أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس أنه "ليس ممكناً" القول إنه تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب (شمال غرب سورية)، مناقضاً بذلك إعلان الجيش الروسي في هذا الصدد. وقال تشاوش أوغلو "ليس ممكناً القول إنه تمّ التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار" في إدلب. وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان أن موسكو وأنقرة تبذلان "جهودا جدية وصادقة" للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وأعلن الجيش الروسي مساء الأربعاء التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة تركيا وروسيا، في إدلب التي شهدت تصعيدا في الأسابيع الماضية بين قوات النظام والفصائل المنتشرة في المنطقة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام. قبل ان تقصف المقاتلات الروسية مواقع للمسلحين في إدلب، وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، إن التنظيمات المسلحة شنت مساء أمس هجوما على نقطة مراقبة للجيش التركي، في جبل الزاوية في إدلب. وأوضحت الوزارة أن الجانب التركي طلب من الجانب الروسي، المساعدة في ضمان أمن الجنود الأتراك ومهاجمة مواقع المسلحين. ووفقا للإحداثيات التي أشار إليها الجانب التركي، نفذ سلاح الجو الروسي 4 غارات استهدف من خلالها مواقع تابعة للمسلحين. وقالت الوزارة أن الطائرات الروسية قصفت تجمعا كبيرا للمسلحين، ودمرت موقعا للمدفعية التي استخدمها المسلحون لقصف نقطة المراقبة التابعة للجيش التركي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن "التعاون الوثيق بين القيادتين الروسية والتركية في مكافحة الجماعات الإرهابية في سورية سيستمر". لكن وزارة الدفاع التركية أعطت الخميس رواية مختلفة للهجوم الذي تسبب في اصابة ثلاثة من جنودها اذ نسبته أنقرة إلى النظام السوري. وقال تشاوش أوغلو "نعتقد أن ذلك كان متعمداً. نتحدث مع روسيا في هذا الشأن. في حال واصل النظام هجماته سنقوم بما يلزم"، داعيا موسكو وطهران إلى تحمل "مسؤولياتهما". وفي الأسابيع الأخيرة، تتعرض إدلب التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" وفصائل إسلامية أخرى، لقصف سوري وروسي عنيف. وأدى التصعيد الأخير في منطقة يعيش فيها ثلاثة ملايين شخص إلى مقتل 360 مدنيا منذ نهاية نيسان (أبريل) بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد لودريان أن "الأولوية هي عودة الهدوء والاستقرار إلى إدلب". كما دعا "النظام السوري والجهات الداعمة له إلى وقف الهجمات العشوائية على المدنيين في إدلب". وأضاف أن "إدلب منطقة في غاية الخطورة والوضع فيها متفجر لذا من الضروري احترام وقف اطلاق النار بصرامة".
مشاركة :