روماني أشرف.. معجزة علمية حصل على المركز الرابع عالميا وينتظر دعم الدولة

  • 6/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نهضة كبيرة على مستوى قطاع الشباب المصرى ظهرت خلال السنوات الماضية خاصة فى ظل إصرار القيادة السياسية على تنميتها ودعمها، الأمر الذى يظهر بوضوح فى تفوق شباب مصر بكافة المحافل الدولية، وكان آخرها فوز الشاب «رومانى أشرف»، ابن محافظة بورسعيد، بالمركز الرابع على مستوى العالم فى المسابقة الدولية للعلوم والهندسة، فرع الكيمياء الحيوية، والتى أقيمت بولاية أريزونا الأمريكية مؤخرا.التقت «البوابة» بالشاب المصري، للتعرف عن قرب على تفاصيل أبحاثه العلمية وجائزته الأخيرة، والذى بدأ حديثه قائلا: «عمرى ١٨ عاما، طالب بالصف الرابع بالمدرسة الفنية الثانوية الصناعية المتقدمة بمدينة بورفؤاد، وحصلت على المركز الرابع مؤخرا على مستوى العالم فى مسابقة تصنف كواحدة من أكبر مسابقات البحث العلمى على مستوى العالم، وكنت أنافس خلالها مع حوالى ١٨٠٠ باحث وعالم على مستوى العالم، يمثلون أكثر من ٨٠ دولة.وتابع: «تخصصى بالمدرسة بناء سفن، بعيدا عن مجال أبحاثى فى الكيمياء الحيوية، كما أننى لا أدرس الكيمياء الحيوية فى المدرسة، ولذلك اعتمدت على نفسى فى دراسة الكيمياء الحيوية من خلال الإنترنت والكتب، وذلك كان صعبا للغاية، لأننى فى المقابل لدى دراستى وامتحاناتى فى المدرسة، لذلك استغرقت أبحاثى ودراستى للموضوع عامين، وحصلت خلالها على عدة شهادات وجوائز، منها المركز الأول على مستوى الجمهورية فى الكيمياء الحيوية، وشهادة من مكتبة الإسكندرية، وأخرى من مديرية التربية والتعليم ببورسعيد لحصولى على المستوى الأول على مستوى المحافظة فى البحث العلمي».وعن بدايته مع البحث العلمى وأسباب اتجاهه للوقود الحيوى المعتمد على الطحالب، تحدث: «بدايتى مع البحث العلمى عندما قرأت خبرا بعنوان (العالم فى كارثة نقص الاحتياطى العالمى للبترول)، وهذا كان دافعا لى للبحث عن الطاقة المتجددة، ووجدت أن أفضل طاقة يمكن العمل عليها هى الطحالب، لأنها مصدر فعال جدا لإنتاج الوقود الحيوي، ولكن المشكلة الوحيدة التى تواجه الطحالب هى مشكلة اقتصادية، لأن سعرها أعلى من سعر الوقود الحفرى أو السولار المستخدم حاليا، فكان هدفى هو زيادة نمو الطحالب باستخدام بعض الغازات، وكان مصدرها هو الغازات الناتجة عن حرق النفايات الزراعية والتى تتسبب فى تلوث ٤٢٪ من هواء مصر سنويا، وفكرتى باختصار كانت إحضار النفايات الزراعية وحرقها فى نظام مغلق، وبالتالى تنتج الغازات التى مررتها على الطحالب، والتى أعطتنى نتائج مذهلة فى سرعة نمو الطحالب قدرت بنسبة ٣٥٪ مقارنة بالوضع الطبيعى لنموها».وأضاف العالم المصرى الشاب: «لاحظت أثناء تحليلى لنسب نمو الطحالب وجود زيادة فى معدل الدهون داخل خلايا الطحالب، وهذه الدهون هى التى أحولها إلى وقود حيوي، والفارق هو أن الوقود الموجود حاليا ناتج عن حفريات لكن الوقود الحيوى نسبة التلوث به أقل ٩٠٪ وكفاءته الحرارية أعلى بنسبة ٨٠٪، ولكن سعره كما قلت أعلى من الوقود الحفري»، لافتا أن استخراج الوقود الحيوى من الطحالب ليس بجديد فهو موجود، لكن لا يمكن تعميمه على العالم كله بسبب ارتفاع سعره، وبالتالى بحثه نجح فى زيادة نسبة نموه ٣٥٪، مما يعنى تقليل التكلفة.واستكمل «روماني» حديثه: «بدأت فى دراسة الأنزيمات حتى اكتشفت أنزيما مسئولا عن تنشيط الحمض الدهنى داخل خلايا الطحالب التى يتم تحويلها لوقود حيوي، واكتشفت مادة بمجرد اضافتها تبدأ الخلايا ضعيفة الأنزيم وبالتالى ضعيف الدهون فى الموت وتطرق الخلايا العالية، ونتج عن ذلك زيادة الدهون داخل خلايا الطحالب بنسبة ١٢٠٪، مقارنة بأعلى نسبة وصل إليها العالم وكانت ٢٠٪، وبالتالى يصل سعر (الجالون) الواحد من الوقود الحيوى إلى دولار واحد، مقابل ٣ دولارات لسعر (الجالون) من الوقود الحفرى المستخدم حاليا، وأجريت دراسة جدوى كاملة لشركة تنتج ١٢٠ برميلا يعادل ٤٢ (جالون)، فوجدت أنها ستغطى تكلفتها بعد ٣١ يوما فقط، وبالتالى ننتج للعالم نوعا جديدا من الطحالب المطورة لإعادة نظرة الأمل فى تعميم الوقود الحيوى على مستوى العالم».وعن أصعب المواقف التى تعرض لها خلال بحثه وتمكن من التغلب عليها وتجاوزها، قال: «أنا طالب بالتعليم الفنى ولم يكن سهلا دخول معامل كلية العلوم وإجراء تجاربى وأبحاثى وتمكنت من خلال التحاور وعرض البحث من تجاوز هذا العائق وكذلك توفير مرشد أكاديمى ومرشد عام، كذلك اعتماد نتائجى من جامعة القاهرة وأنا من سكان بورسعيد لذلك كنت أسافر كثيرا لاعتماد نتائجي، بالإضافة إلى إجرائى لجزء من البحث الخاص بى فى مرسى علم، وكل ذلك عقبات نجحت فى تجاوزها».وأكد الشاب المصرى الرابع على العالم فى الكيمياء الحيوية على أن نتائجه التى توصل إليها حاليا معتمدة من جامعة القاهرة، أى أنها نتائج موثقة، وقد اكتمل البحث الخاص به، وتبقى بدء عملية التنفيذ كخطوة لتعميم الوقود الحيوى على مستوى العالم، متمنيا الحصول على منحة دراسية حتى يتمكن من تطوير نفسه وأبحاثه أكثر وأكثر، مضيفا: «الآن استطيع زيادة نسبة الدهون داخل خلايا الطحالب ١٢٠٪، وفى حالة توافر إمكانات أعلى أستطيع إنتاج ٣٠٠٪ وأكثر من ذلك، كما أتمنى من الدولة دعمى حتى ولو معنويا حتى أتمكن من تقليل نسبة التلوث فى مصر أيضا بنسبة ٤٢٪ من خلال تعميم استخدام الوقود الحيوي.واختتم «رومانى أشرف» حديثه موجها الشكر لأسرته ووالديه وأخته وكل من دعمه وسانده، وأيضا لكل من حاول إحباطه والتقليل من مشروعه لأنهم كانوا أيضا دافعا له لإثبات نفسه وصحة نظرياته وأفكاره.

مشاركة :