العيد الوطني ذكرى لكل زمان

  • 6/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرى مضت، لكنها تتجدد، فنحن أبد الزمان نستعد لها بثوب قشيب يناسبها ويميزها عاماً بعد عام. ذكريات لن تغيب عن مخيلة أهل الكويت الذين عاصروا ذاك الزمن الجميل، وطنية فواحة بكل عطر، عرس بهيج تكرر سنوات جميلة بكل عطاء وحب لهذه الأرض الطيبة، ذكرى تهفو إليها القلوب، وتكاد الأعين من حنينها تذرف دموعها مُرَّة، ودموع فرح تذكاراً وحسرة. مناسبة في الزمن الجميل كانت تستعد لها جل الجهات والمؤسسات الحكومية تشاطرها الشركات والمؤسسات التجارية، كل واحدة تحاول الظهور بالمظهر اللائق أمام الشعب، وكأنها في مسابقة تنافسية، والمدارس الحكومية والخاصة تستعد لها باكراً وتدرب الطلاب والطالبات للظهور تعبيراً عن الولاء والحب والعطاء لوطن عشقه الجميع، وكذا الحال بالنسبة إلى الجيش والشرطة والحرس الوطني. وساحة الاحتفال الرئيسية عادة شاطئ البحر، حيث يجتمع المواطنون والمقيمون ويصطفون على جانبيه لمشاهدة مرور المركبات على مختلف أنواعها تحمل المجسمات التي تدل على هويتها وأوجه نشاطاتها، وقد تزينت بحللها القشيبة. أما من لا تسعفه الظروف في الخروج لهذا المكان، فإن محافظات الدولة الأخرى تقيم لهذا العيد أيضاً استعراضات تناسبه، ومن أقعده حاله في منزله، فإن تلفزيون الكويت وإذاعة الكويت ينقلان له بثاً مباشراً للاحتفال ووقائعه. كان الجيش الكويتي والشرطة والحرس الوطني وغيرها من الجهات العسكرية تستعرض أحدث أسلحتها، وكانت قطاعاتها بكل أقسامها ممثلة. مركباتها العسكرية تحمل المجسمات وما لزم من معدات، ويظهر الجنود في هيبة وانسجام تعبيراً عن جاهزيتهم للذود عن حياض الوطن. والطائرات العسكرية تحيل المكان بأزيزها إلى ساحة استعراض سماوية بتشكيلاتها وحركاتها البديعة، وهي تعبر أيضاً عن جاهزية من يقودها ومهارته في التصدي لطائرات الخصوم. وتتعالى هتافات الناس بمختلف أعمارهم تعبيراً عن انبهارهم، بين فرحة غامرة، وضحكة خرجت من قلوب ألفت المحبة، وتصفيق وتصفير وهتافات إعجاب، كل ذلك يشعر من يشارك في هذه المواكب بالمحبة والتقدير. كما يستعد لهذه المناسبة المؤلفون والملحنون والمغنون لإصدار الجديد من الأغاني الوطنية التي تلهب حماس السامع، وتشجيه حباً لوطن يعشقه الجميع، فما زالت الألسنُ والفِكَرُ تحفظ وتردد تلك الأغاني التي فيها يشعر الجميع أن كويت الخير محفوظة بحب أبنائها جيلاً بعد جيل، وكذا الفرق الشعبية التي تصدح برجالها بحب الوطن، والعرضة وغيرها من الفنون ساحة تصور هذا التلاحم بين أفراد الشعب الكويتي. فرحة الناس في العيد الوطني لا تقارن البتة بغيرها من الأعياد، فالناس ينتظرونها ويحرصون على حضورها تعبيراً صادقاً عن الولاء للقيادة الحكيمة وحب الوطن. تتجلى فيها أجمل الصور، وأنبل المشاعر للوحدة الوطنية. وتجد الأطفال والشباب وكبار السن من الجنسين يحملون علم الكويت بأيديهم تعبيراً عن اللحمة الوطنية، ويشيرون إلى من في المركبات التي تسير أنهم معهم في إظهار كل ما يعبر عن حبهم للوطن وقيادته الحكيمة. واليوم ما أحوجنا إلى إعادة النظر في منهجية الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير وغرس ذلك في مناهجنا بصورة تعطي للمناسبتين أهميتهما، وإظهار مباهجهما محاكاة للزمن الجميل في صفاء السرائر، ونقاء القلوب وتأصيل اللحمة الوطنية والتفاف حول القيادة الشرعية حكومة وشعباً. د. سعود محمد العصفورdr.al.asfour@hotmail.co.uk

مشاركة :