منظمة الصحة العالمية: المملكة في المرتبة الثالثة عالمياً في انتشار مرض السمنة!

  • 4/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أكثر من عام بادرت وزارة الصحة إلى عقد ملتقى لسبع جهات حكومية يهدف إلى وضع إستراتيجيات وطنية تعمل على تبني أنظمة وسياسات وإجراءات مؤطرة لتحسين نمط الحياة الصحية في المجتمع السعودي، وخفض معدل انتشار الأمراض المزمنة، وتقليل العبء الوطني لتلك الأمراض والذي يمثل السكري والسمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم نسبًا عالية، وهذا شي ممتاز تشكر عليه الجهات المشاركة، ولكن لكي نرى تطبيق ذلك على أرض الواقع نحتاج لسنوات لأن تغيير السلوك والطبائع ليس بالأمر السهل ولا يتم بين عشية وضحاها. رسالتي لكم قرائي الكرام: لا يجب أن ننتظر حلولاً لأمر واضح كالشمس، فكلنا مقتنعون من خطر الأنماط غير الصحية على صحتنا وصحة أبنائنا والأجيال القادمة، والحقيقة إن انتظار حلول شاملة غير مجد أبداً، كما أنه لا يتصور أن ننتظر قطاعات الدولة أن تعلمنا كيف نهتم بصحتنا وصحة أسرنا، فأعتقد أنه يجب أن نبدأ اليوم في تحسين نمط حياتنا وسأقترح عليكم اليوم بعض المقترحات التي أراها مفيدة وذات فعالية عالية حسب تجارب الدول الأخرى ومجموع الخبرات العملية المتراكمة لدينا. الأمراض المزمنة في المملكة ودول الخليج العربي مما يؤسف له أن تتقدم المملكة وبعض دول الخليج العربي كل دول العالم في نسب بعض الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة وأمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز الهضمي، وكل تلك الأمراض مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإفراط في الغذاء، وقد بلغت نسبة الوفيات الناتجة عن تلك الأمراض في المملكة وحدها 71 في المئة من مجموع الوفيات، بالإضافة الى تسببها في بعض الإعاقات. من أخطر الأمراض المزمنة التي ارتفعت نسبتها في المملكة ارتفاعاً مخيفاً خلال السنوات القليلة الماضية مرض السمنة حيث جاءت المملكة في المرتبة السابعة وفي بعض الاحصاءات الثالثة عالمياً حسب آخر احصاءات منظمة الصحة العالمية، والتي أكدت أن قطر والمملكة والكويت من أعلى نسب معدلات السمنة في العالم، كما كشفت الدراسة التي أجراها كرسي أبحاث السمنة بجامعة الملك سعود بقيادة الزميل الدكتور عائض القحطاني أن ثلاثة أرباع المجتمع مصابون بالسمنة (70% من رجال المملكة و75% من نسائها) وأن أكثر من 80% من مرضى السكر من النوع الثاني في المملكة لهم علاقة بالسمنة، وفي دراسة للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي وجد أن عدد الوفيات بسبب أمراض السمنة في السعودية نحو 20 ألف حالة سنوياً، ووصل عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المملكة، نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل، بينما يمثل نسبة الذين يعانون من السمنة 36% في المئة من سكان المملكة، في ظل حدوث إصابات بين الأطفال السعوديين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وانسداد شرايين القلب بسبب السمنة المفرطة، كما أن مشكلة ارتفاع الكوليسترول باتت مشكلة موجودة في كل بيت فقد وجدت الدراسات أن 50% من السعوديين لديهم ارتفاع في نسبة الكولسترول، وأعتقد أن النسبة أعلى من ذلك لأن هذه المشكلة ليس لها أعراض واضحة ولا تكتشف إلا بالفحص العرضي لمرض آخر أو عندما يقوم البعض بالفحص الدوري الذي أوصي به بشدة لمن تجاوز الثلاثين من عمره. تؤكد الدراسات أن ما نسبته (42%) من الوفيات في المملكة تعود إلى أمراض القلب، وأنَّ (40%) من المرضى الذين تستقبلهم أقسام الطوارئ بالمستشفيات هم من مرضى القلب. إن تلك الأمراض المزمنة تشكل عبئا على الاقتصاد الوطني حيث أظهرت إحدى الدراسات أن البدناء وحدهم يكلفون المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنوياً بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن، ولعل أكثرها مرض السكر الذي ينتشر بشكل كبير بين البدناء. يعد السكري من أخطر الأمراض المزمنة في العالم لأنه بوابة لأمراض أخرى، وما يزيد خطورته في مجتمعنا أن أكثر من 55% من المصابين به لا يعلمون أنهم مصابون، فلأسباب كثيرة منها الخوف من تأكيد الإصابة فإن بعضهم يعاني من الأعراض ولا يذهب للطبيب. أما النسبة المؤكدة المعلنة لمعدل انتشار داء السكري في الفئة العمرية 30 سنة فأعلى هو 28 في المئة. بلغ معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم 25,5 بالمئة من إجمالي سكان المملكة، ويتوقع ارتفاع نسبة الإصابة إلى 49,5 بالمئة من إجمالي سكان المملكة بحلول العام 2025م. هذا المرض أو القاتل الخفي يترافق غالياً مع أمراض القلب والأوعية الدموية، وتقدر نسبة الوفيات الناجمة عنها 22 في المئة. بحسب الكتاب الإحصائي السنوي لوزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب سبب في 42% من حالات الوفاة في المملكة لعام 2010م، أما بالنسبة لحالات الوفاة المسجلة في مستشفيات وزارة الصحة فقط، فهناك تحسن طفيف في نسبة الوفيات التي تُعزى لأمراض الجهاز الدوري، حيث انخفضت نسبة الوفيات من 17.99% إلى 16.39%، ثم 16.74% تباعاً للأعوام 2008م و2009م 2010م. تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الإصابة بالسرطان في المملكة تتجاوز 12 ألف مصاب سنوياً، وتتفق الجمعية السعودية للسرطان مع هذا الرقم مؤكدة أنه في العام الحالي 2013م سُجلت إصابة 13000 سعودي وسعودية بالسرطان، شاملة جميع أنواع السرطانات، مشيرة إلى أن هذا الرقم سيتضاعف خلال ال 10 سنوات المقبلة ليصل إلى 30 ألف مصاب، حيث إن نسبة زيادة الإصابة بالسرطان في المملكة (11% بشكل سنوي) وهذه النسبة تعني أن نسبة نمو المرض في السعودية تزيد ثلاثة أضعاف على نسبة النمو العالمية، وأنه ينفق سنوياً نحو 900 مليون ريال على التشخيص والعلاج لمثل هذه الحالات, في حين يبلغ حجم مبيعات أدوية السرطان بكافة أنواعه ما يقارب ملياري ريال في العام الواحد.

مشاركة :