أظهرت دراسة نفذها المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام، التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أن الكبار في السن يتعرضون إلى إساءات مختلفة، خصوصاً داخل المحيط الأسري، على رغم ما يحظى به كبار السن من مكانة خاصة في المملكة. وحملت نتائج الاستطلاع الذي جرى بالتعاون مع برنامج الأمان الأسري الوطني، بعض المعلومات التي شكلت صدمة للكثيرين، إذ أشار 19 في المئة من عينة الاستطلاع إلى أن كبار السن في المجتمع السعودي يتعرضون إلى الإيذاء الجسدي، وذهب 44 في المئة منهم للتأكيد بتعرض الكبار للإيذاء النفسي. ولأن الإساءة لكبار السن لا تقتصر على محور واحد، إذ شمل الاستطلاع حدوث أكثر من إساءة تجاههم، وأشار36 في المئة إلى أن كبار السن يتم إبعادهم عن المشاركة في الأمور الأسرية، وقال 16 في المئة إنهم يُبعدون أيضاً عن المناسبات الاجتماعية. على صعيد الإساءة التي يتعرض لها كبار السن من جانب بعض الأسر، قال 48 في المئة من عينة الدراسة إن المحيطين بكبير السن يستاؤون من كثرة شكواه وتذمره، فيما أكد 43 في المئة منهم أن من يحيط في كبار السن لا يلتزم مواعيدهم الطبية، ولا إعطائهم الأدوية في أوقاتها المحددة. وعلى غير المتوقع، اتفق 61 في المئة من عينة الاستطلاع على أن كبار السن يعانون عدم الاهتمام في النظافة الشخصية والغذاء الصحي، وهي مشكلة كبرى يتحمل عبئها المحيطون في كبار السن. بقية النتائج لم تكن أقل حدة عما سبق، إذ اتفق 63 في المئة من عينة الاستطلاع، على أن المقربين من كبار السن يتدخلون في قراراتهم وأمورهم المالية، فيما يعتقد 62 في المئة أن المؤسسات في المجتمع تهمش كبار السن وتتجاهل خبراتهم، والاستفادة منها. وفي ما يشير إلى ما يلقاه كبار السن أحياناً من عدم اكتراث في خدمتهم، قالت نسبة عالية من أفراد العينة بلغت 81 في المئة إن خدمة كبار السن في المجتمع السعودي تتم من خلال الاعتماد على العمالة المنزلية فقط. في تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال المدير التنفيذي للجمعية السعودية لمساندة كبار السن (وقار) عبدالعزيز الهدلق: "إن الإساءات التي يتعرض لها بعض كبار السن، خصوصاً من بعض المحيطين بهم، تبرز الحاجة الماسة للحملات التوعوية التي تنظمها الجمعية، والمحاضرات التي تُقام بين فترة وأخرى، لإرشاد الأسر لكيفية التعامل الصحيح مع كبار السن، لأن تقدم السن يرتبط في بعض التصرفات التي قد يراها البعض مزعجة، لكنها في حال كبار السن تبدو طبيعية، فقط تحتاج لكثير من التفهم، كي تمضي الأمور بصورة عادية". وأضاف الهدلق: "أن تعرض كبار السن للإساءة، سواءً من المجتمع الخارجي أو داخل الأسرة، يتعارض مع بديهيات رد الجميل لتلك الفئة الغالية على قلوب الجميع، الذين يحملون تجارب السنين على أكتافهم، وصاروا بحاجه لخدمات تحقق لهم جودة الحياة". وامتدح الهدلق الجهود التي يقوم بها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وبرنامج الأمان الأسري الوطني، تجاه قضايا كبار السن، مشيراً إلى أن تلك الجهود تساعد "وقار" في مهمتها تجاه دعم ومساندة كبار السن، والعمل المستمر على تلمس احتياجاتهم.
مشاركة :