توالت ردود الأفعال الدولية الرافضة والمنددة بالهجوم الإرهابي الذي استهدف ناقلتي نفط كانتا تبحران في خليج عُمان، صباح أمس، مؤكدةً ضرورة تحمّل المسؤوليات للحفاظ على حرية الملاحة البحرية، وسط اتهام أمريكي مباشر لإيران بالوقوف وراء الهجوم الذي اعتبرت أنه يهدف إلى عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز. واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في بحر عُمان، مشددةً على أن طهران تعمل على عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي: «إيران هي من ارتكبت الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عُمان. هذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة الهجمات التي شنّتها إيران وأذرعها ضد الولايات والمتحدة وحلفائها». وشدد بومبيو على أن «الأعمال الإيرانية الاستفزازية تشكّل تهديداً للأمن الدولي»، موضحاً أن «التصرفات الإيرانية تشكّل تطوراً غير مسبوق». كما أشار إلى أن الهجوم «غير المبرر» الذي تعرضت له الناقلتان «يشكّل تهديداً للسلام والاستقرار الدوليين وحرية الملاحة». واستطرد وزير الخارجية الأمريكي في حديثه، قائلاً: «إيران تعمل على عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز.. تقييم أمريكا هو أن إيران مسؤولة عن الهجمات ضد ناقلتي النفط». وفي وقت سابق، قالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إنه تم إطلاع الرئيس دونالد ترامب «على الهجوم على الناقلتين في خليج عُمان. الحكومة الأمريكية تقدم المساعدة، وستواصل تقييم الموقف». كما قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تعتزم إثارة مسألة الهجوم خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق. كما صرح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية بأن اجتماعاً عسكرياً عُقد على مستوى القيادة الوسطى ورئاسة الأركان لبحث تطورات الخليج. وقال المسؤول، حسب «قناة الحرة» الأمريكية، إن الاجتماع «ركز على مراجعة خطط الطوارئ، وبحث طريقة التعاطي مع الاعتداءات الإيرانية». في الأثناء، دان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح، الخميس، الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الناقلتان. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الفالح قوله إن المملكة العربية السعودية تتابع بقلق بالغ أنباء الهجوم، وإنها تشجب هذه الأعمال الإرهابية، وخصوصاً على خلفية الهجوم المماثل الذي وقع الشهر الماضي واستهدف سفناً سعودية قرب سواحل دولة الإمارات. وأكد الفالح أن المملكة ستتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية موانئها ومياهها الإقليمية، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لحماية الملاحة البحرية الدولية. وذكر الفالح أن وزارة الطاقة وشركة أرامكو السعودية قد رفعت درجة الجاهزية للتعامل مع مثل هذه الأعمال العدائية والإرهابية، مجدِّداً التزام المملكة بتوفير إمدادات موثوقة من النفط إلى الأسواق العالمية. وأكد الوزير السعودي إدانة بلاده جميع الأعمال العدائية والإرهابية التي من شأنها تهديد حرية الملاحة وأمن الإمدادات وسلامة البيئة، ودعا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤوليته المشتركة واتخاذ إجراءات حازمة لتأمين حركة النقل في الممرات المائية في المنطقة تحسباً للتداعيات الخطرة لمثل تلك الحوادث على أسواق الطاقة، وما تشكّله من خطر على الاقتصاد العالمي. وفي بريطانيا، قال ناطق باسم رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، إن لندن على علم بتقارير عن استهداف ناقلتين بهجمات «مريبة» في خليج عُمان، مضيفاً أنها تسعى للوقوف على حقيقة ما حدث على وجه السرعة. وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية إن الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عُمان غير مقبول، ومستعدون للمساعدة في أي تحقيق، مؤكداً ضرورة الحفاظ على حرية الملاحة البحرية أمر ضروري. وندّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس، بالاعتداءات على ناقلتي النفط، خلال اجتماع لمجلس الأمن حول التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وقال غوتيريس: «أدين أي هجوم على سفن مدنية»، داعياً إلى «تقصي الحقائق»، وتحديد الجهة «المسؤولة» عن الهجوم، مشدداً على أن العالم لا يستطيع تحمّل نزاع كبير في الخليج. كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في بحر عُمان، الخميس، معتبراً أنه «دليل على أن هناك أطرافاً إقليمية تحاول إشعال المنطقة». وشدد أبو الغيط على ضرورة تحرّك مجلس الأمن للرد على الهجمات في بحر عُمان، قبل أن يشير إلى أن هناك أطرافاً إقليمية تحاول إشعال المنطقة. وفي الكويت، دان الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، الحادث الذي استهدف ناقلتين للنفط في بحر عُمان، مؤكداً أنه يُعدّ تهديداً للسلم والأمن الدوليين. وقال، في بيان، إن المنطقة تشهد توترات معقدة، وتعيش مشهداً سياسياً قاتماً، وهذه الأوضاع تؤكد أهمية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم استخدام القوة لحل النزاعات. كما أكدت شركة ناقلات النفط الكويتية، أمس، أن «ناقلات النفط الكويتية تسير بشكل طبيعي، ومستعدون لأي طارئ». من جانبه، نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الكويتية، طارق المزرم، أمس، اتخاذ أي إجراءات غير اعتيادية، مؤكداً أن بلاده لم تعلن «حالة الاستعداد القصوى»، كما تداولت بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن التقارير عن تعرّض ناقلتي نفط لهجوم في خليج عُمان تبعث على القلق الشديد، وقد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة. وقال ماس، في مؤتمر صحافي مع نظيره الألباني: «الأنباء التي تلقيناها تبعث على القلق الشديد». وتابع ماس، الذي عاد لتوّه من زيارة لإيران وعدة دول بالمنطقة: «أي تصعيد في الموقف أمر خطر، وهذه أحداث يمكن أن تؤدي إلى تصعيد. نحن في حاجة إلى وقف التصعيد، وعلى كل الأطراف الإسهام في ذلك». من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إلى تفادي «الاستفزازات» في المنطقة بعد الحادث الذي لم تتضح ظروفه بعد. وقالت المتحدثة باسمها: «لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار، ومسببة للتوتر، وبالتالي، تجدد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها إلى أقصى درجات ضبط النفس، وتفادي أي استفزاز». وأضافت: «نقوم بجمع معلومات عن هذا الحادث». وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، إن بوسعه ربط حادث أمس الذي استهدف ناقلتي النفط في خليج عُمان بهجوم آخر نفّذه الحوثيون العام الماضي بالبحر الأحمر. وأضاف المالكي، في مؤتمر صحفي، أن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عُمان يُعدّ تصعيداً كبيراً. وفي فرنسا، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى ضبط النفس ونزع فتيل التوتر، وطالبت باحترام حرية الملاحة في مياه الخليج. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، أنييس فون دير مول، للصحافيين: «ندعو كل الأطراف، التي نتواصل معها بشكل دائم، إلى ضبط النفس ونزع فتيل التوتر»، مضيفةً: «نكرر أيضاً ذكر تمسكنا بحرية الملاحة التي يتعين حتماً الحفاظ عليها». في الأثناء، دانت الخارجية المصرية الهجوم على ناقلتي نفط بخليج عُمان، وأي أعمال من شأنها تقويض حرية الملاحة واستهداف أمن وسلامة الممرات المائية والبحرية بمنطقة الخليج. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن بلاده تتابع ببالغ الاهتمام والقلق ما أوردته بعض التقارير من أنباء عن تعرّض ناقلتي نفط في خليج عُمان، صباح أمس، لحادث أسفر عن وقوع انفجارات وحرائق على متنهما. وكانت اليابان أول من أعلن بعد الاعتداء مباشرة عن التحقيق في الحادث، إذ قال وزير تجارتها، هيروشيجي سيكو، للصحافيين، إن الحكومة تحقق في تقارير عن تعرّض سفينة تحمل شحنة «لها صلة باليابان» لهجوم. وقال وزير التجارة والصناعة الياباني، هيروشيغ سيكو، أمس، إن الناقلتين اللتين تعرّضتا لهجوم في خليج عُمان «كانتا تحملان شحنة مرتبطة باليابان»، لافتاً إلى أنه تم إنشاء «فرقة عمل» بعد الهجوم. ونقلت «أسوشيتد برس» عن الوزير الياباني قوله إن جميع أفراد الطاقم بأمان، وإن الحكومة اليابانية «أنشأت فرقة عمل، وأبلغت القائمين على صناعة الشحن باتخاذ الاحتياطات». وأكدت رابطة ناقلات النفط «إنترتانكو» «تنامي المخاوف بشأن سلامة أطقم السفن المبحرة عبر مضيق هرمز، بعد تعرّض ناقلتين إلى هجمات في وقت سابق اليوم (أمس)». وقال رئيس مجلس إدارة إنترتانكو باولو داميكو، في بيان: «عقب هجومين على سفينتي أعضاء هذا الصباح، يساورني قلق شديد بشأن سلامة أطقمنا عبر مضيق هرمز»، موضحاً أن نحو 30 في المئة من النفط الخام في العالم يمر عبر المضائق. وأضاف: «إذا أصبحت المناطق البحرية غير آمنة، فإن الإمدادات للعام الغربي بكامله قد تتعرض للتهديد». وقال ثلاثة وسطاء شحن إن شركتي دي.إتش.تي هولدنغز وهيدمار، المالكتين لناقلات نفط، علّقتا الحجوزات الجديدة إلى الخليج، عقب هجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان أمس. وتعرّضت ناقلتا نفط كانتا تبحران في خليج عُمان، صباح أمس، لما يبدو أنه هجوم منسق، إذ ذكرت مصادر أن إحدى الناقلتين أصيبت بصاروخ طوربيد، فيما تم إجلاء طاقمي الناقلتين إلى مكان آمن. وقالت تقارير إعلامية إن الحادث طال ناقلتين، ترفع إحداهما علم جزر مارشال، واسمها «فرونت ألتير»، فيما الناقلة الثانية اسمها «كوكوكا كورادجس»، وترفع علم بنما. ويأتي الحادث، بعد نحو شهر على تعرض 4 ناقلات نفط، من بينها ناقلتان سعوديتان، وناقلة تحمل علم النرويج، وأخرى تحمل علم الإمارات، لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية الإماراتية، ما تسبب في إلحاق ضرر بالناقلات. واتهمت الولايات المتحدة، إيران، بالوقوف وراء تلك الهجمات التي جاءت في وقت تصاعد فيه التوتر بين طهران وواشنطن.كلمات دالة: خليج عُمانطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :