«الأولاد» يشاركون في أمم إفريقيا بشعار «أكون أو لا أكون»

  • 6/16/2019
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

بعد البداية القوية لمنتخب جنوب إفريقيا في بطولات كأس الأمم الإفريقية بعد عشرات السنوات من العزلة، تراجع منحنى نتائج منتخب الأولاد المعروف باسم «بافانا بافانا». وخرج منتخب جنوب إفريقيا من الدور الأول للبطولة أعوام 2004 و2006 و2008 و2015، كما فشل في بلوغ نهائيات أمم إفريقيا أعوام 2010 و2012 و2017. وعلى الرغم من حداثة مشاركة جنوب إفريقيا في بطولات كأس الأمم الإفريقية، التي شاركت فيها للمرة الأولى عام 1996، إلا أن الفريق نجح في ترك بصمة رائعة له في تاريخ البطولة، كما دوَّن اسمه في سجل أبطال كأس الأمم. وظلّ منتخب جنوب إفريقيا بعيدًا تمامًا عن المشاركة في البطولات الإفريقية، أو التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم؛ برغم الدور الذي لعبته جنوب إفريقيا في تأسيس الاتحاد الإفريقي للعبة «كاف». وكان ابتعاد الفريق عن المشاركة في هذه البطولات؛ بسبب العزلة المفروضة على بلاده نتيجة سياسة الفصل العنصري، التي انتهجتها حكومة جنوب إفريقيا لعشرات السنوات، لكن مع التخلص من الحكم العنصري في بداية التسعينيات من القرن الماضي، بدأت مشاركتها في المنافسات الكروية بـ«القارة السمراء». وتعويضًا لها عن سنوات العزلة، منحها «كاف» تنظيم بطولة كاس الأمم الإفريقية عام 1996، فلم يهدر منتخب «البافانا بافانا» هذه الفرصة وأحرز لقب البطولة، بعد التغلب على المنتخب التونسي في المباراة النهائية؛ ليحقق إنجازًا كبيرًا في أول مشاركة له. وواصل الفريق تألقه في البطولتين التاليتين؛ ليصل إلى النهائي في بطولة 1998 ببوركينا فاسو، لكنه خسر أمام نظيره المصري ليفوز بالمركز الثاني، ثم يحرز المركز الثالث في بطولة 2000 بغانا ونيجيريا، إذ تصدر مجموعته في الدور الأول ببراعة، وأطاح بالمنتخب الغاني صاحب الأرض من الدور الثاني. لكن مستوى الفريق تراجع بشدة في العقدين الأول والثاني من القرن الحالي، وفشل في الوصول للمربع الذهبي في ست بطولات خاضها حتى الآن بالقرن الحالي، كما خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2010، التي استضافتها بلاده. ولم يكن حصول جنوب إفريقيا على حق استضافة بطولة كأس أمم إفريقيا عام 2013 كافيًا ليستعيد الفريق اتزانه؛ حيث تأهل الفريق إلى دور الثمانية من خلال انتصار وحيد وتعادلين، لكنه سقط في دور الثمانية وودع البطولة مبكرًا. ولم يستغل فريق «البافانا بافانا» الفرصة الذهبية، التي سنحت له في تلك النسخة، عندما نقلت البطولة إلى بلاده بدلًا من ليبيا؛ بسبب الأوضاع الأمنية هناك، فسقط منتخب «الأولاد» أمام مالي في دور الثمانية، وفي النسخة التالية ودَّعوا البطولة من الدور الأول. البطولة المقبلة، التي تنطلق فعالياتها في مصر الجمعة المقبل، ستكون جولة تحدٍ من نوع خاص بالنسبة لمنتخب جنوب إفريقيا، الذي يخوض البطولة بشعار «أكون أو لا أكون». ولا تبدو فرصة الفريق في المنافسة على اللقب كبيرة؛ لكنه يستطيع استعادة الكثير من بريقه إذا نجح فقط في العبور من مجموعته بالدور الأول؛ حيث يخوض الفريق الدور الأول ضمن المجموعة الرابعة، التي تضم معه منتخبات كوت ديفوار والمغرب وناميبيا. ويخوض الفريق البطولة الجديدة دون ضغوط كبيرة عليه، وهو ما قد يساعده في هذه النسخة، التي سيكون مطالبًا فيها بتعامل يتسم بالحنكة في هذه المجموعة العصيبة. وكان الفريق هو آخر المتأهلين لهذه النسخة؛ إذ حل ثانيًا في المجموعة الخامسة بالتصفيات خلف المنتخب النيجيري بفارق نقطة واحدة، ومتفوقًا بفارق كبير عن ليبيا وسيشل. لكن مجموعته في النهائيات ستكون الاختبار الحقيقي لهذا الفريق؛ لأن مجرد العبور من هذه المجموعة، يعني أن الفريق يستطيع المنافسة على الصعود للأدوار النهائية في البطولة الإفريقية، وتكرار النجاح الذي حققه في النسخ الأولى من مشاركاته الإفريقية. ويخوض الفريق البطولة، بقيادة مديره الفني الإنجليزي ستيوارت باكستر، البالغ من العمر 65 عامًا، الذي عاد لتدريب الفريق في منتصف 2017. ويعتمد باكستر على مجموعة من اللاعبين معظمهم يلعبون في الدوري الجنوب إفريقي، وهو ما سيشكل مشكلة حقيقية للفريق في مواجهة المحترفين البارزين في صفوف المنتخبات المنافسة.

مشاركة :