وسائل الإعلام عليها إقناع الجمهور أولا بالأخبار ثم مطالبته بالدفع

  • 6/13/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تجاوزت شركات التكنولوجيا العملاقة في تهديدها للمؤسسات الإعلامية حدود الاستحواذ على إيرادات الإعلانات ونشر المحتوى على منصاتها الرقمية مجانا، إذ إن المحتوى الترفيهي الذي تقدمه أكثر جاذبية للجمهور، فإذا كانت حدود الإمكانيات لديها الدفع مقابل منصة واحدة فستكون للترفيه بدلا من الأخبار، وفق ما أكد معهد رويترز لدراسة الصحافة. وقال معهد رويترز في تقرير الأخبار الرقمية السنوي، إن انتشار الإنترنت عبر الهواتف المحمولة والهواتف الذكية بوتيرة متسارعة أحدث ثورة في عالم توصيل الأخبار للمستهلكين وقضى على نماذج أعمال قامت عليها مؤسسات إخبارية عديدة خلال العشرين عاما الأخيرة الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإيرادات والاستغناء عن عمالة وعمليات استحواذ في هذا القطاع. ويشكل غياب الثقة لدى جمهور أكبر التحدي الأهم بالنسبة للمؤسسات الإخبارية، وأوضح المعهد أن أغلب الناس لا يرغبون في دفع المال مقابل الإطلاع على الأخبار على الإنترنت وإنه لم تحدث سوى زيادة طفيفة في نسبة الراغبين في ذلك في السنوات الست الأخيرة. وحتى من يدفعون يحدث بينهم أن يتوقف البعض عن مواصلة سداد الاشتراكات ويشعر كثيرون بالإرهاق من جراء مطالبتهم بسداد قيمة اشتراكات عديدة مختلفة. ويختار كثيرون دفع المال لمشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى بدلا من الإطلاع على الأخبار. ولذلك ستنهار بعض الشركات الإعلامية. وقال راسموس كلايس نيلسن مدير معهد رويترز هاتفيا “قطاع كبير من الناس راض تمام الرضا عن الأخبار التي يمكنهم الإطلاع عليها مجانا وحتى بين من هم على استعداد لدفع المال فإن الأغلبية مستعدة فقط للتعاقد على اشتراك واحد”. وأضاف “كثير من الناس يشعرون بالانسلاخ فعلا عن الكثير من الصحافة التي يطلعون عليها. فهم لا يجدون أنها جديرة بالثقة ولا يجدونها صائبة ولا يرون أنها تنقلهم لمكانة أفضل”. وفي حين أن مؤسسات إخبارية كثيرة لا تتيح الإطلاع على أخبارها إلا لمن يدفع وأن بعضها يشهد زيادات في الاشتراكات الرقمية فلم يحدث تغير يذكر في نسبة من يدفعون المال مقابل الإطلاع على الأخبار على الإنترنت، باستثناء الزيادة التي أحدثها انتخاب الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة في 2016-2017. وفي الولايات المتحدة من المرجح أن يكون من يدفع اشتراكات للأخبار على الإنترنت من حملة الشهادات الجامعية والأثرياء. وقد حققت صحف نيويورك تايمز وول ستريت جورنال وواشنطن بوست نتائج طيبة في المجال الرقمي. ومع ذلك فقد قال معهد رويترز، استنادا إلى مقال منشور في موقع فوكس الإخباري، إن حوالي 40 بالمئة من الاشتراكات الرقمية الجديدة في صحيفة نيويورك تايمز موجهة للكلمات المتقاطعة ووصفات الطبخ. وفي بريطانيا قال حوالي ثلث المشاركين في استطلاع إنهم يتحاشون الأخبار بسبب ملابسات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وقال من صوتوا بالموافقة على الانفصال إنهم يتحاشون الأخبار لأنها تُحزنهم ولأنه ليس بوسعهم الثقة في صحة الأخبار. وفي الوقت الذي تتصارع فيه المؤسسات الإخبارية على الإيرادات فإنها تواجه تهديدا متزايدا من مقدمي الخدمات الترفيهية مثل نتفليكس وسبوتيفاي وأبل ميوزيك وأمازون برايم.وقال نيك نيومان الباحث الأول بمعهد رويترز “في بعض البلدان ربما يكون العجز عن مواصلة دفع الاشتراك قد بدأ يستقر وتفضل الأغلبية إنفاق ميزانيتها المحدودة على الترفيه (نتفليكس وسبوتيفاي) بدلا من الأخبار”. وأضاف “ليس مفاجأة أن تأتي الأخبار في مكانة متأخرة بالقائمة عند مقارنتها بخدمات أخرى مثل نتفليكس وسبوتيفاي وخاصة للفئة الأصغر سنا من السكان”. وعند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن نوع الاشتراك الإعلامي الذي يختارونه إذا كان المتاح لهم اشتراك واحد للعام التالي، وقع اختيار 7 بالمئة فقط من الناس دون سن 45 على الأخبار. وأوضح التقرير أن 37 بالمئة يختارون خدمات الفيديو عبر الإنترنت و15 بالمئة يختارون الموسيقى على الإنترنت. وتتحين المؤسسات التي تتيح الأخبار من عدة مصادر الفرصة. فتعرض خدمة أبل نيوز بلس اشتراكا واحدا يتيح الاطلاع على أخبار صحف ومجلات مرموقة منها تايم وذي أتلانتيك وذا نيويوركر وفوغ ووول ستريت جورنال ولوس أنجلس تايمز. وهذا قد يحرم المؤسسات الناشرة من الصلة المباشرة بالمستهلكين ويحد من المعلومات التي تمتلكها من أجل زيادة فاعلية الإعلانات الموجهة وزيادة قيمتها. وقال نيومان “رغم الفرص الكبيرة للمحتوى المتاح بمقابل مادي، فمن المرجح أن تظل أكثر عمليات تقديم الأخبار التزاما بالأسس التجارية مجانية للمستهلك النهائي معتمدة على الإعلانات ذات الربح المنخفض وتلك سوق تملك فيها المنصات التكنولوجية الكبرى أغلب الأوراق”. ومعهد رويترز لدراسة الصحافة هو مركز أبحاث بجامعة أكسفورد يتتبع الاتجاهات الإعلامية. وتمول المعهد مؤسسة تومسون رويترز الذراع الخيرية لتومسون رويترز.

مشاركة :