أبو الغيط: إسرائيل المصدر الأكبر لزعزعة الاستقرار وإذكاء التطرف بالشرق الأوسط

  • 6/13/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية كان وسيظل المصدر الأكبر لزعزعة الاستقرار وإذكاء التطرف في إقليم الشرق الأوسط وما وراءه، مشددا على ان الإقليم لن ينعم بأمن ولن يعرف استقرارًا حقيقيًا دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي الإسرائيلي. جاء ذلك في كلمة ابو الغيط أمام مجلس الأمن في جلسته المنعقدة اليوم بنيويورك حول " تعزيز التعاون والشراكة بين مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية: التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية "، بحضور الشيخ صباح خالد الحمد الصباح – نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت، أنطونيو جوتيريس – سكرتير عام الأمم المتحدة ووزعتها الجامعة العربية بالقاهرة.وحذر ابو الغيط مجددًا من مخاطر إبقاء الوضع الفلسطيني على ما هو عليه على الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وخاصة في ظل الممارسات القمعية لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وسعيها المحموم إلى التوسع وضم الأراضي العربية، بل والتشكيك بالحق الفلسطيني ذاته وعدالة قضيته، والسعي عوضًا عن ذلك إلى شرعنة احتلال الأرض ثم ضمها بطريقة غير قانونية، عبر الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، والتشكيك في قضية اللاجئين العادلة التي تبنتها هذه المنظمة منذ سبعين عامًا. وأضاف أن السعي إلى تسوية القضية الفلسطينية خارج إطار القانون الدولي، وإغفال قضايا الوضع النهائي المستقرة التي ترتكز على حل الدولتين، أو اختلاق مسار اقتصادي أو تنموي بديل يبقي على الاحتلال، يمثل كله ضربة قاصمة للبنيان القانوني الدولي، ولمصداقية مجلس الأمن، وللمبادئ الثابتة التي قامت عليها الأمم المتحدة. ودعا في هذا الصدد مجلس الأمن إلى تحمل مسئولياته كاملة، دون انتقائية أو معايير مزدوجة، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ولإنفاذ كافة قراراته السابقة وإلزام إسرائيل بالتنفيذ الكامل لها. وتوجه أبو الغيط في كلمته بخالص التهنئة إلى دولة الكويت على توليها رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، معربا عن خالص التقدير للدور الذي تضطلع به بصفتها العضو العربي في المجلس، ومشيدًا بصفة خاصة بمبادرتها المقدرة بعقد هذه الجلسة من أجل الارتقاء بمستوى الشراكة بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن وفق الإطار العام الذي ينظمه الفصل الثامن من الميثاق.وقال ابو الغيط ان المنطقة العربية مازالت تعج بالنزاعات والأزمات العميقة والتي قد يستعصي بعضها على الحل فالوضع المعقد في سوريا دخل عامه التاسع دون بروز أفق حقيقي للحل السياسي الذي ظل المجتمع الدولي يطالب به منذ اندلاع الأزمة في 2011،وفي اليمن يظل الشعب اليمني هو الضحية لأزمة إنسانية تنجم أساسًا عن تشبث فصيل انقلابي بالاستيلاء على عاصمة البلاد على ونحو يشكل تهديدًا واضحًا لجيران اليمن بل وللملاحة في الممرات البحرية المحيطة به،وتابع قائلا:وليبيا وقعت مجددًا في الأعمال العسكرية بشكل بات يهدد نسيجها الاجتماعي وفرص استكمال عملية انتقالها السياسي بما يحفظ وحدتها، أما الصومال فإننا نعمل مع شركاء آخرين على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وتثبيت السلام فيه وفي كل منطقة القرن الأفريقي باعتبارها جوارًا جغرافيًا مباشرًا وهامًا للعالم العربي.وأشار أبو الغيط إلى أن هناك جملة من العوامل الإضافية التي ساهمت كلها في إذكاء حدة كافة هذه النزاعات وتأجيج غيرها من الاضطرابات في المنطقة، وعلى رأسها التدخلات الإقليمية والدولية غير المسبوقة في الشئون الداخلية للدول العربية، وانتشار الميليشيات والجماعات المسلحة التي تقاتل الجيوش النظامية وتتحدى سلطة الدولة وتهدد سيادتها وسلامتها الإقليمية، وتعاظم التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية التي يتوافر لها الدعم والتمويل والمنابر الإعلامية التي تمكنها من ارتكاب جرائمها وبث خطابها القائم على القتل والكراهية.واضاف: في الوقت الذي تتطلع فيه الجامعة العربية إلى تعظيم فاعلية آليات الشراكة مع الأمم المتحدة، وخاصة مع مجلس الأمن الموقر، لتسوية كافة هذه النزاعات والأزمات ولمعالجة مجمل هذه التحديات، فإنها قد عقدت العزم أيضًا على الاضطلاع بدور أكثر فعالية للمساهمة في حفظ السلم والأمن الدوليين في المنطقة العربية والدفاع عن الأمن القومي العربي لدولها الأعضاء وردع المخاطر التي تهددها على النحو الذي يكفله الميثاق والقانون الدولي. ولفت إلى أن القمة العربية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة منذ أسبوعين تمثل أحدث وأفضل دليل على ذلك، إذ اجتمع القادة العرب في دورة استثنـائية وأدانـوا الأعمال الإرهابية التي استهدفت المنشآت النفطية في أراضي السعودية والسفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجددوا تضامنهم الكامل معهما في مواجهة التدخلات والتصرفات الإيرانية والجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام في طهران.وأوضح أن الحفاظ على أمن المنطقة العربية هو شرط محوري لصيانة منظومة الأمن العالمي، وأن تهديده أو النيل منه ينطوي على تبعات خطيرة لن تقف عند حدود المنطقة العربية. وأكد أبو الغيط أن التضافر الدولي مطلوب لكي تصل إلى جيراننا رسالة واضحة لا لبس فيها بأن الأنشطة التخريبية لم تعد مقبولة، وأن التخفي وراء الأذرع الإقليمية أو العمليات الرمادية التي لا تُنسب لفاعليها الأصليين هو تكتيك مرفوض من الجميع.    واعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تطلعه لإقامة منصة عريضة وقوية للارتقاء بمستوى التشاور بين الجامعة العربية ومجلس الأمن، وللنظر في سبل ترجمة هذا التنسيق إلى دعم يزيد من العمل المشترك والتكاملي المطلوب بين منظمتينا، أسوة بالترتيبات المتبعة مع منظمات إقليمية أخرى، بما يعزز من جهود حفظ السلم والأمن الدوليين في المنطقة العربية ومصداقيتها، ويتسق مع أحكام القانون الدولي وأهداف منظمتينا ومبادئ ومقاصد ميثاقيهما.

مشاركة :