خبير ألماني: المواجهة بين أمريكا وإيران تضع أوروبا في مأزق

  • 6/16/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال خبير ألماني مرموق في شؤون الشرق الأوسط، إن الوضع في منطقة الخليج العربي يزداد سوءًا، وذلك على خلفية الهجوم الإيراني على ناقلتين للنفط في خليج عمان، الخميس الماضي. وأضاف الباحث السياسي، بنديكت فان دن فولدينبيرج، في تصريحات حصرية نقلتها عنه مجلة «فوكوس» الألمانية، أن الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يتصاعد على نحو متسارع؛ حيث تتهم واشنطن طهران بالمسؤولية عن استهداف السفن في مياه الخليج، بينما ترفض دولة الملالي كل ذلك، بل تتهم بدورها إدارة الرئيس دونالد ترامب باستخدام تلك الحوادث؛ كذريعة لتغيير نظام الحكم لديها. وأشار فولدينبيرج، إلى أن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران حاليًا، يعيد إلى الأذهان أزمة الصواريخ الكوبية، التي اندلعت بين واشنطن وموسكو في أكتوبر 1962، وهددت باشتعال حرب نووية بين الطرفين، لافتًا إلى أنهما حرصا على إنشاء «خط ساخن» مباشر بينهما لحل الأزمة، وهو الأمر الذي يصعب تكراره حاليًا بين واشنطن وطهران. وأضاف أن العلاقة بين طهران وواشنطن حاليًا «جليدية»، وبالتالي فهما يحتاجان إلى وسيط، وأنه كلما زادت الأهمية التي يمكن أن يتمتع بها الأوروبيون في هذا الصراع، أمكن الوصول إلى حل. وتابع فولدينبيرج، أن الوضع معقد بالنسبة للأوروبيين، فهم من ناحية يريدون إنقاذ اتفاقهم النووي المتفاوض عليه مع إيران وتجنب التصعيد، ومن ناحية أخرى يعتمدون على الولايات المتحدة كحليف لهم ويتعرضون لضغوط من جانبها على طول الخط؛ لكن «يجب على الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا، محاولة إبقاء القنوات مفتوحة، وإظهار وجودها في المنطقة»، إذ يمكن لقنوات الاتصال هذه أن «تمنع الأعمال الصغيرة- غير المقصودة- من أن تؤدي إلى اشتعال الأوضاع، ومن ثمَّ التصعيد العسكري». وأكد أنه «على غرار مؤتمر الحرب الباردة للأمن والتعاون في أوروبا، هناك حاجة إلى منتديات لضمان التواصل والجمع بين أصحاب المصلحة. فهذه هي الطريقة الوحيدة للاتحاد الأوروبي وألمانيا لمنع التصعيد؛ حيث يمكن أن يحققا جسرًا دبلوماسيًا بين الأطراف المتصارعة أكثر من غيرهما ولو كانوا ممثلين إقليميين». واعترف فولدينبيرج بصعوبة المهمة؛ لأنه في البيت الأبيض في ظل إدارة ترامب، أصبحت الأصوات الألمانية والأوروبية أقل سماعًا مما كانت عليه في عهد أسلافه، وهو ما أصاب الإيرانيين بخيبة أمل. كما أشار إلى أن الشرق الأوسط، وتحديدًا منطقة الخليج، أصبحت تعوم على براميل بارود متفجرة، فبالإضافة إلى الصراع مع الولايات المتحدة، فإن لإيران خصومًا كبارًا في المنطقة يعتبرونها دولة مارقة.

مشاركة :