أبلغ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، خلال استقباله في طهران أمس، رفضه الرد على رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبرا أن الرئيس الأميركي «لا يستحق تبادل الرسائل معه». وقال خامنئي مخاطباً آبي: «أثق بحسن نيتك ومدى جديتك بخصوص ما نقلته لي عن ترامب، لكن لا أرى أن ترامب يليق بتبادل الرسائل، وليس لدي رد على رسالته، ولن يكون هناك أي رد في المستقبل». وتعليقا على إعلان الإدارة الأميركية انها لا تسعى إلى تغيير النظام في طهران، قال خامنئي: «هذه كذبة لأنه إن كان بإمكانهم فعل ذلك لفعلوه، لكنهم لا يستطيعون». وشدد الرجل، الذي يشغل أعلى منصب في إيران، على أن بلاده تعارض وتحرم صناعة السلاح النووي، لكنه أكد أنها لو أرادت حيازة هذا السلاح لصنعته رغما عن أميركا. وأوضح: «لا يمكن لمعارضة أميركا أن تمنعنا من حيازة السلاح النووي، لكننا لا ننوي ذلك. أميركا تمتلك آلاف الرؤوس النووية وليست مؤهلة للحديث عن منع الدول من حيازة السلاح النووي». واشار الى أن إيران لا تثق بأميركا أبدا، ولا يوجد شعب حر وعاقل يقبل التفاوض تحت الضغط، مضيفا: «التجربة المرة للمفاوضات السابقة في إطار الاتفاق النووي لن تتكرر أبدا»، ولفت الى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هو أول من نقض الاتفاق النوي الذي سعى اليه بنفسه. في المقابل، أعرب رئيس الوزراء الياباني عن أمله أن تسفر محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين في تعزيز التعاون بين البلدين، مضيفا ان المرشد أكد له أن الجمهورية الإسلامية لا تنوي إنتاج أو امتلاك أو استخدام الأسلحة النووية وانه يؤمن بالسلام، وأفاد بأن الرئيس الأميركي أكد له خلال آخر حديث بينهما أنه لا يرغب في تصعيد الوضع. وكان مصدر دبلوماسي ياباني أكد لـ»الجريدة» أن آبي سيقترح على خامنئي دعوته لحضور قمة العشرين، التي من المقرر أن تجرى في مدينة أوساكا اليابانية، والتي سيشارك فيها ترامب، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. ونشرت «الجريدة» سابقا خبرا مفاده أن وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي نقل رسالة عمانية إلى طهران، تفيد بأن ترامب يطالب بلقاء خامنئي أو تفويض الرئيس حسن روحاني صلاحيات كاملة للتفاوض. وأكد المصدر أنه في حال قرر خامنئي عدم حضور قمة أوساكا فإنه يمكن لروحاني المشاركة، مضيفا أن هدف اللقاء سيكون كسر الجليد، كاشفا أن آبي سيعرض على الإيرانيين تعليق قسم من العقوبات الأميركية إذا وافقت طهران على بدء المفاوضات كبادرة حسن نية من الجانب الأميركي. وفي إيجاز صحافي بينهما اقتصر على قراءة بيان، توقع الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الأول «تغييرا إيجابيا جدا» في الشرق الأوسط، إذا رفعت الولايات المتحدة عقوباتها، بينما دعا رئيس الوزراء الياباني إيران إلى لعب «دور بناء» من أجل السلام في الشرق الأوسط. وتوقفت اليابان في مايو عن استيراد النفط الإيراني التزاما بالعقوبات، واعتبر روحاني أن «اهتمام اليابان بمواصلة شراء النفط الإيراني هو ضمان لاستمرار العلاقات بين البلدين». وفيما بدا انه رد على روحاني، أكد ترامب، أمس الأول، أن إيران تعلم ما يجب أن تقوم به لتفادي المزيد من العقوبات، مضيفا أن «إيران دولة أحدثت الرعب في منطقتها والعالم»، وأشار إلى أنه يتمنى أن تنسجم بلاده مع إيران في إيجاد حلول للأزمة. وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات جديدة أمس الأول على شركة عراقية مرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وعلى عراقيين يمتلكان هذه الشركة.
مشاركة :