تحقيق: إيمان عبد الله آل علي أكد أطباء أن اللهث خلف جراحات السمنة وأدوية التنحيف، لا يتعلق بالجانب الصحي؛ بل إن الكثير يلجأ إليه؛ بحثاً عن المظهر الخارجي والرشاقة، ومن الناحية الشكلية فإن عمليات الشفط فاعلة ونتائجها جيدة، أما من الناحية الصحية لا تزيل الدهون من على الكبد والقلب والأوعية الدموية، التي تعرضت للبدانة، ومعظم أدوية التخسيس غير صحية، ولا تعطي مفعولاً جيداً، وهي عبارة عن وهم يروج له التجار. وأوضحوا: إن الإعلانات التي تملأ الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي حول علاجات السمنة؛ زادت من هوس الطلب على الجراحات، وعرض المشاهير الذين خضعوا لعمليات النحت والشفط لرشاقتهم له دور أيضاً في كثافة الطلب؛ للوصول لذات معايير الجمال والرشاقة التي تتمثل في معجبيهم من المشاهير، وسنوياً تجرى أكثر من 6000 جراحة سمنة في الدولة. والمتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي، سيجد إعلانات أدوية التخسيس تلاحقه، خاصة أن التخلص من السمنة يعد حلماً يطارد الباحثين عن الرشاقة؛ حيث إن مروجي تلك الأدوية يتكاثرون، كما أن هناك أنواعاً انتشرت بشكل كبير بين الشباب، وبعضها تم منعه من التداول إلا أن الإقبال عليها لا يزال كبيراً؛ عبر الشراء من مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك منتجات تدعي قدرتها على إنقاص الوزن في أسبوع، وأخرى تفقد 20 كلج في شهر؛ لتجذب تلك الأوهام مرضى السمنة. أدوية التنحيف والشاهد أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، سحبت وحذرت من عدد كبير من أدوية التنحيف خلال الفترة الماضية؛ لما لها من آثار سلبية مختلفة؛ حيث يؤدي الكثير منها إلى الإصابة بحالة اكتئاب وإحباط، وفشل كلوي كما يعمل بعضها على ارتفاع حاد في ضغط الدم، ومنع امتصاص الفيتامينات من الجسم، إضافة إلى ذلك حذرت من تناول أدوية التخسيس من دون استشارة الطبيب، ودعت إلى الابتعاد عن كل ما يروج من منتجات طبية في مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم تصديق ما تبثه «الفاشينيسات» في حساباتهم؛ لأن جميعها إعلانات مدفوعة. وحسب نتائج المسح الصحي الوطني الذي أعلنت عنه وزارة الصحة ووقاية المجتمع في وقت سابق، فإن النسبة المئوية للسمنة لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً انخفضت إلى 27.8%؛ بعد أن كانت 37.2% في عام 2010؛ وهي نتيجة تحسن إيجابية عائدة لعدة عوامل عملت عليها الحكومة؛ منها: حملات التثقيف الصحي؛ وبرنامج التدخل المبكر للأطفال والبالغين الذين يعانون صعوبات إدارة الوزن؛ وبرنامج اطمئنان وهو برنامج الفحص الدوري ويتضمن قياس كتلة الجسم وتحويل المراجعين ممن يعانون زيادة في الوزن أو السمنة لعيادات التغذية أو مراكز العناية بالوزن؛ ومبادرة تطبيق الخريطة الإلكترونية، للتشجيع على ممارسة النشاط البدني. ضغط المجتمع أكد الدكتور معن فارس، استشاري القلب والأوعية الدموية، ونائب رئيس خدمات المرضى العالمية في كليفلاند كلينك أوهايو بالولايات المتحدة، أن ضغط المجتمع على الشباب هو السبب خلف هوس الشباب؛ للتخلص من السمنة؛ عبر اللهث وراء بعض الجراحات والأدوية، والمسألة ليست متعلقة بالجانب الصحي بالدرجة الأولى لدى البعض؛ بل الاهتمام يكون بسبب الرغبة في الحصول على الجسم المثالي. وقال: إن الأدوية التي تعرض على الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي للتخسيس، تشكل خطراً كبيراً، وتصل لمليارات الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية، وثمة فوائد مادية بالنسبة للشركات المعلنة، وبشكل عام معظم أدوية التخصيص غير صحية، ولا تعطي مفعولاً جيداً، ويجب على الشخص المتابعة مع الأطباء، والتأكد من فاعليتها قبل الاستخدام، والتأكد أنها غير ضارة؛ لأن معظمها ليس مفيداً ويؤدي إلى الضرر وتلف الأعضاء الأخرى في الجسم، وفعلياً استقبلنا حالات تعرضت لمشاكل في القلب؛ بعد استخدام أدوية التخسيس، وسحبت من الأسواق من معظم الدول. وأكد أن بعض أدوية التنحيف تكون مثبطة، وبها هرمونات ذكرية، بالتالي مفيدة، ويشعر المريض بالسعادة؛ ولكنها ذات تأثير مضر على المدى البعيد، ومن الناحية الشكلية، فإن عمليات الشفط فاعلة ونتائجها جيدة، أما من الناحية الصحية فهي غير مفيدة؛ لأنها لا تزيل الدهون من على الكبد، ولا تحسن وضع الكبد؛ لأن البدانة ليست بدانة خارجية فقط؛ بل إن الكبد والقلب والأوعية الدموية كلها تتعرض للبدانة، والتخلص من البدانة، لابد أن يترافق مع تغير في نمط الحياة، إضافة إلى تغير في نوعية الأكل، كما لا بد من ممارسة الرياضة يومياً، فشفط الشحوم بحد ذاته غير كاف للتخلص من البدانة، التي تؤدي لأمراض عدة؛ مثل: السكري والضغط والجلطات.وأوضح: إن العلاجات التي أثبتت فاعلية جيدة، وحصراً لمرضى السكري؛ هي علاجات جراحة المعدة والكبس أو قصها وإعادة المسار؛ حيث أثبتت النتائج أن مرضى السكري يتوقفون عن الحاجة لاستعمال الأنسولين قبل أن ينزل وزنهم حسب الأبحاث، وتصل إلى 30 ٪، وأيضاً يتحسن لديهم ضغط الدم. وأكد أن هناك بحثاً جديداً في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والذي أثبت أن السبب الرئيسي في البدانة ليس الأكل، وإنما المورثات والوراثة، فنجد البعض وزنه يزداد؛ بسبب الوراثة، وهذه الدراسات في مطلعها، وفعلاً ثمة أشخاص يتعرضون للبدانة أكثر من غيرهم؛ بسبب الوراثة. العوامل الوراثية وأكدت أخصائية تغذية في مستشفى برجيل، أن السمنة تعد من أكثر الأمراض انتشاراً وتزايداً في العصر الحديث، وانتشر الحديث عنها في جميع مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج للجمال والأناقة عن طريق عرض الرشاقة والتخلص من السمنة، والإعلانات التي تملأ الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي حول علاجات السمنة تشكل سبباً رئيسياً؛ فالسمنة حالة معقدة، وهي ذات أبعاد اجتماعية وفسيولوجية، وتعد هذه الإعلانات مؤثراً فاعلاً لحالة الشخص النفسية؛ للتخلص من السمنة. وقالت: إن المشاهير الذين خضعوا لعمليات النحت والشفط، وعرضوا رشاقتهم في السوشيال ميديا، يمكن اعتبارهم السبب الرئيسي حول هوس الأشخاص في السعي للتخلص من السمنة، ونقصان الوزن، والوصول لنفس معايير الجمال والرشاقة التي تتمثل في معجبيهم من المشاهير. وأوضحت: إن العلاجات التي تروج لها تلك المواقع، قد تحقق النتيجة المرجوة في نزول الوزن، في حال اتباع حمية غذائية مع ممارسة نشاط رياضي. وأكدت أن الجراحات والعلاجات الأكثر طلباً؛ تتمثل في تكميم المعدة بالمنظار؛ لأنها تحقق المعدل الأعلى في نزول الوزن حتى لو لم تتم ممارسة الرياضة؛ لأن الأشخاص الذين يقومون بإجراء عمليات التكميم يتناولون كميات قليلة من الطعام والشراب؛ بسبب مساحة المعدة الصغيرة.وأوضحت: إن الطرفين من النساء والرجال باتوا يطلبون معالجة السمنة، وتعد فئة البالغين حتى سن الأربعين هم الأكثر طلباً لمعالجة السمنة، إلى جانب أن المراهقين هم الأكثر تأثراً بالقضايا التي تخص الوزن والجمال، مشيرة إلى أن للسمنة لها مسببات عدة، ولا تقتصر على الأشخاص بمفردهم، فالعوامل الوراثية تلعب دوراً رئيسياً في إصابة الإنسان بالسمنة، وكذلك العوامل الجسدية والنفسية والصحية، ومعدلات السمنة في تزايد حول العالم؛ حيث إن 30% من الأشخاص حول العالم يعانون تزايد الوزن و السمنة. أدوية التخسيس غير مجدية وأكد الدكتور علي خماس رئيس شعبة الإمارات لجراحة السمنة، واستشاري جراحة السمنة في مستشفى راشد، أن العلاجات الدوائية للسمنة لم تثبت فاعليتها للمرضى الذين يعانون معدلات سمنة عالية، ومعظم أدوية التخسيس التي تروج في الصيدليات ومواقع التواصل الاجتماعي غير مجدية، ولا ننصح بها، ولا يوجد أي دليل علمي وتجريبي على فاعليتها، وهناك أدوية تخسيس وزعت في الأسواق من قبل شركات الأدوية قبل 10 سنوات، وتالياً سحبتها الشركات؛ لأنها من دون تأثير فعلي في التخسيس. لافتاً إلى ضرورة الاعتماد في طريقة العلاج على أنظمة التخسيس الغذائية؛ فهي آمنة، ولا تسبب أي أضرار.وأكد أن جراحات السمنة الأكثر شيوعاً، تتمثل في جراحة قص المعدة والتكميم، وتشكل 80٪ من الجراحات التي تجرى في الدولة، وعمليات تحويل المسار تصل إلى 13٪، فيما أن نسبة الانتكاسة تتراوح بين 1 إلى 2٪، وهي تتوافق مع النسب العالمية، أما نسبة الأشخاص الذين تزداد أوزانهم بعد الجراحة خلال خمس سنوات فإنها تصل إلى 20٪، وتلك الفئة تحتاج أحياناً إلى عمليات تصحيحية، ولم تثبت الدراسات فاعلية الخلايا الجذعية في علاج السمنة.وقال: سنوياً تجرى أكثر من 6000 عملية جراحة سمنة في الدولة، والعبء الاقتصادي الذي ينجم عن السمنة يصل إلى مليارات الدراهم، ونسبة السمنة في تزايد، مما يزيد من المضاعفات الناجمة عن السمنة؛ مثل: الجلطات الدماغية والقلبية والسكري، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وغيرها من الأمراض. شركات التأمين وأكد د. عمر المرزوقي استشاري جراحة المناظير في مستشفى راشد، ضرورة تغطية شركات التأمين لجراحات السمنة، خاصة للمرضى الذين يعانون؛ بسبب مضاعفات السمنة، فإجراء الجراحة قد يخفف عليهم الصرف الدائم على الأمراض المزمنة، التي تصاحب مرضى السمنة؛ مثل: السكري والضغط والكوليسترول، فالكثير من المرضى وصلوا لمرحلة الشفاء من تلك المضاعفات بعد جراحة السمنة، فضلاً عن ذلك سيتم توفير الكثير من الأموال التي تخصص لأدوية الأمراض غير السارية على الدولة. المجتمع الخليجي وذكر الدكتور سلمان الصباح رئيس الجمعية الخليجية لجراحات السمنة، أن أكثر من 30% من المجتمع الخليجي يصابون بوزن زائد، ونمط الحياة في الخليج يلعب دوراً كبيراً في زيادة معدلات السمنة، فضلاً عن الحياة الاجتماعية والجلوس لساعات طوال أمام الأجهزة الإلكترونية. وأوضح: إن هناك بعض المراكز في القطاع الخاص تنظر إلى الربح المادي، الأمر الذي ينتج عنه مضاعفات تضر بصحة المريض. 18 ألف عملية وأكد الدكتور خالد ميرزا استشاري جراحات السمنة في المملكة العربية السعودية، أن عدد العمليات التي تجرى سنوياً في المملكة تصل إلى 18 ألف عملية، إضافة إلى عدد غير معروف لعمليات يتم إجراؤها في الخارج في مراكز غير معترف بها عالمياً، وغالباً ما يعود هؤلاء الأشخاص بمضاعفات خطرة. وقال: بشكل عام كل العمليات الجراحية وحتى الأدوية لها مضاعفات جانبية؛ ولكن جراحة السمنة تعد من العمليات الآمنة والناجحة في حال التزام الطبيب بالمعايير والبروتوكولات سواء المحلية أو العالمية، وفي نفس الوقت التزام المريض بالبرنامج الخاص لمرحلة ما بعد العملية. وحذر كافة المواطنين في دول مجلس التعاون من إجراء مثل هذه العمليات خارج دولهم، أو في مراكز غير معروفة، لافتاً إلى أنه خلال شهر واحد تم تسجيل 5 حالات؛ بسبب المضاعفات، وتم التدخل على الفور؛ لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى.
مشاركة :