كيف تخلّص طفلك من مخاوفه غير المنطقية

  • 6/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من المحتمل أن أول رد فعل ينتابك عندما تواجه مخاوف الطفل غير المنطقية هو أنك تريد توضيح أنه لا يوجد سبب للخوف. ولكن هذا نادرا ما يكون ناجحا، بحسب إنجو شبيتسوك فون بريزينسكي، من رابطة ألمانية تمثل أطباء النفس. ويقول شبيتسوك “بالطبع هذه أقصر وأسرع طريقة للتعامل مع القضية كبالغ. ولكن الأطفال يمكن أن يدركوا حينها بأن ما يشعرون به لا يؤخذ على محمل الجد، فالخوف من الوحوش أمر غير منطقي، ولا يمكن دائما التغلب على المخاوف غير المنطقية بالنقاشات العقلانية”. وبالتالي من الأفضل الانخراط في العالم الداخلي للطفل ومحاولة جعله يشارك في قتال الوحش. وهذا يعني التفكير معه بشأن أفضل طريقة لهزيمة الوحش، وإبعاده. وتقول فابينه بيكر- شتول، مديرة معهد ولاية بافاريا لأبحاث الطفولة المبكرة، إن أكثر طريقة موثوقة لجعل الطفل يتغلب على مخاوفه هي الاقتراب الجسدي منه وإحاطته بالحنان. ويكون الأمر صعبا للغاية على الأطفال في حال كانوا يتعرضون للسخرية بسبب مخاوفهم. ومن الأفضل وضع الطفل في حضنك، وبمجرد هدوئه، اسأله ما إذا كان يستطيع إخبارك أكثر عن الوحش. الأطفال يمكن أن يدركوا بأن ما يشعرون به لا يؤخذ على محمل الجد، فالخوف من الوحوش أمر غير منطقي، ولا يمكن دائما التغلب على المخاوف غير المنطقية بالنقاشات العقلانية وتشير هانا كريستيانزن، التي ترأس فريق علم النفس السريري للأطفال والمراهقين، في جامعة ماربورج، إلى أن الخوف من الوحوش أمر طبيعي للغاية بالنسبة للأطفال في سن نمو معينة. ويخاف الأطفال في البداية من الغرباء والأشياء غير المعروفة والأصوات المرتفعة والارتفاعات. وبحلول سن الرابعة يخافون من الحيوانات والظلام ثم من الوجود بمفردهم. وفي سن ما قبل المدرسة، يخاف الأطفال من الكائنات الخيالية مثل الوحوش والأشباح والعواصف ومن أنهم بمفردهم في الليل. وبمجرد بداية الذهاب إلى المدرسة، تتغير المخاوف المسيطرة إلى أشياء على صلة بالمدرسة والفشل في الاختبارات والإصابات والمرض والوفاة والتدخل الطبي والكوارث والخطف والحوادث البيئية والحروب. وتقول كريستيانزن إنه أحيانا ما يكون سلوك الآباء ومخاوفهم ورهابهم هم أنفسهم قد يؤدي أيضا إلى إصابة الأطفال باضطرابات القلق. وتوضح “في ملعب المدرسة، غالبا ما يكون هناك آباء يقفون وهم يلوحون لأطفالهم وهو ما يجعل الطفل يشعر بأنه ليس لديهم ثقة فيه، وأن خطأ ما سيحدث”. ويتفق الخبراء على أن المخاوف مبررة من حيث المبدأ، وغالبا ما يكون الأطفال الأذكياء خصوصا أكثر حساسية لأنه يمكنهم إدراك المخاطر المحتملة مبكرا. ولكن إذا ما ازدادت المخاوف، وتسببت في ضغط نفسي على الطفل وقيدت حياته اليومية، فيجب على الآباء السعي للحصول على مساعدة من متخصص.

مشاركة :