رواية يونانية عن نجيب محفوظ

  • 6/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«في شوارع القاهرة.. نزهة مع نجيب محفوظ»، هذا عنوان رواية الكاتبة اليونانية «بيرسا كوموتسي»، التي صدرت ترجمتها العربية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، على يدي د. خالد رؤوف، ومن المنطقي أن يفتح عنوان الرواية باب التوقعات أمام القارئ العربي، خاصة عندما تكون الرواية مترجمة عن لغة أجنبية، وعن أحد عمالقة الأدب العربي، ويتعاظم الفضول عندما نعرف أن المترجمة هي برسا كوموتسي، فهي روائية عندما تكتب عن مصر، ويكون أبطالها دائما من المصريين، وليسوا من أبناء الجاليات الأجنبية، وبرسا بوصفها مترجمة نقلت من العربية إلى اليونانية الجزء الأكبر من أعمال كاتبنا الكبير، كما ترجمت لكتاب آخرين مصريين وعرباً، لكن يبقى أنها قدمت محفوظ إلى القارئ اليوناني. في هذه الرواية تصحبنا برسا كوموتسي في جولة في شوارع القاهرة، التي عاشتها وقضت بها طفولتها وشبابها ودراستها الجامعية، عبر مسيرة حياتها في نزهة مع نجيب محفوظ، ليس فقط بوصفها قارئة لأعماله، ولا حتى بوصفها شخصا عرفه، لكن بوصفها مترجمة لأعماله وناقلة لفلسفته. جاء السرد في هذه الرواية صادقاً وبسيطاً وعميقاً ، دون ادعاء من جانب الكاتبة، فكان أشبه بشهادة من امرأة مصرية يونانية مثقفة، لها وعي تشكل من حياتها في مصر، ومن قراءة نجيب محفوظ، ولا ينحصر جمال السرد فقط في هذا، ولا في معرفة الكاتبة بالواقع المصري وبالكاتب الكبير فحسب، لكن رهافة التعامل مع التراث الشخصي والجمعي وحساسية التناول من جانبها ومن خلال نجيب محفوظ وأعماله على التوازي، إذ إن الكاتبة ربطت ببراعة هذا التراث الشخصي عبر مراحل حياتها بكاتبنا الكبير الذي تقول عنه: «تعلمت من أعماله الكثير، علمني الصبر والتسامح، ووسع من مداركي وآفاقي الفكرية والروحية».

مشاركة :