في سن الأربعين يظهر نجم كرة الطاولة أنور مكي وكأنه الفتى اليافع الذي يبدأ نجومية مشواره الرياضي توا، في هذا العمر المتقدم يفرض البطل أنور مكي نفسه بطلا ونجما متلألئا في سماء كرة الطاولة البحرينية، وفي الأربعين بلغ أنور مكي نهائي مسابقة الفردي في الدوري العام لكرة الطاولة للمرة العاشرة في مشواره، وسيكون أمام فرصة تاريخية لإضافة لقب جديد في مشواره المتميز في هذه المسابقة وذلك من خلال إحرازه لقب الموسم الجاري 2018/2019, كان من المقرر أن يلعب أنور مكي المباراة النهائية قبل شهر ونيف تقريبا، إلا أن الموعد تأجل بسبب سفره المهم إلى جمهورية مصر العربية وارتباطه بمشاركته الاحترافية هناك وتكملة منافسات الدور الثاني من الدوري المصري مع فريقه دسوق الذي يلعب له محترفا ولمهمة خاصة حيث يعول عليه دسوق المصري في تعزيز موقعه في الدوري. ويجب أن نشير إلى أنه وفي حال فوز البطل أنور مكي في نهائي الفردي البحريني المؤجل، سيتوج النجم المتميز أنور مكي باللقب السادس في مسيرته الرياضية في اللعبة، حيث سبق له أن وصل إلى نهائي هذه المسابقة تسع مرات وفاز في خمس منها وخسر في أربع، وفي بداية الحديث توجه أنور مكي بخالص شكره وتقديره إلى المسؤولين في الاتحاد البحريني لكرة الطاولة وعلى رأسهم الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة رئيسة مجلس الإدارة، مقدرا لهم دعمهم ومساندتهم وتفهمهم لارتباطه باللعب في القاهرة وتقبلهم لفكرة تأجيل المباراة إلى وقت آخر، وجدير ذكره أن مجلس إدارة نادي سار الرياضي تلقى طلبا من نادي دسوق المصري لإعارة لاعب فريق العموم بفريق النادي، وحظي الطلب بالموافقة وبدأ أنور مكي مشوار اللعب مع فريق نادي دسوق العريق في بطولة الدوري الممتاز لكرة الطاولة بجمهورية مصر العربية منذ مارس الماضي، وسبق للنجم أنور مكي أن لعب محترفا أيضا لنادي الاتحاد السعودي ونادي النهضة العماني وحقق الكثير من الانتصارات المحلية والخارجية، وللوقوف على الجوانب الشخصية والإدارية والفنية له كان لنا هذا الحوار المباشر والصريح والمفتوح على أكثر من جانب إداري وفني. - كيف تقيم تجربتك الاحترافية الأخيرة في مصر مع نادي دسوق وما سبقها من تجارب احترافية مع الاتحاد السعودي والنهضة العماني؟ بوجه عام يمكنني القول بأني كنت أمام تجربة متنوعة في أكثر من دوري وكل تجربة لها خصوصيتها وظروفها الإدارية والفنية، وكانت متفاوتة النجاح والفائدة التي اكتسبتها وكانت لها انعكاسات إيجابية كثيرة، فالتجربة الاحترافية الأولى كانت مع اتحاد جدة السعودي، خسرنا في النهائي لأندية الخليج 3 مقابل 2 وكانت الصالة ممتلئة بالجماهير وكبار الشخصيات وكان أدائي بحسب وجهة نظري الشخصية أقل من الجيد في ظل ما حصل لي من ارتباك ورهبة كونها أول تجربة احترافية أخوضها خارج البحرين، أما بالنسبة إلى تجربتي الثانية ضمن منافسات الدوري العماني مع نادي النهضة، فقد كانت جميلة جدا، أداء ولعبا ونتيجة، وفي هذه التجربة مع النهضة العماني تمكنت من الفوز على أغلب اللاعبين المحترفين، ولعل أهم ما ساعدني في هذا الأمر والتفوق اللافت هو أنني كنت متعودا على اللعب في الأجواء العمانية وسبق لي أن فزت ببطولة الغاز العماني الدولية مرتين متتاليتين. وأما فيما يخص تجربتي الثالثة وقد كانت واحدة من المحطات المتميزة مع نادي دسوق وضمن منافسات الدوري المصري الممتاز للموسم الأخير، ولا يخفى على الجميع أن الدوري المصري لكرة الطاولة هو أقوى دوري عربي، وقد كان حقيقة الأجمل والأفضل على الأطلاق، ومن خلال هذه التجربة تحقق حلمي باللعب هناك، وكان أداء فريقنا أكثر من رائع ولم نخسر أيا من المباريات في التجمع الثاني، وبالنسبة إلي شخصيا كنت موفقا إلى حد كبير ولم أخسر أيا من المباريات التي لعبتها وساهمت في تجنيب فريقي الهبوط وهذا هو سبب تعاقدهم معي. - ما هي العوامل الإدارية والفنية والشخصية والاجتماعية برأيك، التي أسهمت في وصولك إلى المرة العاشرة لنهائي الفردي في كرة الطاولة البحرينية واللقب السادس في مسيرتك؟ وصولي للمرة العاشرة إلى نهائي الفردي هو شيء أعتز وأفتخر به وهو في الواقع الرياضي يعد إنجازا سواء كان لي شخصيا أو لأي لاعب آخر أن يحقق هذا الرقم، وأتمنى أن أوفق وأفوز في النهائي القادم وأحقق النجمة السادسة والمباراة سوف يحدد موعدها لاحقا، وأما العوامل الإدارية فقد كانت الإدارة ممثلة في الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة توفر لي كل شيء من أدوات وصالة وتدريب مع أفضل المدربين وفي مناخ جيد وأجواء مثالي، وكلمة حق تقال أن هذه الجوانب الإدارية كانت مؤثرة جدا في وصولي للمرة العاشرة إلى النهائي وتحسب لهم، ومن خلال هذا اللقاء أتقدم لهم بخالص شكري وتقديري وتمنياتي لهم بالمزيد من النجاح والتوفيق والاستمرارية في العطاء مع جميع نجوم اللعبة. وأما العوامل الفنية فهي كثيرة ويمكنني الإشارة إلى ما تسمح به المساحة ويسمح به الوقت الآن، فتعاقد النادي مع المدرب ياسر جابر كان حقيقة ضربة معلم، الذي بدوره نقل لنا كل خبراته، ومنذ وصوله لم نخسر أي بطولة، وأنا شخصيا استفدت منه كثيرا ليس على المستوى الفني فحسب، بل حتى على الصعيد الاجتماعي، وبالنسبة إلى العوامل الاجتماعية، لا أخفي عليك بأن مجتمع سار مثقف ومتابع وفاهم في كرة الطاولة، يحلل وينصح في حالة الخسارة والفوز وكان لهم دور كبير في إنجازاتنا، وأما فيما يخص الجوانب الشخصية، فمن خلال خبرتي أرى بأن الإنجازات تأتي من شخصية اللاعب خارج الطاولة أولا، السلوكية، الاجتماعية، الأخلاقية والتواضع بعد الإنجازت، وأما داخل الطاولة فجدية اللاعب في التمارين وتطبيق تعليمات المدرب في المباريات واحترام الخصم مهمة لأي لاعب يود شق طريقه بنجاح. - هل تمارس رياضة أخرى غير كرة الطاولة، وكم عمرك حاليا وهل فكرت في الاعتزال؟ سؤال مهم بالنسبة إلي وكذلك هو مهم في مسيرة أي لاعب كرة طاولة، وفي الحقيقة أنا مركز في لعبتي المفضلة، عمري اليوم 40 عاما ولا أفكر في الاعتزال حاليا ومستواي الآن أفضل من السنوات العشر السابقة، وهناك مقولة أرددها دائما، السن مجرد رقم، طموحي بلا حدود، لا أفكر في الألقاب التي حققتها، بل في البطولات والإنجازات التي أسعى إليها، لدي أهداف عدة لا أضمن تحقيقها ولكني عاشق للتحدي. - كيف تحافظ على رشاقة جسمك ولياقتك البدنية وبما تنصح اللاعبين الشباب من أجل المحافظة على مستوياتهم الفنية والاستمرار بنفس الروح والأداء الفني الذي أنت عليه اليوم؟ أحافظ على جسمي من خلال الأكل الصحي المتوازن، فهو السبب الرئيسي لوصولي إلى سن الأربعين وما زلت قادرا على العطاء، ألعب ومستمر في الذهاب إلى الـ «جيم» باستمرار والجري وعدم السهر، ونصيحتي للشباب بأن يحافظوا على سلوكياتهم خارج اللعب وعدم السهر لما لذلك من تأثير مباشر على أدائهم وأن يكونوا متواضعين بعد أي إنجاز يحققونه، انطلاقا من الحكمة التي تقول «تواضع عند الفوز وابتسم عند الهزيمة»، وأن يكونوا كذلك مجتهدين في التمارين أكثر وأكثر. - هل هناك عروض احترافية جديدة وأين سنرى البطل أنور مكي الموسم القادم، وكيف هي علاقتك مع ناديك سار ومدربك في النادي؟ نعم هناك عروض وأتمنى أن ألعب الموسم القادم في الدوري المصري مرة اخرى، وعلاقتي مع نادي سار علاقة الروح مع الجسد، وأما علاقتي مع المدرب فهو أخي الأكبر، استفدت منه كثيرا، ليس فقط في اللعب، بل حتى في أمور الحياة. - ما هي الأسباب في رأيك التي ساعدت نادي سار على تحقيق اللقب وتميزه اللافت في اللعبة في البحرين؟ نحن في سار تركيزنا على لعبة واحدة وهي كرة الطاولة، نتنفسها، نعشقها، حتى المجتمع الساري يعشق ويتنفس اللعبة معنا في حديثهم في الديوانيات ونقاشهم أينما حلّوا، هم يحللون، يعلقون ويبدون تطلعاتهم المستقبلية وآراءهم الصريحة سواء في الفوز أو الخسارة، وأما على مستوى الإدارة فجميع الأعضاء متابعون لنا طوال الموسم ويسيرون إلى جانبنا مثل ظلنا. فإلى رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وجهاز كرة الطاولة أقول لهم شكرا على كل شيء، شكرا لجهودكم وما تقدمونه لنا كلاعبين بصورة خاصة وللعبة بوجه عام، فأنتم سر من أسرار نجاح اللعبة وازدهارها وتفوقها اللافت وتحقيقها لهذه الانتصارات العالية، وإن كانت لي كلمة أخيرة فأقول «والدي ووالدتي وزوجتي، بعد الله، كل شيء حققته بفضلكم ودعائكم وصبركم علي».
مشاركة :