبناءنا على سلوك تعليمي وتربوي خاطئ من خلال الركون للكسل وعدم المبادرة والتفكير والاجتهاد، إضافة لتدني مستوى تقدير المعلم وعدم الثقة بالمدرسة وما تقدمه من تعليم، وكثيرا ما يتشتت أبناؤنا بين اختلاف طرائق التدريس في المدرسة والمعلم الخصوصي واختلاف الأجواء التعليمية بين البيت والمدرسة، وتركيزنا على زيادة المستوى العلمي لأبنائنا من خلال الدروس الخصوصية يؤثر سلباً على النمو المتوازن لهم كون ذلك على حساب راحة الأبناء ولعبهم وعلاقاتهم الاجتماعية مع الوسط المحيط. خطره على التعليم من جهته أوضح عبدالله عبدالعزيز مستثمر في التعليم الأهلي، أننا كتعليم أهلي نمنع معلمينا من إعطاء الدروس الخصوصية؛ لإدراكنا مدى خطورتها على العملية التعليمية، ونحن صارمون في التعامل مع هذه الظاهرة من خلال إلغاء التعاقد مع من يثبت إعطاؤه لها، كونها تؤثر سلباً على الحالة الانضباطية في المدرسة وتدفع الطلاب للفوضى. كما أنها ترهق ميزانية الأسرة من خلال تخصيص مبلغ لا يستهان به من الدخل لها، ونعمل على تحديد الطلاب الذين يعانون من ضعف في إحدى المواد ومعرفة أسباب ذلك ودراسة حالتهم بالتعاون بين المرشدين والمعلمين ووضع أفضل الحلول والإجراءات المناسبة لذلك. وأضاف: نعمل باستمرار على إعداد وتنفيذ الدورات التدريبية لمعلمينا لتزويدهم بأحدث المهارات التي تساعدهم على تحسين طرائق التدريس والآليات التي تجعل الدرس ممتعا وجذاباً للطلاب من خلال الاستعانة بالوسائل التعليمية وبأحدث التقنيات التعليمية، والاستغلال الأمثل لها لتكون البيئة المدرسية جاذبة ومحفزة على التعلم، مقدرين في الوقت نفسه اختلاف المستوى التحصيلي للطلاب. مسؤولية مشتركة بدورها، تقول نوال العفالق مستثمرة في التعليم الأهلي: إننا حريصون على توفير أفضل الأجواء الدراسية من خلال أبنية المرافق المدرسية، وأفضل الخبرات والكفاءات التعليمية والإدارية، وهذا ما يقلل حاجة الأهل للاعتماد على الدروس الخصوصية، وعلى الرغم من ذلك نلاحظ الانتشار الكبير لهذه الظاهرة في مجتمعنا السعودي، ولعل المسؤولية مشتركة بين الأهل وإدارة المدرسة والجهات الحكومية، كون بعض المدارس لا تتابع معلميها بشكل جيد وتتساهل في تطبيق القوانين معهم، كما أن الأهل لا يتابعون مستوى أبنائهم بأنفسهم، والجهات الرسمية ليس لديها رقابة صارمة على هذه الظاهرة مع انتشار الإعلان عنها في الكثير من وسائل الاعلام، ووضع إعلانات الدروس الخصوصية على الجدران في الأماكن العامة. ودعت العفالق وزارة التعليم إلى التنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة؛ لمحاربة هذه الظاهرة من خلال التشهير بالمعلمين المخالفين وترحيلهم من المملكة، ومنعهم من دخول المملكة مرة أخرى، ومخاطبة وسائل الإعلام بعدم نشر إعلانات الدروس الخصوصية وملاحقة المعلنين عنها في وسائل الإعلام الحديث. البداية من المدرسة وبيَّن جلوي الدوسري المرشد الطلابي بالدمام أن معالجة ظاهرة الدروس الخصوصية تبدأ من المدرسة من خلال دروس التقوية لمعالجة الضعف في بعض المواد، ما يقلل اعتماد الأهل على الدروس الخصوصية، وأهمية عقد اجتماعات دورية بين المدرسة وأولياء الأمور لوضعهم بالصورة الحقيقة لمستوى أبنائهم وقدراتهم واستعداداتهم، وتبيين ضرر الدروس الخصوصية والتواصل مع المدرسة؛ لمعالجة أي شعور بالضعف التعليمي لأبنائهم. ناقوس الخطر وأضاف الدوسري، تطالعنا وسائل الإعلام بقصص مخيفة حول تعرض الطلاب للإساءة على يد بعض معلمي الدروس الخصوصية، وتكون المصيبة الكبرى عند اختلاء هذا المعلم مع الطالبة بحجة توفير بيئة تعليمية أفضل، كون الثقة شبه مطلقة في مجتمعنا بالمعلمين، وهذا يدق ناقوس الخطر على الأسر السعودية؛ كوننا لا نعلم الخلفية الدينية لهذا المعلم وثقافته وميوله واتجاهاته الفكرية والعقائدية، فلا بد لنا كمجتمع سعودي من القضاء على هذه الظاهرة، وتركيز اهتمام طلابنا على المدرسة والمتابعة الشخصية من الأهل لهم. الدروس الخصوصية غدت ظاهرة سلبية تعبر عن جشع بعض المعلمين للكسب غير المشروع

مشاركة :