دبي: محمد ياسين تحرص وزارة تنمية المجتمع على تنفيذ السياسة الوطنية لأصحاب الهمم في الدمج والتمكين؛ من خلال تأهيل وتدريب أصحاب الهمم؛ عبر مراكز خاصة بهم، ويعد مركز رأس الخيمة لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم أحد هذه المراكز التي تقدم العديد من الخدمات الخاصة بتلك الفئة، إضافة إلى ورش متنوعة؛ لتأهيلهم وتدريبهم على العديد من الصناعات والأعمال اليدوية التراثية، التي تضمن تنفيذهم مشاريع خاصة، تجلب إليهم دخلاً يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، ويجعل منهم أشخاصاً فاعلين في المجتمع.عائشة إحدى المستفيدات من خدمات مركز رأس الخيمة لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم، التي تتضمن عدداً من الورش المتخصصة في الصناعات اليدوية والتراثية، فضلاً عن ورش التغذية، كما ينظم المركز برامج تدريب وتأهيل؛ لتسويق المنتجات، تتنقل من ورشة إلى أخرى، فتارة تراها في ورشة التغذية، ومنهمكة ببعض الأعمال في ورشة الأشغال اليدوية تارة أخرى، ليس لأنها تمل من البقاء في ورشة ما، ولكن هذه هي مطالب مدرباتها في الورش، حين لمست المدربات قدرات عائشة في فهم وإدراك المهام الموكلة لها، وحبها للعمل؛ بل وإتقانها بعض الأعمال في الورش بأقل قدر ممكن من التعليمات. أمور كثيرة هي التي تميزها، والتي لفتت إعجاب معلماتها بها، ومن أهمها: تعاملها اللطيف مع زميلاتها، وقدرتها على نسج علاقات اجتماعية مع المحيط بسهولة بالغة، إضافة إلى دافعيتها للاستفادة، ورغبتها في تعميم ما تعلمته في أماكن أخرى؛ لذلك يتم الاعتماد عليها دوماً في التسويق للمنتجات؛ من خلال المعارض الخارجية التي يشارك فيها المركز مع المدارس ومنافذ العرض الأخرى. تدرك عائشة مهارات عرض المنتج، والتسويق له باحتراف، فهي المبادرة في جذب انتباه الزائرين، ودعوتهم للاطلاع على منتجات قسم التأهيل، حين تبادرهم بابتسامة هادئة، وترحب بهم، مما يجعلهم ينجذبون لشرحها عن هذه المنتجات، مصغين إليها، وهي تحاول إقناعهم بجودة منتجاتها، وبالفعل؛ فلهذه المهارات تأثيرها على الزوار؛ مما يرفع من إيرادات المبيعات. هذه المهارات التواصلية والاجتماعية هي جزء من البرنامج التأهيلي في المركز؛ حيث تكلف باستقبال الضيوف عند الاجتماعات والأنشطة والترحيب بهم؛ بل وتوجيههم نحو المكان المستهدف بكل لباقة. التغيير هو رغبتها الجامحة، فلطالما قدمت الكثير من المقترحات؛ لتطوير منتجات القسم، تراها تصنع المنتج عدة مرات، إلا أنك تدهش بالإضافات واللمسات الجديدة التي تضفيها عليه كل مرة، وهو ما ينم عن ذوق رائع في الشكل والمضمون، ينسجم مع توجهات المشترين، وخياراتهم التي تسمعها منهم عائشة في المعارض.ورش التأهيل ليست هي المكان الوحيد الذي تراها فيه، فقد تراها متنقلة بين أقسام المركز، تحمل بعض المراسلات؛ لإيصالها إلى وُجهتها؛ وذلك نتاج حبها للمساعدة التي لمستها معلماتها، مما يجعلها أكثر الطالبات المؤهلات لممارسة هذه المهام. وكما أن لكل شخص طموحه في هذه الحياة، فهي أيضاً لها طموحاتها الخاصة بها، التي تنسجم مع فطرتها نحو مزيد من التمكين والاستقلال، فهي توّاقة لأن يكون لها مشروعها الخاص الذي تُديره وتُشرف عليه، بما يحقق لها من تطوير للذات، ومشاركة مجتمعية، ترى هذا الأفق متحفزاً في عينيها التواقتين نحو مستقبل أفضل يليق بها وزميلاتها في قسم التأهيل المهني.
مشاركة :