المخرج السينمائي البرتغالي الكبير مانويل دي أوليفيرا يفارق الحياة اليوم الخميس عن عمر ناهز مائةً وستة عاما بعد مشوار فني متميز طويل وثري. عميد سينمائيِّي كل العالم أنجَز أوَّلَ أفلامه، الذي حمل عنوان نهر الدورو، العمل في المجاري المائية في العام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين في عهد السينما الصامتة، وترك لتراث الفن السابع أكثر من خمسين فيلما طويلا، من بينها أعمال وثائقية. آخر أعماله فيلمٌ قصير يحمل عنوان شيخ رِيسِيللو الذي عُرِض في القاعات عام ألفين وأربعة عشر. وهو في عامه المائة، شارك مانويل دي أوليفيرا في مهرجان كان السينمائي للعام ألفين وعشرة بفيلمه آنجيليكا، القضية الغريبة. المخرج البرتغالي الكبير كان يعاني من تعقيدات في جهازه التنفسي أُدخل بسبها المستشفى لمدة أسبوع في العام ألفين واثني عشر. وقد وجد في زوجته إيزابيل التي اقترن بها منذ أكثر من سبعين عاما خير رفيق وخير سند له في خريف عمره. أوليفيرا كان ينتظر الرحيل بهدوء الحُكماء والفلاسفة، وقال ذات يوم: في رواية الحرب والسلام لتولْسْتويْ، كان أحد الجرحى النبلاء يحتضر في فراشه منشغلا بفكرة ما هي الموت. جال بنظره حواليه، رأى بابًا ثم صرخ: آه! الموت بابباب لا أحد يرغب في اجتياز عتبته.
مشاركة :