أعلن التحالف العربي في ساعة متأخرة من ليل الإثنين إسقاط طائرتين مسيرتين من دون طيار أطلقهما الحوثيون باتجاه مدينة (خميس مشيط) في جنوب غرب السعودية.. ويبقى السؤال: لماذا زادت هجمات الحوثيين بالطائرات المسيّرة ضد أهداف مدنية ونفطية في السعودية؟ السبب الأول هو زيادة تهريب الأسلحة والمتفجرات والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة (الدرون) من إيران و(حزب الله اللبناني) إلى الحوثيين في اليمن. أما السبب الثاني فهو ذو طابع سياسي.. أي أن الحوثيين صاروا يتصرفون برعونة واستفزاز أكثر بعد انحياز المبعوث الأممي البريطاني (مارتن غريفيث) إلى جانبهم ضد الحكومة الشرعية في اليمن، وخصوصا بعد إضفاء الشرعية الدولية على مسرحية وهمية بادعاء إخلاء موانئ الحديدة من المسلحين الحوثيين! الأمر الذي جعل الحوثيين يقومون بزيادة عمليات تهريب الأسلحة وطائرات (الدرون) والصواريخ الباليستية عبر موانئ (الحديدة) بغطاء أممي وختم المبعوث البريطاني (غريفيث). ويأتي الانحياز البريطاني إلى جانب الانقلابيين الحوثيين ليعزز نفوذهم السياسي والتفاوضي في اليمن، والانتقال من كونهم مليشيات انقلابية مسيطرة على صنعاء وتعز والحديدة بقوة السلاح وقتل المدنيين، إلى طرف سياسي (كأمر واقع) مثلما تخطط له الأمم المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية نكاية بالتحالف العربي بقيادة السعودية.. بل إن (الأمم المتحدة) سلمت المليشيات الحوثية مؤخرا سيارات دفع رباعي جديدة بذريعة نزع الألغام، ووصفتهم بـ(الشركاء)! وتساءل المتحدث باسم التحالف العربي (المالكي): كيف أصبحت المليشيات الانقلابية شريكة للأمم المتحدة؟! انحياز الأمم المتحدة وبريطانيا إلى جانب (الحوثيين) لم يعد سرا، بل صار يتم التعبير عنه علنا في التقارير والتصريحات الدبلوماسية والإعلامية، وهذا ما يجعل الحوثيين يتفاخرون يوميا بإطلاقهم طائرات مسيّرة ضد أهداف مدنية ومطارات ومنصات نفطية في السعودية.. هذا في الوقت الذي ذكرت تقارير مسربة أن إيران صارت تعتمد على الحوثيين أكثر من اهتمامها بحزب الله اللبناني كجماعة تنفذ أجندتها في الخليج العربي والبحر الأحمر.. والمضحك حقا أن بريطانيا لا تزال تعتبرنا (دولا صديقة)!
مشاركة :