ربما يحظى المنتخب السنغالي بوجود العديد من النجوم المحترفين والبارزين ضمن صفوفه، لكن نجمًا واحدًا فقط يمكنه أن يعيد إلى الأذهان سيرة النجم الكبير الحاج ضيوف ورفاقه الذين حققوا الإنجاز التاريخي للكرة السنغالية. قبل سنوات، ومع مطلع القرن الحالي، قاد ضيوف عددًا من النجوم الموهوبين مثل خاليلو فاديجا لتحقيق الإنجاز الأبرز في تاريخ كرة القدم السنغالية عندما بلغ الفريق دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان التي كانت المشاركة الأولى لأسود داكار في البطولة العالمية. والآن، تتجه أنظار الجماهير السنغالية صوب المهاجم الخطير ساديو ماني نجم ليفربول الإنجليزي، لتحقيق إنجاز فريد مع «أسود التيرانجا» وقيادة الفريق إلى الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخ السنغال وذلك من خلال النسخة الجديدة للبطولة التي تستضيفها مصر من 21 يونيو الحالي وحتى 19 يوليو المقبل. ويمتلك ماني البالغ من العمر 26 عامًا، الإمكانات التي تؤهله لقيادة الفريق إلى هذا الإنجاز خاصة إذا نجح في نقل نجاحه الفائق على مستوى الأندية إلى مسيرته مع المنتخب السنغالي في البطولة الأفريقية المرتقبة. يضاف إلى هذا العلاقة القوية التي يرتبط بها ماني مع المحيطين به ومن بينهم رفاقه بالمنتخب السنغالي، حيث يشتهر اللاعب بالهدوء والالتزام الأخلاقي والتواضع في التعامل مع الجميع مما يعطيه قدرة هائلة على التأثير في المحيطين به. ولد ماني في مدينة سيدهيو السنغالية ونشأ في قريبة بامبالي التي كان والده إمام مسجدها، وهو المسجد الذي دفع ماني قبل سنوات قليلة تكاليف إعادة تشييده. بدأ ماني معرفته بالكرة من خلال أكاديمية «جينيريشن فوت» التي قال مؤسسها مادي توري، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، إن ماني يمتلك أشياءً قد لا يمتلكها الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا نجمي برشلونة الإسباني. بدأ ماني مسيرته الاحترافية في يناير 2012 مع فريق ميتز الفرنسي وسطع نجمه مع الفريق في غضون ستة شهور لينتقل بعدها إلى ريد بول سالزبورج النمساوي في صيف 2012 . وصنع النجم السنغالي بداية شهرته في عالم الاحتراف مع منتخب بلاده حيث سجل له أكثر من ثلاثين هدفًا في أكثر من ستين مباراة خاضها مع الفريق قبل أن يتقدم خطوة جديدة في مسيرته الاحترافية بالانتقال إلى ساوثهامبتون الإنجليزي في أول سبتمبر 2014 . وسجل ماني أكثر من عشرين هدفًا مع ساوثهامبتون في نحو سبعين مباراة خاضها مع الفريق، مما دفع مسؤولي ليفربول إلى التعاقد معه في صيف 2016 ضمن محاولات تدعيم الفريق تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب. ترك ماني بصمة تاريخية في سوق انتقالات اللاعبين الأفارقة وقتها، حيث انتقل إلى ليفربول مقابل 34 مليون جنيه إسترليني ليتجاوز بهذا الرقم القياسي السابق الذي كان من نصيب الإيفواري ويلفريد بوني الذي انتقل من سوانسي سيتي الإنجليزي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في يناير 2015 مقابل 28 مليون جنيه إسترليني. ومع استمرار تألق اللاعب؛ حيث سجل وصنع لليفربول العديد من الأهداف، لم يكن غريبًا أن تختار «بي.بي.سي» اللاعب في المركز الثاني باستفتاء أفضل لاعب أفريقي لعام 2016، بينما حل اللاعب ثالثًا خلف الجزائري رياض محرز والجابوني بيير إيمريك أوباميانج في استفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة «كاف» على جائزة أفضل لاعب أفريقي لنفس العام. كما واصل اللاعب تألقه ومسلسل تهديفه الرائع مع ليفربول في الموسمين الماضيين لينال العديد من الجوائز الفردية قبل أن يتوج مسيرته في الموسم المنقضي بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا، إضافة لاحتلال ليفربول المركز الثاني في الدوري الإنجليزي بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي. ولهذا، يحلم ماني بتحقيق طموحات الجماهير السنغالية ويتطلع إلى قيادة الفريق للفوز باللقب الأفريقي. لكن المشكلة الحقيقية التي قد تواجه ماني في البطولة الأفريقية بمصر هي الانطباعات التي أخذتها عنه الجماهير المصرية، بأنه يتسم بالأنانية وعدم الرغبة في التمرير إلى أو معاونة زميله في ليفربول النجم المصري الشهير محمد صلاح. وربما أدى التنافس بين اللاعبين في صفوف ليفربول إلى بعض التحفظ من الجماهير المصرية تجاه ماني، وهو ما قد ينجح اللاعب في علاجه سريعًا من خلال مهاراته الفائقة، لا سيما وأن الجماهير المصرية تتسم بأنها ذواقة للفن الكروي الجميل.
مشاركة :