نجحت فتاة سنغالية في تعليم أعداد كبيرة من المصريات طرق جديدة في الرقص الشرقي مفندة الفكرة الشائعة عن اقتصار أساليب الرقص على المدرسة المصرية. وقالت معلمة الرقص السنغالية، عائشة بابكير، إن إقبال الأجانب على تعلم الرقص الشرقي يعكس إيمانهم بتفرده وجاذبيته. وأضافت بابكير في تصريحات لـ”العرب”، أن لكل شعب من شعوب العالم رقصات خاصة به، لكن الرقص الشرقي مميز إلى درجة كبيرة، لأنه حركة مُنتظمة ومتناغمة لكل عضلة من عضلات الجسد في نعومة وانسيابية تعبر عن لياقة بدنية تامة وحقيقية. وأكدت بابكير، التي صارت تدير عدة مدارس رقص خاصة بها في القاهرة، أن الكثير من الطلاب من دول مختلفة يفدون إلى مصر لتعلم الرقص الشرقي الذي ما زالت العاصمة المصرية تمثل مركزا رئيسيا له، على الرغم من قيام بعض المتخصصين في الرقص بفتح مدارس فنية خاصة بهم في عدة دول. وتقوم المعلمة السنغالية بإعداد برامج متخصصة في الرقص بعدد من مراكز اللياقة البدنية، ولديها برنامج منتظم في أحد النوادي بمنطقة المعادي (جنوب القاهرة). وأشارت إلى أن الفرنسيين والإسبان والروس والصينيين هم الأكثر إقبالا على تعلم الرقص الشرقي في الوقت الحالي، وهناك سيدات من دول عربية تهمّهن ممارسة الرقص كرياضة تساعد على منحهن لياقة وشعورا كاملا بالصحة. وبدأت بابكير وهي في سن صغيرة تعلم الرقص كهواية، وذلك عند إقامتها لفترة طويلة في مصر مع أسرتها، حيث افتتنت بمشاهد الراقصات الشرقيات في الأفلام السينمائية القديمة، وقررت بعد ذلك التفرغ التام لتعليم الرقص باعتباره فنا غير خليع، وشاركت في عدة مهرجانات دولية متخصصة. واكتسبت بابكير قاعدة عريضة من المتابعات والمتابعين والراغبات في التتلمذ على يديها، بالإضافة إلى أن هناك من الرجال من تستهويه فكرة الرقص كرياضة منتظمة.وأوضحت بابكير في حديثها مع “العرب” أن الرقص الشرقي علم له مناهج وقواعد وأسس وضعها جيل الرواد، وساهمت فرقة رضا للفنون الاستعراضية في مصر مثلا في تحديد قواعد أساسية للرقص، بعيدا عن فكرة الابتذال والخلاعة. ولفتت إلى أن هناك أجساما معينة تناسب حركات الرقص الشرقي، وهي في الغالب توجد في البلاد الواقعة في منطقة الشرق الأوسط، غير أن التجربة العملية أثبتت لها أنه يمكن لأي شخص في العالم الاستمتاع بتعلم هذا الفن والتفوق فيه. وقالت إن نظرة بعض فئات المجتمع السلبية للراقصة راجعة بالأساس إلى أن السينما قد أظهرتها كسيدة سيئة السمعة، وتجاهلت نبوغ الكثير من السيدات المتعلمات في هذا المجال. وأضافت أن الناس كانوا يندهشون في البداية من كونها خريجة مدارس فرنسية، وحاصلة على شهادة عليا من جامعة مصرية، لكنهم عرفوا فيما بعد أن هناك العديد من النماذج لراقصات خريجات جامعيات مثل الراقصة دينا، وإيمي سلطان وهي حاصلة على شهادة عليا من الجامعة الأميركية في القاهرة، ما يعني أن الفكرة التقليدية المتداولة التي تفيد بأن سوء الحال والجهل أديا إلى انحراف فتاة ما للعمل في الرقص غير صحيحة. وشددت على أن ربط الرقص الشرقي بالعُري في غير محله، لأن الكثير من السيدات يتعلمن الرقص كحركة رياضية جميلة، بل إن عدة رجال يرقصون أفضل من النساء. وتابعت أن هناك طبيبات ومهندسات ومصرفيات وسيدات مجتمع يذهبن إلى مدارس الرقص لتعلّمه باعتباره لونا جميلا من ألوان الفنون والرياضة. وفي الختام وجهت رسالة إلى الراغبات في تعلم الرقص، قائلة “أقول للراغبات في التعلم إن مزايا الرقص متعددة بدءا من تحقيق تناسق الجسم والصحة العامة ومواجهة السمنة إلى تفريغ الطاقات والاسترخاء والوصول إلى حالة صفاء ذهني كامل في ظل ضغوطات الحياة”.
مشاركة :