أوضح فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم : موسم بركة و فضل و خير و بر، قد انقضت أيامه و طويت أعماله أنه شهر عظيم فضله ، عجيب في الأمة أثره ، ربح فيه الفائزون و غنم فيه المجتهدون, فيا سعادة الفائزين ، فقد ألهمهم الله التوبة ، ووفقهم للطاعة فنسأل الله لهم القبول والاستقامة ، و يا ضيعه الخائبين قد حرموا وحجبوا عن ربهم ، وضاعت عليهم فرص العمر ومواسم الخير فلم يغنموا إلا للحسرة والندامة . وأكد فضيلته ؛ لكن معاشر المسلمين … أبواب التوبة لا زالت مفتوحة لم تغلق بعد رمضان ، وربنا جل وعلا يقبل التوبة من عباده في كل زمان ومكان . فإلى من ضاعت عليه فرصة رمضان ، بادر بالتوبة وتعجل قبل فوات الأوان ، ومباغتة الأجل ، ولا تيأس فكل ابن آدم خطاء ، والعتب على من أصر وله رب يغفر الذنوب فلم يستغفر ، ولولا أنكم تخطؤون وتستغفرون لذهب الله بكم وجاء بقوم يخطؤون فيستغفرون ، فيغفر الله لهم . وأكد فضيلته : إن للعبادة أثراً في سلوك صاحبها ، ومن علامات قبول الأعمال ، تغير الأحوال إلى أحسن حال ، وفي المقابل فإن من علامات الحرمان وعدم القبول ، الانتكاس بعد رمضان ، وتغير الأحوال إلى الأسوأ ، فالمعاصي يجر بعضها بعضاً . فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها ، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها ، سلوا الله الثبات على الطاعات إلى الممات ، وتعوذوا به من تقلب القلوب ومن الحور بعد الكور ، ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة ، وما أفحش فقر الطمع بعد غنى القناعة . وذكر فضيلته : أن الشهور كلها مواسم عبادة ، وإن تفاوتت واختلفت في الفضل والوظائف ، والعمر كله فرصة عمل وطاعة ، وكل يغدوا فبائع نفسه فمعتقها ، وكل ميسر لما خلق له ، فأطنوا أنفسكم على الطاعة ، واستعينوا عليها بالتوبة والاستغفار ، ثم اعلموا أن الصوم جنة ، وكل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لله يجزئ به ، فمن استطاع منكم أن يصوم ستاً من شوال فإن ذلك من سنة وفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم – . وفي الخطبة الثانية أوصى فضيلته : اتقوا الله ما استطعتم واستمسكوا بدينكم ، وعظوا بسنة نبيكم وأصلحوا ذات بينكم وحافظوا على وحدتكم وبلدكم وكونوا يدا على عدوكم ، واسألوا الله أن يوفقكم ويثبتكم . فإن ما قام به المعتدون من استهداف للمواطنين والمقيمين وترويع للآمنين ، وسفك لدماء الأبرياء والأطفال والنساء وانتهاك لحرمة المقدسات العظام وبلد الله الحرام ، جرائهم تستنكرها جميع الأديان وتتنافى مع مبادئ الإٍلام رد الله كيدهم في نحورهم وجعل بأسهم بينهم ، وقطع دابرهم اللهم احفظ هذه البلاد بحفظك واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين .
مشاركة :