«السامبا» يرتدي القميص الأبيض بعد 62 عاماً من إعدامه

  • 6/16/2019
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: معن خليل لفت منتخب البرازيل، الأنظار بارتدائه القميص الأبيض غير المعتاد في مباراة بوليفيا، وذلك لأول مرة في مباراة رسمية منذ عام 1957، بعدما تم إعدامه قبل مونديال 1958 في السويد، وذلك رداً على مأساة مونديال 1950 ونكسة كوبا أمريكا في 1953. تاريخياً، كان الأبيض هو اللون التقليدي للبرازيل منذ أن خاضت أول مباراة في يوليو/‏تموز عام 1914 أمام فريق إنجليزي أسمه إكستر سيتي، ومن ثم بعد شهرين أمام الأرجنتين، قبل أن يتم حظره بأمر من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بعد هزائم كارثية عدة في الخمسينات، بحجة أنه نذير شؤم، وأنه يفقد اللاعبين الشعور بالوطنية، لذلك كان ما حصل، بمثابة إعدام للون الأبيض، لكن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وبعد 62 عاماً تخلى عن تلك «الخرافة»، وأعاد الأبيض إلى الحياة، وقرر أن يرتديه منتخب بلاده في مباراة بوليفيا أمس الأول، وهو قدم قميصه الجديد- القديم في حفل رائع، وكأنه اعتذار منه عن ما اقترفه المسؤولون السابقون بحق هذا اللون المؤسس. وبرر الاتحاد البرازيلي العودة إلى الأبيض بأنه بمثابة تكريم للون الذي فاز به المنتخب بأول لقب رسمي في تاريخه، وذلك قبل 100 عام عندما أحرز كأس كوبا أمريكا في 1919 بتخطيه الأوروجواي في النهائي الذي أقيم في ريو دي جانيرو بهدف سجله الأسطورة فريدنريتش. كما أنه تكريم لجيل كامل عرف قمة المجد عبر الفوز أيضاً بلقبي كوبا أمريكا عامي 1922 و1949، لذلك فإن القمصان الجديدة مستوحاة من القميص الذي ارتداه لاعبو «السامبا» عام 1949، وقبل ذلك في نسخ كأس العالم من عام 1930 حتى 1950. إعدام لون في عام 1914 قرر «السيليساو» ارتداء اللون الأبيض بشريطين أزرقين على الذراع، علماً أنه اختار القميص باللونين الأصفر والأخضر كي يكون الاحتياطي للفريق الوطني، لكن فيما بعد تم سن قانون سياسي يحرم ارتداء ألوان العلم البرازيلي (الأصفر والأخضر) في المسابقات الرياضية بحجة أن العلم لا يمكن ارتداؤه وتمريغه بالوحل. وفي عام 1917 وبعد القانون الغريب بمنع اللونين الأصفر والأخضر، تم اختيار اللون الأحمر كقميص بديل للأبيض آنذاك، وفي عام 1918 أضيف اللون الأحمر كشريط دائري على الذراع إلى جانب الأزرق، وفي عام 1919 أزيل هذا اللون من القميص الأساسي وبقي «السيليساو» ( تعني المنتخب باللغة البرتغالية) يلعب بالقميص الأبيض مع خطوط زرقاء عند الرقبة، وكان القميص الأحمر هو البديل. ولكن في كوبا أمريكا عام 1937 حدث شيء غريب في الأرجنتين التي استضافت البطولة؛ حيث إن منتخب تشيلي كان يرتدي اللون الأبيض، لذلك كان على البرازيل أن تغير لونها الأساسي كونها خسرت قرعة الاحتفاظ باللون الرئيسي، لكن الأحمر البديل لم يكن مناسباً أيضاً كون تشيلي كانت ترتدي الأبيض بخطوط حمراء، ولم يكن هناك لون آخر لدى البعثة، وتم حل المسألة بجلب قمصان نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني التي ارتداها السيليساو في تلك المباراة. وقبل المباراة مع تشيلي، حدثت مفارقة أخرى طريفة في البطولة ذاتها التي انطلقت في ديسمبر/‏كانون الأول عام 1936 واستكملت في يناير/‏ كانون الثاني عام 1937؛ إذ إن منتخب البيرو الذي واجه البرازيل في الدور الأول، كان يرتدي اللون الأبيض، ولم يكن بوسع «السيليساو» ارتداء القميص البديل، لأنه لم يصل بعد من البرازيل إلى البعثة، ولم يكن هناك حل سوى أن يقترض الاتحاد البرازيلي قميصاً أحمر من نادي انديبيندينتي الأرجنتيني، لتلعب البرازيل في تلك البطولة بقمصان ناديين أرجنتينيين. وبقي «الأبيض» هو المسيطر، قبل أن تنظم البرازيل مونديال 1950، وفي تلك البطولة كان «السيليساو» هو المرشح الأول للفوز باللقب، بالنظر إلى الأسماء التي كانت تضمه تشكيلته، وبالفعل فقد وصل إلى آخر مباراة في البطولة لمقابلة الأوروجواي، وقد احتشد نحو 200 ألف متفرج في استاد الماراكانا الشهير لمشاهدة منتخب بلادهم وهو يقبض على كأس العالم الأولى له، لكن الذي حصل أن البرازيل خسرت 1-2، وأطلق اسم «الكارثة الوطنية» على المواجهة، والتي تسببت بحزن عام في أنحاء البرازيل، وبدأت البلاد بمعاقبة المتسببين في الهزيمة؛ حيث عاش الحارس باربوزا في عزلة ومات منبوذاً، أما قميص المنتخب الأبيض فقد تم حظره بعد ذلك نهائياً. أما اللاعبون الذين كانوا ضمن تشكيلة مباراة عام 1950 فعانوا أيضاً، لكن ليس بنفس الدرجة التي واجهت باربوزا، فالمدافع الأسمر بيجودي الذي راوغه السيديس قبل أن يسجل هدف الفوز للأوروجواي، فقد غادر البرازيل ولم يلعب كرة القدم مرة أخرى، أما المدافع دانيلو حاول الانتحار، وقال المدرب فلافيو كوستا: «لم أستطع طوال حياتي نسيان تلك المباراة». الأصفر والأخضر بعد حظر الأبيض تم البحث عن لون جديد للمنتخب، وقد نظمت صحيفة «كوريو دا مانها»، مسابقة لاختيار التصميم للملابس الجديدة وألوانها بشرط أن تكون من الألوان الأربعة لعلم البرازيل، وهي الأخضر والأصفر والأزرق والأبيض. والمسابقة حظيت باهتمام واسع وتجاوب كبير، فتقدم لها 401 تصميم، ولكن التصميم الذي فاز كان لشاب في 18 من عمره وقتها، اسمه ألدير جارسيا شيلي، وقد أتم اختياره لبساطته وتناسق ألوان. وفاز منتخب البرازيل بالتصميم والألوان الجديدة في مونديال 1958 ومنذ ذلك الحين يرتدي «السامبا» هذه الألوان، التي أخذت صيتاً وشهرة واسعة بعد فوز البرازيل أيضاً بلقبي موندياليي 1962 في تشيلي و1970 في المكسيك.

مشاركة :